الْسَّـلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه...
يُسأل الولي الصدر عن نظرية النسبية وانشتاين، وما هي حاجة (رجل دين) إلى مناقشة، أو
حتى الاطلاع على مثل هذه الأمور فيجيب: (حبيبي حينما نريد الرد على “جان جاك روسو“ و”جان بول سارتر“، هل
نرد عليهم بأحكام الحيض والنفاس؟ عيب حبيبي).
ليس العيب الذي عناه بأحكام الحيض والنفاس، فهي جزء من ابتلاءات المجتمع، لكن العيب هو في عدم الاطلاع على الآراء والمتبنيات
الفكرية للآخرين.
في حديث ذي رؤى سياسية عن أميركا، وماذا تريد أمريكا من العالم، تجده يسند رأيه برسم كاريكاتيري كان قد شاهده في إحدى الصحف
قبل ثلاثين عاماً من تاريخ حديثه، يوضّح إن أمريكا لا تريد أن تتقاسم السلطة في العالم مع أحد، بل (تريد الكعكة كلها) .
في مكان آخر يتناول موضوعه (كرة القدم) والرياضة عموماً، وأسباب انتشارها أو قل نشرها، ولم يهاجم
الموضوع بطريقة فقهية فقط، بل أوضح وبإسهاب الأسباب والدوافع السياسية والاجتماعية وراء هذا الموضوع.
في كتابه (اليوم الموعود) يناقش وبتفصيل دقيق يعجز عنه الكثير من الماركسيين، آراء الماركسية والشيوعية
باحثاً في معظم مصادرها وأدبياتها، ولم يترك ثغرة إلا وكان فكره الوضّاء معولاً في تهديم ركائزها الفكرية وطرح البدائل العقلية السليمة.
ونراه في كتابه (نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان) يسكت الغرب المتبجّح في تنظيراته لإعلان
حقوق الإنسان، ويطرح البدائل الإسلامية الصادقة.
ونراه في موسوعته (ماوراء الفقه) وفي إحدى اشراقاته يتحدث عن إشكالية تمثيل شخص للمعصوم
(صلوات الله عليهم أجمعين) في السينما أو الوسائل المرئية الأخرى، ويتناول موضوعة السيناريو وكيف يمكن لقضية إخفاء وجه أو
شخص الممثل الذي يلعب دور المعصوم (عليه السلام) أن تخل بالبناء الدرامي، وبالتالي تفقد الموضوع قدرته على إيصال الفكرة
للمتلقي... وتناول.. وتحدث.
بعد كل هذا البعض من فكره نطرح تساؤلاً:
هل كان محمد الصدر (رضوان الله تعالى عليه) مثقفاً؟!
ربما يتردد البعض في الإجابة لكنه يمكنني القول: نعم ومن طراز نادر.
فبينما كتب الشعر - وهي إحدى أدوات المثقف - كانت قضية الله سبحانه وتعالى والوطن بمعناه الأوسع، وعندما صار يوماً (رادوداً)
لم يكن بكائياً بقدر ما كان ثورياً عقائدياً يبث روح الثورة والتغيير، وعندما ما أطلق شعار (كلا، كلا، أمريكا) لم يطرحه للاستهلال
الأجوف بقدر ما كان تأسيساً لما سيأتي وقد أتى، اثبت أتباعه صدقية هذا الشعار في مرحلة المواجهة.
وفي مرحلة الضغط المباشر الذي تعرَّض له، لم يتقوقع ولم يتغرب، بل وقف وسط نار النمرود وحقول الألغام ليصدر وثيقة قل
نظيرها في تاريخنا المعاصر للمطالبة بالحقوق في وجه الطغاة بهذا الحجم من الوضوح والثبات.
ومن كل هذا البعض، وجدناه مثقفاً ملماً بأدواته عارفاً بكيفية استخدامها، لذاك كان حاضراً وكان - ومازال - فاعلاً في مسيرة
هذا المجتمع.
هل نغيِّب في سردنا هذا البعض من المثقفين الصادقين والملتصقين بواقعهم، والذين أدلوا بدلوهم في إيجاد الوعي الفكري التابع
والمتأصل والمتناسق مع حقائق مجتمعهم؟ لا، إذن فأن جوهر القضية يكمن في ماوراء المثقف الإنسان ألا وهي عقيدته. وبعد
هذا هل يحق لنا التساؤل: لماذا كان عبد الحسين شرف الدين حاضراً وبقوة أبان الاحتلال الفرنسي للبنان؟ ولماذا كان السيد
الخميني بارزاً ومؤثراً في قيادة التغيير الذي حصل في إيران ولم يكن غيره؟ وعلى نفس النهج كان السيد حسن نصر الله هو
المبرز في الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان على الكيان القذر، ولم يكن “ادوارد سعيد“ أو” اودنيس“ و
لماذا محمد الصدر وحده كان الدعامة الكبرى فيما كان وسيكون على هذه الأرض ولم يكن غيره؟ إلا أنه كان مثقفاً، أم لأنه رجل
دين التصق وتوحد مع عقيدته الصالحة؟ أم لأنه كليهما؟ انه تساؤل مفتوح.
منقول ...
السلام على الصدر المقدس
بارك الله فيكم و نوركم بنوره الأقدس
لَكُمْ مِنَا خَاْلِصُ الْدُعَاءْ ..
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..