التوبة والصدقة، ثمّ الدّعاء و[يجدر بالدّاعي] أن يطيّب أوّلاً مكسبَه؛ ففي الحديث: «مَن سرَّه أن تُستجاب دعوتُه، فَلْيُطيّب مكسبَه». وأن يكون الدعاء بعد التوبة، فإنَّ الإصرار على المآثم معرِّض للحرمان كما في المُشاهَد. وردّ المظالم فإنّه من تتمّاتها، والإقبال على الله بِكُنْه الهمَّة دون مجرَّد اللّسان، والتخشُّع والتضرُّع وهو التذلُّل والبكاء أو التباكي، ولو بمثل رأس الذباب. والإعتراف بالذنب والإستغفار منه قبل السؤال، والتقدّم في الدعاء قبل عروض الحاجة لِيُعرف في الملأ الأعلى صوته فلا يُلام، ففي الخبر عن المعصوم عليه السلام: «تقدَّموا في الدعاء، فإنَّ العبد إذا كان دعَّاءً فنزل به البلاء فدعا، قِيل: صوتٌ معروف، وإذا لم يكن دَعَّاءً فنزل به بلاء فدعا، قِيل: أين كنتَ قبل اليوم؟».
وأن يتصدَّق ويشمّ شيئاً من الطِّيب ثمّ يدعو مستقبلاً القبلة، فإنّه خير المجالس رافعاً يديه بحيث يُرى باطنُ إبطيه ولو تقديراً، وهو أحد الوجوه في الإبتهال وفي التضرُّع، ولا يردُّهما حتى يمسح بهما على وجهه ورأسه، وفي رواية على وجهه وصدره، «فإنّ الله يستحيي أن يردّهما صفراً حتّى يجعل فيهما من فضل رحمته ما يشاء» كما في الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام.
وأن يتَخافت به، فدعوة واحدة سرّاً تعدل سبعين دعوة علانية أو أفضل منها، وأن يتيقَّن بالإجابة ويلحّ فيه، فعن أبي جعفر عليه السلام: «واللهِ لا يُلِحُّ عبدٌ على الله إلَّا استجاب له»، وعن أبي عبد الله عليه السلام: «إنَّ الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعض، وأَحَبَّ ذلك لنفسه». وأن لا يستبطئ الإجابة، فربّما يكون التأخير لكرامته على الله، شوقاً إلى صوته ودعائه ونحيبِه.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح موفق .. وبارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة