اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

8ـ التأريخ الثامن حكاية لقاء السيد أبو الحسن الإصفهاني (ت1365ه) بالإمام المهدي عليه السلام في هذا المقام:
قال السيد حسن الأبطحي في كتاب (اللقاء مع صاحب الزمان عليه السلام): يعتبر المرحوم آية الله العظمى السيد أبو الحسن الإصفهاني من المراجع العليا في زماننا.
وكان (رضوان الله تعالى عليه) كثيراً ما يصل لخدمة صاحب الزمان عليه السلام، والحكاية التالية هي إحدى تلك اللقاءات التي تشرف بها السيد أبو الحسن الإصفهاني مع الوجود المقدس لصاحب الأمر والزمان عليه السلام.
ونقل هذه الحكاية المتتبع الحاج السيد ميرجهاني في كتاب (كنز العارفين) فقال:
كان أحد علماء اليمن واسمهُ بحر العلوم يراسل العديد من علمائنا في النجف طالباً منهم إثبات الوجود المقدس لبقية الله في أرضه عليه السلام.
وكان السيد بحر العلوم زيديا غير مصدق بوجود الحجة عليه السلام فكتب لهُ العلماء الأعلام رسائل عديدة وشرحوا لهُ إثبات وجوده ولكنهُ لم يقتنع حتى كتب رسالة إلى المرجع الأعلى للشيعة آنذاك السيد أبو الحسن الإصفهاني (رضوان الله تعالى عليه) يطلب منهُ إثبات ذلك.
وفي جوابه، قال السيد أبو الحسن الإصفهاني للسيد بحر العلوم، إذا أردت إثبات ذلك والتأكد من الوجود المقدس لصاحب العصر فعليك المجيء إلى النجف الأشرف لأثبت لك ذلك حضورياً، وبعد عشرة أشهر، وصل بحر العلوم وابنه وعدد من أتباعه إلى النجف الأشرف وزاروا السيد أبو الحسن وطلب منه أن يثبت له ذلك بعد أن حضر شخصياً إلى النجف مع ابنه.
فقال لهُ المرحوم السيد أبو الحسن الإصفهاني:
تعال غداً أنت وابنك إلى داري حتى أعطيك جواب سؤالك.
ثم جاء بحر العلوم وابنه وبعض اتباعه وبعد تناول العشاء والأحاديث الدينية وإنصراف الضيوف وإنتصاف الليل، قال السيد أبو الحسن إلى خادمه مشهدي حسين، هات المصباح معك ووجه كلامه للسيد بحر العلوم وابنه وقال لهما: إتبعاني.
ثم أضاف السيد ميرجهاني: كنت أحد الذين بقوا بعد انصراف الضيوف فأردت أن أذهب مع السيد أبو الحسن لكنهُ قال لي: يجب أن تبقى هنا ويأتي معي فقط بحر العلوم وابنه.
ثم ذهب الثلاثة في تلك الليلة المظلمة ولم نعرف وجهة سيرهم ولا إلى أين ذهبوا.
ولكن وفي الصباح وعندما التقيت مع بحر العلوم وابنه وسألتهُ عن أحداث الليلة الماضية قال: الحمد لله لقد تشرفنا ليلة أمس بخدمة ولي العصر عليه السلام وأصبحت من المعتقدين بوجوده المقدس. فسألتهُ وكيف ذلك؟
فقال بحر العلوم: عندما تركنا الدار لم ندر إلى أين وجهتنا حتى وصلنا إلى وادي السلام وفي وسط الوادي دخلنا مكانا قال إنهُ مقام صاحب الزمان عليه السلام.
وعندما وصل السيد أبو الحسن إلى باب المقام، أخذ المصباح من خادمه مشهدي حسين ودخل منفرداً إلى المقام ثم أشار إليّ أن أدخل وحدي معه ثم توضأ وبدأ بالصلاة وصلى اربع ركعات ثم قال شيئاً لم نفهمه ولكن شاهدت فجأة أنواراً خاطفة وقد غمر المكان نور ساطع.
وهنا يكمل الحكاية ولده فيقول:
كنت في هذه اللحظات خارج المقام ولكنني بعد دقائق سمعت صيحة عظيمة من قبل والدي ثم أُغمي عليه فتقدمت قليلاً فوجدت السيد أبو الحسن الإصفهاني يُمَسِد كتفيه حتى استفاق من غيبوبته فقال مباشرة: لقد رأيت ولي العصر والزمان عليه السلام وأصبحتُ من شيعته الإثنى عشرية، ولكنهُ لم يزد شيئاً على هذا الكلام ولم يوضح لقاءه بالحجة عليه السلام ثم عدنا إلى اليمن بعد عدة أيام، وتشيع أكثر من أربعة آلاف من أتباعه. (40)
9ـ التأريخ التاسع: ذكر المقام في كتاب ماضي والنجف وحاضرها للشيخ جعفر محبوبة1 ت1377هـ:
إن الشيخ جعفر محبوبة قدس سره كتب عن المقام في كتابه الوارد أعلاه في ص 95 ـ 96 على ما نقلناه في بحثنا هذا وقال في الهامش (حدثني بعض الثقاة المتتبعين للآثار والأخبار أنه وجد في بعض الكتب المؤلفة في غيبة الإمام عليه السلام مقاماً في النعمانية وفي الحلة وفي مسجد السهلة وفي النجف).
أقول: ولقد أجاد هذا الشيخ فيما أفاد، وقد نفعنا كثيراً بكتابه (ماضي النجف وحاضره) الذي طالما خدم به تأريخ مدينة النجف وذلك بتسجيله الشوارد والموارد عن تأريخها.
10ـ التأريخ العاشر: في زيارة الشيخ فرج الله آل عمران للمقام:
أن العالم فرج الله آل عمران القطيفي تشرف في زيارة هذا المقام مرات عديدة في أُخريات هذا القرن. (41)
نسأل الباري ان يجعلكم ويشملنا من انصار الحجه المنتظر ارواحنا له الفدا
نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا

(41) الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ـ الشيخ فرج آل عمران ـ ج10 ص224.