بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبحث العلامة الطباطبائي (قدس) نظرة القرآن الكريم الى الروح، وكيف تناولت الآيات المختلفة هذا المفهوم الدقيق، مستعرضاً الاستعمالات القرآنية المختلفة لهذا اللفظ ، وهدف كل استعمال معتمداً في كل ذلك على منهج تفسير القرآن بالقرآن مقابلاً بين الآيات القرآنية الكريمة في معرض تناولها لهذا المصطلح
المتبادر من كلمة الروح في كلامه تعالى" ما هو مبدأ الحياة"، ولم يقصرها في الإنسان أو في الإنسان والحيوان فحسب بل أثبتها في غيرهما كما في قوله: { فأرسلنا إليها روحنا }
وقوله : { وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا } إلى غير ذلك.
فللروح مصداق في الإنسان ومصداق في غيره
كلمة الايجاد
والذي يصلح أن يكون معرفاً لها في كلامه تعالى ما في قوله: { ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي }
حيث أطلقها إطلاقا وذكر معرفاً لها أنها من أمره، وقد عرف أمره بقوله: { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون }
فبين أنه كلمة الايجاد التي هي الوجود من حيث انتسابه إليه تعالى وقيامه به لا من حيث انتسابه إلى العلل والأسباب الظاهرية.
وبهذه العناية عد المسيح (ع) كلمة له وروحاً منه إذ قال: { وكلمتهُ ألقاها إلى مريم وروحٌ منه }
لما وهبه لمريم (عليها السلام) من غير الطرق العادية ويقرب منه في العناية قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقهُ من تراب ثم قال لهُ كن فيكون }
وهو تعالى وإن ذكرها في أغلب كلامه بالإضافة والتقيد كقوله : { ونفختُ فيهِ من روحي } وقوله: { ونفخ فيه من روحه }
إلى غير ذلك إلا أنه أوردها في بعض كلامه مطلقة من غير تقييد كقوله: { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
وظاهر الآية أنها موجود مستقل وخلق سماوي غير الملائكة.
الروح المتعلقة بالانسان
وأما الروح المتعلقة بالإنسان فقد عبر عنها بمثل قوله: { ونفخت فيه من روحي } { ونفخ فيه من روحه }
وأتى بكلمة ﴿من﴾ الدالة على المبدئية وسماه نفخاً وعبر عن الروح التي خصها بالمؤمنين بمثل قوله: { وأيدهم بروحٍ منه }
فأتى بالباء الدالة على السببية وسماه تأييداً وتقوية وعبَّر عن الروح التي خصها بالأنبياء بمثل قوله: { وأيدنهُ بروح القدس }
فأضاف الروح إلى القدس وهو النزاهة والطهارة وسماه أيضا تأييداً. وبانضمام هذه الآيات إلى مثل آية سورة القدر يظهر أن نسبة الروح المضافة التي في هذه الآيات إلى الروح المطلقة المذكورة في سورة القدر، نسبة الإفاضة إلى المفيض، والظل إلى ذي الظل بإذن الله.
الروح المتعلقة بالملائكة
وكذلك الروح المتعلقة بالملائكة من إفاضات الروح بإذن الله، وإنما لم يعبر في روح الملك بالنفخ والتأييد كالإنسان بل سماه روحاً كما في قوله تعالى: { فأرسلنا إليها روحنا } وقوله: { قل نزله روح القدس } وقوله: { نزل به الروح الأمين }
لأن الملائكة أرواح محضة على اختلاف مراتبهم في القرب والبعد من ربهم، وما يتراءى من الأجسام لهم تمثلات كما يشير إليه قوله تعالى: { فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا }
وقد تقدم الكلام في معنى التمثل في ذيل الآية بخلاف الإنسان المخلوق مؤلفاً من جسم ميت وروح حية فيناسبه التعبير بالنفخ كما في قوله: { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي }
اختلاف الروح
وكما أوجب اختلاف الروح في خلق الملك والإنسان، اختلاف التعبير بالنفخ وعدمه كذلك أوجب اختلاف الروح من حيث أثرها وهو الحياة شرفاً وخسة، اختلاف التعبير بالنفخ والتأييد وعد الروح ذات مراتب مختلفة باختلاف أثر الحياة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ يا غياث المستغيثين أغثني بالآية العظمى الإمام محمد الجواد أدركني الله يعطيك العافية ناصرة الزهراء
طرح راقى واختيار مميز كما عوتنا دائما مميزة بمواضيعك وفى انتظار جديدك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين
و على أصحاب الحسين ورحمة الله و بركاته ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد ما تحب وترضى
صلى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( عظم الله أجورنا وأجوركم ))
~~ مشاركة رائعة وموضوع راقي ~~
{{ وكلمة رائعة قليلة في حقكم }}
~~ فبوركتم لهذا الطرح الجميـــــــــــل ~~
جزاكم الله خير الجزاء ..
وقضى الله حوائجكم وسهل أموركم بحق سيدنا ومولانا ابا عبد الله الحسين (ع)
رزقكم الله في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته
نسأل الله لكم دوام الموفقية والسداد
في أمان الله .