فبِما كسبت أيديكم إنَّ رجلاً مِن أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لسَعَته حَيَّة ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( أتدري لِما أصابك ما أصابك ؟ ) .
قال : لا .
قال : ( أما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي ، وأنت بحضرة فُلان العاتي ، فقمت له إجلالاً لإجلالك لي ؟
فقال لك : أتقوم لهذا بحضرتي ؟!
فقلتَ له : وما بالي لا أقوم ! وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه فعليها يمشي . فلمَّا قلتَ هذا له قام إلى قنبر وضربه وشتمه وآذاه ، وتهدَّدني وألزمني الإغضاء على قَذى ... فإنْ أردت أنْ يُعافيك الله تعالى مِن هذا فاعقد أنْ لا تفعل بنا ولا بأحدٍ مِن موالينا بحضرة أعدائنا ما يُخاف علينا وعليهم ) .
فلو كان ذلك الرجل المُخطئ في تصرُّفه فرداً عاقلاً حكيماً ، لما قام بذلك العمل ولما أدَّى إلى إهانة قنبر وأذيَّته .
ومِن هنا نقول : إنَّ الصديق الجاهل يؤذي صديقه ويُتعبه ، فهو يُحاول أنْ ينفعه فيضرُّه لجهله .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل .. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة