الْحمْدُ لِلِّه الدالّ عَلى وُجُودِهِ بِِخلقِهِ وبِمُحْدثِ خَلقِهِ عَلى أزَليّتِهِ وباشتِباهم ْعلى أن لآ شَبَهَ لَهُ...
والصلآة والسلآم على خير خلقة مُحًمدْ وعلى آله الطيبين الطاهرين...
يـآربْ الح ـسين بِح ـق الح ـسين أشفْ صَدر الح ـسين بظهور الحجةَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آية الله العظمى السيد محمد الفشاركي ( قدس سره )
(1253 - 1316هـ)
ولادته :
ولد في قرية ( فشارك ) - وهي من توابع إصفهان - سنة ( 1253 هـ ) ، في أسرة عِلمية كريمة ، أصلها من السادة الطباطبائية القاطنين ببلدة ( زوارة ) .
دراسته وتدريسه :
سافر السيد الفشاركي إلى ( العراق ) وهو ابن إحدى عشر سنة ، وجاور الحرم الحسيني الشريف .
وكفلَه هناك أخوه العلاَّمة السيد إبراهيم المعروف بـ ( الكبير ) ، فأكمل عنده العربية والمنطق .
ثمَّ اشتغل بالفقه وأصوله على عِدَّة من علمائه ، نظير العلاَّمة الشيخ محمد حسين الفاضل الأردكاني ، فاستفاد منه سنين .
وفي حدود سنة ( 1286 هـ ) هاجر إلى ( النجف الأشرف ) ، وحضر بحث السيد المجدِّد محمد حسن الشيرازي ، فانقطع إليه ، واقتصر في الدرس عليه .
ولما هاجر السيد المجدِّد من ( النجف الأشرف ) إلى ( سامرَّاء ) في سنة ( 1291 هـ ) صحبه السيد الفشاركي ، وتوطَّن معه ، وصار من أفضل مقرَّبيه ، وخِيرة خواصِّه ، وتلاميذه .
ولما كثرت أشغال المجدِّد لتحمُّله أعباء المرجعية ، فوَّض أمر التدريس إليه ، واعتمد في تربية الأفاضل عليه .
فقام السيد الفشاركي بتلك الوظيفة على أكمل وجه ، حتى صار كعبة العلم ، ومَطاف أصحابه ، ومُرَاد طلابه .
وبعد رحيل المجدِّد الشيرازي إلى جِوار ربِّه في سنة ( 1312 هـ ) ، رجع السيد الفشاركي مهاجراً بأهله وأولاده إلى ( النجف الأشرف ) ، موئل العلم ، ومختلف ذوي الفضل والفهم .
فتهافَتَت عليه طُلاَّب المعرفة ، ورُوَّاد العلم ، لينهلوا على يديه من علوم الشريعة الغَرَّاء .
أساتذته :
وهم بحسب الترتيب الزمني :
1 - أخوه العالم السيد إبراهيم المعروف بـ ( الكبير ) .
2 – السيد ابن المجاهد الطباطبائي .
3 – الشيخ الفاضل الأردكاني .
4 - السيد المجدِّد محمد حسن الشيرازي .
تلاميذه :
وهم كثيرون ، إلا أننا سنذكر هنا الذين تسنَّموا سدّة المرجعية ، وهم :
1 - آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري ، مؤسِّس الحوزة العلمية في ( قُم المقدَّسة ) .
2 - آية الله العظمى الشيخ محمد حسن كُبَّة .
3 - آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الكمباني الأصفهاني .
4 – آية الله العظمى الشيخ محمد حسين النائيني .
5 – آية الله العظمى الشيخ ضياء الدين العراقي .
6 – آية الله العظمى الشيخ محمد رضا النجفي الإصفهاني .
من خِصاله الحميدة :
تواضعه ، فقد نقل عنه ما يؤكِّد هذا المعنى ، فقد عاش حياته عيشة الزُهَّاد ، ما بنى فيها داراً ، ولم يخلِّف عقاراً .
حتى أنه لم يكن له خادم يخدمه ، بل كان يذهب إلى السوق بنفسه لشراء حوائجه ، والطلبة حافون به ، يسألونه عما أشكل عليهم من درسه ، وهو واقف على باب بعض الحوانيت .
وكان ثقةً ، ورعاً ، كثير الخيرات ، خصوصاً فيما يتعلق بالأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ، سِيَّما في عزاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وكان حَسَن المحاضرة ، وحُلو المعاشرة .
من كراماته :
من كراماته التي يجدر بنا أن نسجِّلها في هذه الترجمة ، هي ما نقله أحد أحفاده ، حيث يقول :
لما كان السيد الفشاركي في سامرَّاء انتشر وباء ( الطاعون ) و( التايفوئيد ) بين أهالي المدينة بشكلٍ مُرعب ، وكان عدد كبير من الناس يموتون في كل يوم .
وفي أحد الأيام اجتمع نفرٌ من أهل العلم والتقوى في دار السيد ، ودار الحديث حول الوباء الذي عمَّ المدينة ، وما تركه من خوف ووحشة في قلوب الناس .
فالتفت السيد الفشاركي للحاضرين قائلاً : إذا أصدرتُ حكماً شرعياً هل يجب تنفيذه ؟
فأعلن الجميع بأنَّ تنفيذ الحكم واجب على الجميع عند ذلك .
فقال : إنني أصدر فتوىً ، وحُكماً شرعياً بأن يبدأ جميع الشيعة في سامرَّاء من اليوم حتَّى عشرة أيام بقراءة زيارة عاشوراء ، من أجل التوسُّل لرفع البلاء عنهم .
ويهدون ثواب هذه الزيارة إلى الروح الطاهرة للسيَّدة نَرجِس خاتون ، والدة الإمام المهدي المنتظر ( عليه السلام ) ، والتي قبرها في سامرَّاء ، وفي جوار الإمامين العسكريَّين ( عليهما السلام ) .
فصادق الجميع على فتواه ، ثم أبلغوا جميع الشيعة في سامرَّاء بذلك ، فالتزموا به .
وفي اليوم التالي رُفِع الوباء تماماً عن الشيعة ، ولم يُصَبْ أحدٌ منهم بالوباء ، وكانت ضحايا الوباء فقط في صفوف غير الشيعة .
واستغرب غير الشيعة من هذا الأمر ، حيث أنه لم يصب شيعي بعد ذلك اليوم ، فسأل جمع من أهل السنة عن سبب هذا التوقف الغريب للوباء في صفوف الشيعة .
وعندما عرفوا السبب ، وهو زيارة عاشوراء ، فعلوا ما فعل الشيعة ، وعندها توقف الوباء عنهم أيضاً ، وذلك بِبَركة الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
مؤلفاته :
كان وللأسف قليل التصنيف ، ولم يُؤْثَر عنه إلا الرسائل الآتية :
1 - رسالة في أصالة البراءة .
2 - رسالة تُقَوِّي السافلَ بالعالي .
3 - رسالة في الدماء الثلاثة .
4 - رسالة في خلل الصلاة .
5 - رسالة في الخيارات .
6 - رسالة في الإجارة .
وفاته :
مَرِض ( قدس سره ) مرضاً شديداً ، واستمرَّ المرض به مُدَّة تقرب من شهر ، فقضى نَحبه .
وجاور ربَّه ، في شهر ذي القعدة الحرام سنة ( 1316 هـ ) .
ودفن في الصحن الشريف لمرقد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، من جهة باب السوق الكبير .
************
شبكة النجف الأشرف
حرسكمـ الله بعينه التي لآتنآمـ☺ ~