اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

كيف نحيي ذكر النبي (صلى الله عليه و آله)

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
ام حنان
فـاطـمـيـة
مشاركات: 3584
اشترك في: الأربعاء فبراير 04, 2009 3:36 pm

كيف نحيي ذكر النبي (صلى الله عليه و آله)

مشاركة بواسطة ام حنان »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



س1/ هل يمكن أن نعد ذكرى إحياء ذكر النبي (صلى الله عليه و آله) من مصاديق إحياء شعائر الله (عزوجل) ؟..
إن إقامة مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) سروراً أو حزناً ، من مصاديق إحياء أمرهم (عليهم السلام) أولاً ، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (رحم الله امرئ أحيا أمرنا).. (رحم) فعل ماضي ، أي أن هذه الرحمة محققة الوقوع ، لمن أحيا أمرهم (صلوات الله عليهم).. وإحياء الأمر تارة يتجلى على شكل فرح لمناسبة مواليدهم ، أو حزناً لمناسبة استشهادهم.

إن الشواهد التأريخية تؤكد أن نهايات المعصومين -أئمة أهل البيت (عليهم السلام)- ، هي نهايات مأساوية ، بين قتل وسم وغير ذلك ، هؤلاء ما ذهبوا من هذه الدنيا إلا من خلال المؤامرات التي حيكت ضدهم ، فإن لكل موسى فرعون -كما نعلم- ، وهؤلاء كانوا مبتلَون بهذه البلية.

إن الأئمة (عليهم السلام) وعلى رأسهم النبي المصطفى (صلى الله عليه و آله) ، هؤلاء مثلوا الخلافة الإلهية ، وحققوا هذه الآية بأعلى صورها : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.. فنحن عندما نحيي ذكرهم ، نريد أن نكرِّم هذه الصفة.. في الدول نلاحظ أن هنالك نُصب وتمثال في الساحات العامة ، بعنوان الجندي المجهول.. فالدول لا تُكَّرم أو تحترم الجندي المجهول بعنوان أنه فلان ابن فلان ، الدول والأوطان تكرِّم الجندي المجهول بعنوان جنديته ، لأنه ضحى في سبيل الوطن ، إن كان هنالك اعتقاد بهذه المفاهيم.. ونحن أيضاً نكرِّم الذين فدوا أنفسهم في سبيل الرسالة الإلهية.. فإذن، الأمر عاد إلى المفهوم ، وإلى الجوهر ، وإلى المغزى ، لا إلى الشكل.. نحن عندما في شهر رمضان نقيم ذكرى استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فلأنه ضحى بنفسه في سبيل تثبيت دعائم الرسالة بعد النبي (صلى الله عليه و آله)..

فإذن، هذا تعظيم لشعائر الله.. الشعائر الإلهية ، ترمز إلى الله عزوجل.. كما نلاحظ في قوله تعالى : {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} ؛ إذ من المعلوم أن الصفا والمروة موجودات صامتة جامدة ، ولكن لأنها ارتبطت بالمسعى - مبدأ السعي ومنتهى السعي - ، وهنا في هذه المساحة وقعت بعض الحوادث ، حيث هاجر هرولت طلباً للماء لولدها ؛ فكان لها ذلك التميز والتعظيم.
فإذا كانت الصفا والمروة من شعائر الله ، فألا يكون الحسن والحسين (عليهما السلام) من شعائر الله ، وهما اللذان يمثلان خط الرسالة في زمانهما ؟.. فإذن، هذه من الشعائر.. هذه من أيام الله.. عيد الفطر يوم إلهي ، وعيد الأضحى يوم إلهي ؛ وكذلك الغدير يوم إلهي ، لأن هذا اليوم يذكرنا بالله عزوجل ، أضف إلى أنه عيد الغدير يوم إلهي مرتبط بالعقيدة ، وبأصول الدين ؛ فإذن، المسألة في غاية الأهمية.

وعليه، لا ينبغي أن نستنكر هذا المعنى.. وعندما نقيم احتفالاً ، لنقيم احتفالاً بمعنى إثارة كوامن النفوس ، للتأسي بذلك المعصوم.. ومن هنا دعوة للذين يقيمون مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) حزنًا أو سروراً : أن يراجعوا في سيرة المعصوم ما هو تحت عنوان : أخلاقهم (عليهم السلام).. وإلا فإن ذكر الفضائل أمر جيد ، ولكن لا ينبغي أن نجعل الإمام والمقتَدى والمعصوم بمثابة لوحة فنية ، نصفها ونعلقها على الجدران ، من دون أن تكون لهذه اللوحة وقع في حياتنا المعاشة.

س2/ كيف يمكننا أن نحول مناسبة الفرح أو الحزن إلى محطة للتفكير ؟..
الأمر يحتاج إلى جهد من أصحاب المناسبات.. وهنا أحب أن أؤكد على حقيقة -أخاطب بها نفسي أولاً- : أنه نحن الذين نأخذ من أعمار الناس... أعمار الناس أمانات بأيدينا.. فالذي يتكلم والذي يبرمج والذي يحدث ، عليه أن يعلم أنه مسؤول عن هذه الأعمار البشرية.

والذين يقدمون سيرة النبي وآل النبي (صلى الله عليه و آله) ، عليهم أن يقدموا الجهة الناصعة ، الجهة التي يمكن أن يُقتدى بها في حياتهم العملية.. نحن عندنا أربعة عشر معصوماً ، ولكل معصوم مناسبة ولادة ووفاة ، وبالتالي فالمجموع يكون سبع وعشرين مناسبة في كل سنة ، نقف فيها على حياة المعصومين (عليهم السلام).. لنحاول أن نأخذ من كل معصوم الصفة التي تميز بها ، وإن كان المعصوم فيه كل الصفات.. ولكن الإمام الجواد (عليه السلام) لقب بهذا اللقب ، لتجلي جوده.. والإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) هو أيضاً جواد ، وأيضاً رضا ، ولكن تجلت فيه صفة كظم الغيظ.. والإمام الصادق (عليه السلام) ، لصفة الصدق في القول.. والإمام الباقر (عليه السلام) ، لنشره للحديث.. والإمام السجاد (عليه السلام) ، لعبادته الدائبة... وهكذا، فإنه فمن أفضل صور إحياء مناسبات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، أن نأخذ من كل مناسبة الصفة المتميزة في ذلك المعصوم صاحب المناسبة.

لتقريب الفكرة أشبه ذلك بالنحلة : النحلة ماذا تعمل ؟.. نحن ننظر إلى الوردة ونستمتع بالنظر ، وثم بعد أيام تذبل هذه الوردة ، ونرميها في سلة المهملات.. ولكن النحلة تأتي إلى هذه الوردة ، لتمتص منها الرحيق ، ثم تحول -لا تمتص الرحيق لنفسها- هذا الرحيق إلى عسل ، فيه شفاء للناس.. لنكن كالنحلة ، في أن نأخذ من المعصومين (عليهم السلام) رحيق سيرتهم ، ثم نحول هذا الرحيق إلى مادة إعلامية للغير.
فمثلاً الإنسان عندما يقرأ سيرة الإمام الحسن والحسين (عليهما السلام) ، وكيف أنهما بوضوئهما علما شيخاً كبيراً طريقة الوضوء ، ثم ينقل هذه القصة من خلال تمثيلية للبراعم الناشئة ، ليُعلم هؤلاء كيف يمكن أن نتأسى بالحسن والحسين (عليهما السلام) ، في أن نكون دعاة إلى الخير والهداية حتى في هذا السن.

وعليه، من الضروري أن نعتقد بهذا الاعتقاد ، ونحاول أن نستخلص من سيرتهم ما يفيدنا في حياتنا.. وبحمد الله تعالى هذه الأيام -حسب إطلاعي على المكتبة الإسلامية والإيمانية.. علماؤنا والمراكز التحقيقية المختلفة ما قصروا في هذا الجانب - ، لدينا مجموعات ومسلسلات وكتب ودورات في هذا المجال ، ومن الممكن أن نراجعها ونستفيد منها.

س3/ ما هي السمة أو الصفة المشتركة والجامعة لكل معصوم في حياتهم الشريفة ؟..
اللون الموحد الذي يجمع بين كل ألوان نشاطات الأئمة (عليهم السلام) في حياتهم المباركة ، هي تلك السمة التي كانت في حياة النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله) ، وهي سمة العبودية.. إن الإمام -الذي هو حجة الله على خلقه في كل عصر- يمثل أعلى صور العبودية لله عزوجل في كل شؤون الحياة.. نحن نلاحظ من خلال سيرة الأئمة (عليهم السلام) ، أنه ما تركوا فرصة من الفرص ، إلا وبينوا فيها العبودية لله عزوجل بكل صورها.
في سيرة أصحاب الحسين (صلوات الله عليه) ، من المعلوم في ليلة عاشوراء وفي يوم عاشوراء بأن الجو جو قتالي ، وجو حماس ، وجو استشهاد ، فقد يضعف أو يفتر فيه الجانب العبادي الفردي ، ولكن نلاحظ أن هذه السمة كانت متجلية بشكل واضح ، من خلال عبادتهم المكثفة في ليلة عاشوراء ، فكان لهم دويّ كدويّ النحل ، بين قارئ للقرآن ومصلٍ.. والحسين (صلوات الله عليه) من أبرز حركاته في يوم عاشوراء ، صلاة الحرب وصلاة الزوال ، فقد قتل (صلوات الله عليه) بعد أن صلى صلاته ؛ ولا شك أنه الإقبال القلبي والتركيز الذي كان فيه سيد الشهداء (عليه السلام) في يوم عاشوراء ، ما كان أقل من تركيزه وهو في حرم جده ، أيام كونه في المدينة آمناً ، في غير هذا الوضع.

وعليه، فالأئمة (صلوات الله عليهم) أرادوا أن يعلمونا من خلال حركاتهم وسكناتهم ، أن نكون في منتهى درجات التعبد الشرعي.. فمثلاً : الوضوء عبارة عن عملية استعمال الماء ، ولكن هذه العملية جعلوا فيها محطات مناجاة مع رب العالمين.. الإنسان يغسل الوجه ، ويذكر الله عزوجل ، ويسأله أن لا يسود وجهه يوم تبيض فيه الوجوه.. واليد اليمنى تذكره بأخذ الكتاب باليمين... وهكذا، فإن أدعيتهم وتعابيرهم موزعة على نشاطات الإنسان من الصباح إلى المنام ؛ من أجل غرس روح العبودية في كل حركة وفي كل سكنة.

س4/ ما هو السر في تأكيد الأئمة على إنشاد الشعر في حقهم وإعطاء الشعراء الجوائز الجزيلة ؟..
القصائد والشعراء كانوا في تلك الأيام بمثابة ما نحن فيه الآن من الكاميرات الفضائية ، التي تبث المضامين في وقت سريع جداً ، في أقصا أرجاء البلاد الإسلامية.. ولهذا دعبل عندما ذكر القصيدة المعروفة بالتائية للإمام الرضا (عليه السلام) ، انتشرت هذه القصيدة ، إلى درجة أنه كان يُسأل أن يتلو هذه القصيدة في عدة مراكز من المراكز الإسلامية آنذاك.

والأئمة (عليهم السلام) باعتبار أنهم كانوا محاربين من قبل الحكومات الجائرة في تلك الأيام ، فإن المتنفس الوحيد لهم تقريباً كانت هذه القصائد ، التي كانت تنقل المناقب إلى عامة الناس.. ومن المعلوم أن الفضل ما شهدت به الأعداء ، وليس فقط الأعداء ، بل الذي يتكلم على خوف.. فالذي يمدح السلطان ، هذا المدح لا قيمة له ، لأنه هنالك ما يدفعه لذلك.. أما الذي ينشد القصيدة ، ويتوقع بعد ذلك ما يتوقع ، كالفرزدق الذي حبس بعد تلك القصيدة المعروفة ؛ فإنه لا شك أن هذه الحركة حركة مشكورة في ديوان الله عزوجل.. والأئمة (عليهم السلام) يتأسون بالصفة الإلهية - رب العالمين شكور - ، وهذا الشاعر الذي أنشد هذا الشعر قام بتضحية في هذا المجال ؛ ولهذا كانت لهم العطايا الجزيلة.

ومن هنا لا ينبغي أن نتعبد بصيغة معينة ، من صيغ نشر الدعوة.. الآن قد يكون الشعر ليس له ذلك الدور المتميز في زماننا هذا ، كما نرى في الواقع.. الشعر لا يزال له دور ، ولكن لا كدور الجاهلية مثلاً.. فلنبحث عن أساليب جديدة في طرح الفكرة ، فقد يكون هنالك مسلسل تلفازي أو سينمائي أو ما شابه ذلك ، ويؤدي دور الفرزدق في زمانه.. ولو كان المعصوم حاضراً في هذا الزمان -وإن كان هو حاضر ، ولكن مغيب عن الأنظار- ، لو كان مبسوط اليد ؛ لعله كرّم أصحاب بعض البرامج النافعة ، كما كان آبائه (صلوات الله عليهم) يكّرمون بعض شعراء أهل البيت (عليهم السلام).
فإذن، لابد في كل عصر أن نبحث عن الأساليب ، التي تحبب الناس إلى سيرتهم.. فبدلاً من الطعن في الآخرين ، ومن إثارة الآخرين ، ومن الدخول في مقدسات الآخرين ؛ لنبين محاسن كلماتهم ، وبالتالي هذه كلمة السواء بيننا وبينهم.. وقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال : (يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس ، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا).. فهذه هي الطريقة العقلائية في هذا المجال.

س5/ كيف يمكننا أن نحول العطاء في الاحتفالات إلى عطاء مستمر ؟..
هذه شكوى متكررة نسمعها من الناس ، أنه عطاء الموسم أو عطاء المجلس عطاء مرحلي آني.. نحن الآن عبرنا موسم محرم وصفر ، وكم أقمنا في الموسمين من مجالس ، وكم اشتركنا وبكينا وندبنا وإلى آخره.. هذا جهد مشكور ومجزيٌ عليه ، ولكن الآن لو نظر الإنسان إلى نفسه ، فإنه لا يمتلك من عطاء الموسمين ، ذلك الأمر الذي يكون معه إلى طوال السنة.. عطاء الموسم هو أن يعيش الإنسان حالة من حالات التذكر المستمر ، والمعية الإلهية الدائمة ، وأن يتأسى بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) وبالنبي المصطفى (صلى الله عليه و آله) ، وألا يغفل عن ذكر الله عزوجل قدر الإمكان.. نحن لا ندعو إلى الذكر الدائم ، فهذا قد يكون شعار لا يتحقق في حياتنا ، وإنما إلى تقليص الغفلة إلى أدنى مستوياتها الممكنة ، فإن هذه ثمرة كبيرة من ثمار مواسم أهل البيت (عليهم السلام).

وعليه، ينبغي للذي يشارك في المناسبات الفرحية أو الحزينة ، أن يستمع جيداً إلى الكلام النافع ، وعدم الاقتصار فقط على الاهتمام بالجوانب الأخرى : كالتمثيلية ، أو القصائد ، أو ما شابه ذلك.. فإن الذي يمكن أن يؤثر في مسيرته الحياتية ، أن يستمع إلى سنة وسيرة المعصوم -الإمام الذي كان خليفة الله في زمانه- ، ويحاول أن يطبق ذلك في حياته ما أمكنه ذلك.

س6 / هل لديكم توصية خاصة لأصحاب المجالس على ذكر أهل البيت (عليهم السلام) ؟..
أولاً : شكر الله عزوجل على هذه النعمة.. فالذي رب العالمين أجرى على يديه بناء بيت من بيوت الله عزوجل ، أو مأتماً حسينياً ، أو ما شابه ذلك ، فهذه نعمة ، رب العالمين خصه بهذه الكرامة.. ومن هنا من المناسب قبل أن يفتتح المجلس ، وقبل أن يأتي الناس ، أن يخلو بنفسه في ذلك المكان ، ويصلي ركعتين لله شكراً ، ويطلب من الله عزوجل المباركة.. فها هو إبراهيم (عليه السلام) وولده إسماعيل لما بنيا بيتاً -ولكنه يا له من بيت !- ؛ يدعو الله تعالى ، كما يشير إليه قوله تعالى : {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، ورب العالمين تقبل سعيهم ، وإذا بهذا البناء يصبح مثابة للناس وأمنا.

ثانياً : إخلاص النية.. أن لا يهم الإنسان عدد الجمهور ، كما هو عند بعض الناس.. نعم، الإنسان يفرح بفضل الله تعالى ورحمته.. فإذا كثر الجمهور ، كثرت الاستفادة ، وبالتالي زاد العطاء.. ولكن ليس معنى ذلك ، أن الإنسان يكون همه الشاغل هو كسب الجمهور كما يقال.. على الإنسان أن يعمل بما هي الوظيفة ، في أن يتقن عرض المبادئ للمحبين بشكل سلس ومطلوب ، ويترك البقية على الله تعالى.. وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه لسلام) أنه قال : (افتح بابك ، وابسط بساطك ، واسترزق ربك).
وهكذا، في البرامج التبليغية والثقافية : على الإنسان أن يفتح محطته ، وأن يؤسس مؤسسته ، وأن يؤلف كتابه... ؛ ويطلب البركة من الله عزوجل.. عليه أن يفتح بابه ، والله عزوجل يسوق القلوب.. كما نلاحظ في قوله تعالى : {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} ؛ حيث أن إبراهيم (عليه السلام) طلب من الله عزوجل ، أن يحنن نفوس الناس على ذريته ، مع أن إبراهيم (عليه السلام) كان في قمة الإخلاص ، ولكن هذا لا ينافي أن يطلب جمهوراً أيضاً ، ولكن بعد أن صحح النية.
ونحن أيضاً لما نقيم المجالس ، ونقيم المشاريع ، ونفتتح المؤسسات والمدارس وغير ذلك ؛ من المناسب أن نقول : يا رب !.. اجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا.. ولكن لا على نحو الشرطية.. أي أن العمل لوجه الله عزوجل : {لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا}.. فالجمهور الكثير هو من ضمن الجزاء ، ولكن نحن هذا الجزاء لا نريده لنفسه ، بل عندما نريد الجمهور الكثير ، من باب أنهم يستفيدون ، لا أنه نحن نحصل على وجاهة من خلال الجمهور.

وثالثاً : ابتكار الأساليب المثيرة في كل عصر : الآن المجلس الذي يقام في قرية من قرانا هذه الأيام ، غير المجلس الذي يقام في عاصمة أوروبية مثلاً ؛ فلكل بلد ولكل بيئة ولكل زمان خصوصيات ، وعلينا أن نبحث عن ما يمكن أن تكون الأداة المناسبة ، لإيصال الفكرة إلى نفوس الغير ، وعلى الخصوص الشباب.. نلاحظ أن الجهات التي تريد تذويب الكيان الإسلامي ، أنها تستغل حتى الأفلام المتحركة لزرع بعض الأفكار.. ونحن أيضاً لابد أن نكتشف الأساليب الجديدة ، في إيصال الفكرة المؤثرة إلى نفوس الناشئة.. نحن مشكلتنا الشباب والناشئة ، وإلا كبار السن لهم دربهم الثابت في الحياة ؛ فلابد أن نبتكر الأساليب ، من أجل جذب الناشئة والشبيبة المؤمنة ، في مجال جذب الناس إلى طاعة رب العالمين.
شبكة السراج في الطريق إلى الله تعالى
الشيخ حبيب الكاظمي
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49876
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: كيف نحيي ذكر النبي (صلى الله عليه و آله)

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعافيك
موضوعك طويل يا أم حنان
خسارة
كان المفروض يتجزأ حتى يأخذ حقه بالقراءة
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
شجرة النبوة
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5502
اشترك في: الاثنين يناير 04, 2010 12:04 am

Re: كيف نحيي ذكر النبي (صلى الله عليه و آله)

مشاركة بواسطة شجرة النبوة »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل والرائع ولكن بصراحه موضوع طويل جدا لو تم تجزئية كماقلت أختي انوار نال حقه من القراءة .. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: كيف نحيي ذكر النبي (صلى الله عليه و آله)

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صورة

دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق شَهِيْد كَرْبُلْاءَ(ع)

نسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء

الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
نسيم الحوراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 10284
اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am

Re: كيف نحيي ذكر النبي (صلى الله عليه و آله)

مشاركة بواسطة نسيم الحوراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع

حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: كيف نحيي ذكر النبي (صلى الله عليه و آله)

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
واللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم وظالميهم أجمعين

مشكورة اختي الكريمة على الطرح
ووفقكم الله ورعاكم, وسدد الرحمن خطاكم وقضى حوائجكم
وصلّي‌ الله‌ على محمّد وآله‌ الطاهرين‌
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
خادمة ام البنين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 13645
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:15 am

Re: كيف نحيي ذكر النبي (صلى الله عليه و آله)

مشاركة بواسطة خادمة ام البنين »

اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابا صالح التماس دعا

بارك الله فيكم ورحم الله والديكم على الطرح الولائي النوراني المبارك الرائع جداً
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صورة العضو الرمزية
الدرر المتناثرة
فـاطـمـيـة
مشاركات: 11
اشترك في: الجمعة ديسمبر 02, 2011 6:50 pm

Re: كيف نحيي ذكر النبي (صلى الله عليه و آله)

مشاركة بواسطة الدرر المتناثرة »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“