الْحمْدُ لِلِّه الدالّ عَلى وُجُودِهِ بِِخلقِهِ وبِمُحْدثِ خَلقِهِ عَلى أزَليّتِهِ وباشتِباهم ْعلى أن لآ شَبَهَ لَهُ...
والصلآة والسلآم على خير خلقة مُحًمدْ وعلى آله الطيبين الطاهرين...
يـآربْ الح ـسين بِح ـق الح ـسين أشفْ صَدر الح ـسين بظهور الحجةَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تبريرات شيطانية
رَوَى نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) حِينَ وَقَعَ الْقِتَالُ وَ قُتِلَ طَلْحَةُ تَقَدَّمَ عَلَى بَغْلَةِ
رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) " الشَّهْبَاءِ " بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ، فَدَعَا الزُّبَيْرَ ، فَدَنَا إِلَيْهِ حَتَّى اخْتَلَفَ أَعْنَاقُ دَابَّتَيْهِمَا .
فَقَالَ : " يَا زُبَيْرُ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) يَقُولُ : إِنَّكَ سَتُقَاتِلُ عَلِيّاً وَ أَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ " ؟
قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ .
قَالَ : " فَلِمَ جِئْتَ " !
قَالَ : جِئْتُ لِأُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ !
فَأَدْبَرَ الزُّبَيْرُ وَ هُوَ يَقُولُ :
تُرْكُ الْأُمُورِ الَّتِي تُخْشَى عَوَاقِبُهَا *** لِلَّهِ أَجْمَلُ فِي الدُّنْيَا وَ فِي الدِّينِ
نَادَى عَلِيٌّ بِأَمْرٍ لَسْتُ أَذْكُرُهُ *** إِذْ كَانَ عَمْرُ أَبِيكَ الْخَيْرِ مُذْ حِينٍ
فَقُلْتُ حَسْبُكَ مِنْ عَذْلٍ أَبَا حَسَنٍ *** فَبَعْضُ مَا قُلْتَهُ ذَا الْيَوْمَ يَكْفِينِي
فَاخْتَرْتُ عَاراً عَلَى نَارٍ مُؤَجَّجَةٍ *** مَا إِنْ يَقُومُ لَهَا خَلْقٌ مِنَ الطِّينِ
أَخَاكَ طَلْحَةَ وَسَطَ الْقَوْمِ مُنْجَدِلًا *** رُكْنَ الضَّعِيفِ وَ مَأْوَى كُلِّ مِسْكِينٍ
قَدْ كُنْتُ أَنْصُرُ أَحْيَاناً وَ يَنْصُرُنِي *** فِي النَّائِبَاتِ وَ يَرْمِي مَنْ يُرَامِينِي
حَتَّى ابْتُلِينَا بِأَمْرٍ ضَاقَ مَصْدَرُهُ *** فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ مَا يَعْنِيهِ يَعْنِينِي
قَالَ فَأَقْبَلَ الزُّبَيْرُ عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَ : يَا أُمَّهْ وَ اللَّهِ مَا لِي فِي هَذَا بَصِيرَةٌ ، وَ أَنَا مُنْصَرِفٌ .
قَالَتْ عَائِشَةُ : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَفَرَرْتَ مِنْ سُيُوفِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ ؟!
فَقَالَ : إِنَّهَا وَ اللَّهِ طِوَالٌ حِدَادٌ تَحْمِلُهَا فِتْيَةٌ أَنْجَادٌ .
ثُمَّ خَرَجَ الزُّبَيْرُ رَاجِعاً ، فَمَرَّ بِوَادِي السِّبَاعِ ، وَ فِيهِ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ قَدِ اعْتَزَلَ فِي بَنِي تَمِيمٍ ، فَأُخْبِرَ الْأَحْنَفُ بِانْصِرَافِهِ .
فَقَالَ : مَا أَصْنَعُ بِهِ إِنْ كَانَ الزُّبَيْرُ لَفَّ بَيْنَ غَارَيْنِ [1] مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَ قُتِلَ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ ثُمَّ هُوَ يُرِيدُ اللِّحَاقَ بِأَهْلِهِ .
فَسَمِعَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ ، فَخَرَجَ هُوَ وَ رَجُلَانِ مَعَهُ ، وَ قَدْ كَانَ لَحِقَ بِالزُّبَيْرِ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ وَ مَعَهُ غُلَامُهُ ، فَلَمَّا أَشْرَفَ ابْنُ جُرْمُوزٍ وَ صَاحِبَاهُ عَلَى الزُّبَيْرِ حَرَّكَ الرَّجُلَانِ رَوَاحِلَهُمَا وَ خَلَّفَا الزُّبَيْرَ وَحْدَهُ .
فَقَالَ لَهُمَا الزُّبَيْرُ : مَا لَكُمَا ، هُمْ ثَلَاثَةٌ وَ نَحْنُ ثَلَاثَةٌ !
فَلَمَّا أَقْبَلَ ابْنُ جُرْمُوزٍ ، قَالَ لَهُ الزُّبَيْرُ : إِلَيْكَ عَنِّي .
فَقَالَ ابْنُ جُرْمُوزٍ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّنِي جِئْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ أُمُورِ النَّاسِ .
قَالَ : تَرَكْتُ النَّاسَ عَلَى الرَّكْبِ يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ وُجُوهَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ .
قَالَ ابْنُ جُرْمُوزٍ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ أَشْيَاءَ أَسْأَلُكَ عَنْهَا .
قَالَ : هَاتِ .
قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ خَذْلِكَ عُثْمَانَ ، وَ عَنْ بَيْعَتِكَ عَلِيّاً ، وَ عَنْ نَقْضِكَ بَيْعَتَهُ ، وَ عَنْ إِخْرَاجِكَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ عَنْ صِلَاتِكَ خَلَفَ ابْنِكَ ، وَ عَنْ هَذِهِ الْحَرْبِ الَّذِي جَنَيْتَهَا ، وَ عَنْ لُحُوقِكَ بِأَهْلِكَ ؟!
قَالَ : أَمَّا خَذْلِي عُثْمَانَ ، فَأَمْرٌ قَدَّمَ اللَّهُ فِيهِ الْخَطِيئَةَ وَ أَخَّرَ فِيهِ التَّوْبَةَ .
وَ أَمَّا بَيْعَتِي عَلِيّاً ، فَلَمْ أَجِدْ مِنْهَا بُدّاً ، إِذْ بَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ .
وَ أَمَّا نَقْضِي بَيْعَتَهُ ، فَإِنَّمَا بَايَعْتُهُ بِيَدِي دُونَ قَلْبِي .
وَ أَمَّا إِخْرَاجِي أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَرَدْنَا أَمْراً وَ أَرَادَ اللَّهُ غَيْرَهُ .
وَ أَمَّا صَلَاتِي خَلْفَ ابْنِي ، فَإِنَّ خَالَتَهُ قَدَّمَتْهُ .
فَتَنَحَّى ابْنُ جُرْمُوزٍ ، وَ قَالَ : قَتَلَنِيَ اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ [2] .
*************************
[1] الغار : الجمع الكثير ، و قيل : الغاريين : الجيشين ، و الغار الجماعة .
[2] بحار الأنوار
مركز الإشعاع الإسلامي
حرسكمـ الله بعينه التي لآتنآمـ☺ ~