بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته علاج الغيبة
كيف يعالج الإنسان حالة الغيبة؟ وهي أمر يُبتلى به الإنسان في مجالس متعدّدة، وفي كلّ يوم؟
أوّلاً: على الإنسان أن يستحضر الإنسان دائماً خطورة هذا الذنب، وذلك باستحضار ما تقدّم من الصورة البرزخيّة له، مضافاً إلى أن يتصوّر الإنسان نفسه في مكان ذلك الشخص الغائب الذي يتناوله بالحديث وذكر عيوبه، فهل يرضى لنفسه ذلك؟
ألست إنساناً كذلك الذي تستغيبه، وما يمنع من وقوعك فيما وقع فيه، حتّى تقوم بذكر عيوبه، إنّ أفضل رادع لك عن الغيبة أن تتذكّر أنّك قد تقع في نفس ذلك العيب، ففي الرواية عن الإمام علي ّعليه السلام- في النهي عن غيبة الناس-: "وإنّما ينبغي لأهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية، ويكون الشكر هو الغالب عليهم، والحاجز لهم عنهم، فكيف بالعائب الذي عاب أخاه وعيّره ببلواه؟! أمّا ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه ممّا هو أعظم من الذنب الذي عابه به؟! وكيف يذمّه بذنب قد ركب مثله؟! فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه ممّا هو أعظم منه، وأيم الله! لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير، لجرأته على عيب الناس أكبر!".
ثانياً: الغيبة من حقوق الناس، ولا شكّ في أنّ حقوق الناس ترتبط بهم، فإذا وقَعت في الغيبة فإنّك تجعل في عنقك حقّاً لمن اغتبته، وهذا لا تتخلّص منه بمجرّد الاستغفار والتوبة، بل إنّ خروجك من هذا الذنب يتوقّف على أن يعفو هو عنك ويصفح هو عن حقّه، وإلّا فإنّك مطالب بهذا الحقّ في يوم القيامة، ولذا كانت الغيبة من أشدّ الذنوب، ففي الرواية عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "الغيبة أشدّ من الزنا قيل: وكيف؟ قال: الرجل يزني ثمّ يتوب فيتوب الله عليه، وإنّ صاحب الغيبة لا يُغفر له حتّى يَغفر له صاحبه
ـ تأثير الغيبة على الطاعات
أنّ بعض العبادات اليوميّة التي يقوم بها الإنسان ويلتزم بها كالصلاة، لا يمكن أن تؤثّر أثرها على نفس الإنسان، لتجعله مستحقّاً للثواب الإلهيّ الموعود إذا كان مبتلى بالغيبة، فقد ورد في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من اغتاب مسلماً أو مسلمة لم يقبل الله تعالى صلاته ولا صيامه أربعين يوماً وليلة، إلّا أن يغفر له صاحبه.
نعم قد تجهد نفسك في المستحبّات، وفي ظنّك أنّ هذا سينفعك في يوم القيامة، وأنّك تثقل بذلك ميزان أعمالك، وتفتح طريق الجنّة أمامك في يوم القيامة، ولكنّك ستفاجأ في يوم القيامة، بخلو كتابك من الأعمال الصالحة، حيث ينكشف لك أنّ عملك باطل بسبب غيبتك، ففي الرواية عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "يؤتى بأحد يوم القيامة يوقف بين يدي الله ويدفع إليه كتابه فلا يرى حسناته، فيقول: إلهي ليس هذا كتابي! فإنّي لا أرى فيها طاعتي؟! فيقال له: إنّ ربّك لا يضلّ ولا ينسى، ذهب عملك باغتياب الناس، ثمّ يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه فيرى فيه طاعات كثيرة، فيقول: إلهي ما هذا كتابي! فإنّي ما عملت هذه الطاعات! فيقال: لأنّ فلاناً اغتابك فدُفعت حسناته إليك.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
يا غياث المستغيثين أغثني بالآية العظمى الإمام محمد الجواد أدركني
بارك الله فيك أختي
اللهم ابعدنا عن الغيبة