الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد ما تحب وترضى
صلى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاطمة الزهراء شمس الإسلام الخالدة
إن أحياء مناسبة ذكرى سيدة نساء العالمين بهذا المستوى العالمي يمثل انقلابا واضحا ضد أصحاب الفكر الإسلامي الشعائري الذين حاولوا من قرون طويلة أن يجعلوا الإسلام دمية ميتة من الروح الإسلامية يحركوها بالشكل الذي يخدم مصالحهم ، كما تمثل صرخة أمام أصحاب الفكر المعادي لفكر ومبادئ وقيم السيدة فاطمة الزهراء التي هي الامتداد لفكر والدها الرسول الأكرم محمد ص. حيث إن أحياء ذكرى مولد أو وفاة فاطمة الزهراء هو أحياء للفكر المحمدي الأصيل، وأحياء للبيت المحمدي العلوي الإنساني (والتعرف على دور زوجة النبي الأولى العزيزة خديجة أم الزهراء، ودور زوجها الإمام علي، ودور أبنائها الحسن والحسين وفاطمة وأم كلثوم ، وأحفادها)، وأحياء لدور المرأة المسلمة الحقيقي، وأحياء لمظلومية حبيبة النبي فاطمة الزهراء... وفضح لاعداءها ومن سلبوا حقها.
وتشكل السيدة فاطمة الزهراء ضمير الإسلام الحي النابض بالحب والرحمة والتسامح وكل ما تعنيه الأخلاق المحمدية الفاضلة... ولهذا فهي بوابة محببة لكل من يتعرف عليها أو يسمع بقصة حياتها الرائعة والمؤلمة.
ولو علم الناس من هي فاطمة الزهراء بشكل صحيح ومفصل لعرفوا أسرار الإسلام الأصيل... ودافعوا عن مظلوميتها.
من هي فاطمة الزهراء وما السر الذي تحمله؟
لماذا همشت شخصية فاطمة الزهراء طوال التاريخ ؟
لماذا لا يوجد كتب عديدة على مستوى عالي تتناول تفاصيل حياة حبيبة خاتم الأنبياء محمد ص ؟
لماذا لا تدرس شخصية فاطمة الزهراء كنموذج للمرأة المسلمة في المناهج التعليمية في المؤسسات التعليمية في الوطن العربي والإسلامي؟
لماذا كل هذا الاهتمام بشخصية امرأة عاشت لمدة سنوات قليلة لا تتجاوز 18 عاما، ودفنت قبل أكثر من 1400عام؟
هل الزهراء تمثل التيار الإسلامي المحمدي الأصيل؟
هل توفت الزهراء غاضبة ؟
وكان لفاطمة الزهراء علاقة خاصة مع والدها النبي ص حيث كان لها المعلم والمربي والأب والأم الرؤوم حيث فقدت أمها خديجة بنت خويلد وعمرها 5 سنوات. كما كانت الزهراء القلب الحنون والحضن الدافئ والصدر العطوف والأم الحنون لأبيها رسول الله محمد والشخصية الأقرب إلى قلبه الطاهر. الذي كان يقول «فاطمة أم أبيها» كلمة عظيمة بحق أعظم شخصية نسائية في الوجود من أعظم شخصية بين مخلوقات رب العالمين.. ولقد قال والدها النبي محمد ص فيها وبحقها الكثير من الكلمات والروايات والأحاديث التي تدل على مكانتها لديه. منها: يغضب الله لغضب فاطمة ويرضى لرضها.
من أراد معرفة فاطمة الزهراء ومكانتها عند والدها الرسول محمد ص وما تمثله من شخصية عظيمة فليطلع على الروايات والأحاديث التي جاءت فيها.. الموجودة في كتب الصحاح، ومن أراد أن يتعرف على فكر فاطمة الزهراء فليطلع على خطبة الزهراء المشهورة التي ألقتها في مسجد والدها النبي بعد وفاته في حضور كبار الصحابة.
فمن خلال دراسة حياتها المباركة يمكن التعرف على صور رائعة في حياة النبي وأهله ومنها:
التعرف على فنون العلاقة بين الآباء والأبناء من خلال تعامل النبي محمد والدها معها.
التعرف على التربية الروحية والعلاقة بين الخالق والمعبود.
التعرف على فنون التعامل الزوجي من خلال علاقتها مع زوجها الأمام علي ع.
التعرف على فنون التربية والأمومة المربية من خلال تربيتها لأبنائها أحفاد الرسول الأعظم ص الإمام الحسن والإمام الحسين والسيدة الحوراء زينب والسيدة أم كلثوم.
التعرف على حقوق وواجبات المرأة داخل وخارج الأسرة، وأمام المجتمع، وعدم التهاون في طلب الحقوق.
ماذا على من شم تربـة احمـد *** أن لا يشم مدى الزمن غواليا
صبت علي مصائـب لـو أنهـا *** صبت على الأيام صرن لياليـا
وبقت فاطمة الزهراء مصرة على رأيها وحقها وعلى موقفها المعارض... لغاية آخر لحظة من عمرها، والأكثر من ذلك انها طالبت أن لا يحضر من اخذ حقها وأغضبها.. جنازتها أو يعرف مكان قبرها. وفي ذلك تعبير عن حالة الغضب والمظلومية التي شعرت بها بضعة الرسول الأعظم فاطمة الزهراء.
وما العجب والسيدة فاطمة الزهراء هي سيدة نساء العالمين، الحبيبة الوحيدة للنبي محمد المصطفى، والزوجة الغالية للوصي علي المرتضى، والأم الحنونة لأحفاد الرسول السبطين الحسن والحسين، وهي الكوثر المبارك المتدفق لكل من يحمل كلمة الحق والحقيقة، ويرفع راية العدل والإصلاح والإباء والثورة في تاريخ الشعوب .
فاطمة الزهراء شخصية حياة لا تموت رغم التهميش والتغييب، شخصية خلقت لتبقى حياة في قلب كل محب للحق والعدل والحب والسلام ، ولدى كل من يدعي حب والدها الرسول الأعظم محمد ص.
فاطمة الزهراء تستحق كل الرعاية والاهتمام والدراسة والتحليل من قبل محبي خاتم النبيين الرسول محمد ص. فالزهراء شمس الإسلام الخالدة في التاريخ الإنساني ...