اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
عظم الله تعالى أجوركم ؛ بمناسبة ذكرى استشهاد سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه وخيرة من صحبة الأبرار ؛ وأحسن الله لكم العزاء
الطالبة الجليلة : يافرج الله
هنيئا لكم التوفيق الإلهي للإغتراف من معين هذا الزاد العظيم ربي يتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول ويرزقكم بعلم الباطن ويكرمكم بكرامة تحقيق المراد ويفرح قلبكم مع قلوب شيعة امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه
الحمد لله تعالى هناك تحسن في أحوالكم بفضل الله تعالى وبشفاعة من الرسول الأعظم وعترته الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم 0 فهنيئا لكم التسديد الرباني وبما حضيتم به من ألطاف ورحمة الباري عليكم فـ لنسجد لهذا المنعم المتفضل علينا سجدة الشاكرين الحامدين (لئن شكرتم لأزيدنكم)
أما بخصوص الموت فـ الباري عز وجل يقول في محكم كتابة ( كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام).
قيل للإمام علي ابن الحسين صلوات الله وسلامه عليه ما الموت؟
قال: {{ للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفك غيود وأغلال ثقيلة واستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح وأوطأالمراكب وآنس المنازل وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن المنازل الأنيسة والإستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها وأوحش المنازل وأعظم العذاب}}
ابنتـي أنت بفضل لله تعالى مؤمنة لذا عليك التيقن بأن هذا البدن الترابي إنما هو سجن للروح وسور يضرب الحصار عليها فانظري إلى الموت بهذه النظرة وبذلك لن تخشي الموت أبداً فمن يخشى من الموت اما قلبه متعلق بالدنيا أو كثير السيئات ؛ قليل الحسنات وهذا ما أكدة الرسول صلى الله عليه وآله عندما
جاء رجلا إليه وقال: يارسول الله، ما بالي لا اُحبّ الموت؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لك مال؟ قال: نعم،
،قال (صلى الله عليه وآله وسلم): قد قدّمته؟ قال: لا. قال: فمن ثمّة لا تحبّ الموت» (لأنّ صحيفة أعمالك خالية من الحسنات).
وجاء رجل آخر وسأل (أبا ذرّ) نفس السؤال فأجابه أبو ذرّ قائلا: (لأنّكم عمّرتم الدنيا وخرّبتم الآخرة، فتكرهون أن تنتقلوا من عمران إلى خراب)
وهذه صورة مشرقة من صور سيد الشهداء وأصحابة الأبرار صلوات الله وسلامه عليهم في طف كربلاء أهديها لك شاهديها بعين قلبك
في معاني الأخبار لما اشتد الأمر على الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام نظر اليه من كان معه واذا هو بخلافهم لأنهم كانوا اذا اشتد بهم الأمر تغيرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم ووجبت جنوبهم
وكان الحسين عليه السلام وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم وتهوي جوارحهم وتسكن نفوسهم
فقال بعضهم لبعض: (انظروا اليه لايبالي بالموت)
فقال الحسين عليه السلام :صبرا بني الكرام فما الموت الا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضر إلى الجنان الواسعة والنعم الدائمة فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟ وهو لأعدائكم كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب أليم
ان أبي حدثني بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم وجسرهؤلاء إلى جحيمهم ماكذبت ولاكذبت
فـ لنسجد للمنعم المتفضل علينا سجدة الشاكرين الحامدين (لئن شكرتم لأزيدنكم) 0ولنسعى بجد واجتهاد للمحافظة على هذا المستوى الطيب بـِ {{ تقوى الله تعالى في جميع المعاملات مع الإكثار من ذكره عز وجل أناء الليل واطراف النهار فذكره يجلو قلب المؤمن ويربطه بخالقه ويُبعده عن الغفلة اسعى لأن تكون ممن يباهي به رب العزة والجلال ملائكته كما احثكم بدفع الصدقة والصيام ماستطعتم اليه سبيلا والإكثار من تلاوة القرءان و الإجتهاد اكثر بالمداومة على مراقبة النفس الأمارة بالسوء والسعي بجد واجتهاد لتهذيبها وترويضها حتى تصل الى درجات الطاعة والفضيلة فترتقي بنا سلم التائبين وتسمو بنا للحشر مع الرسول والعترة صلوات الله وسلامه عليهم ربي يبارك فيكم ويرزقكم بعلم الباطن ويجعلكم منارا في سماء الاسلام والمسلمين}}
أما بخصوص التوجيه للمحطة القادمة فنرجوا منكم الإلتحاق بركب عشاق الله --->(توجيه وارشاد اَلْمُعَلِّمْ للطلبة الأجلاء خلال شهري محرم وصفر) تجدينه ضمن المواضيع المثبتة فأرجوا منكم مراجعته والعمل بما ورد به بهدوء وسكينة وتركيز بيقين وبصبر جميل على بركة الله تعالى
نلتمسكم الدعاء في المجالس الحسينية المباركة لنا وللأب الروحي ولجميع المؤمنين
رَزَقَكُمْ اَلْبَارِيْ مِنْ فِيُوْضَاتْ نُوْرِهِ اَلّعَظِيّمَّةَ
الله أعلم واستغفره من الزيادة والنقصان والسهو والخطأ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
اَلْمُعَلِّــمْ
...............................
إذا كان البحث عن الحق وعشقه هو الهدف -وهو نادرٌ جداً- فذلك مصباح الطريق ونور الهداية
(العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده)
أما الإنشغال بالعلوم حتى العرفان والتوحيد إذا كان لإكتناز الاصطلاحات -هو حاصل- أو لأجل نفس تلك العلوم، فإنه لا يقرب السالك من الهدف بل يبعده عنه
(العلم هو الحجاب الأكبر)
{{{ آية الله العرفاني الخميني قدس سره الشريف }}}