بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيّها الأخوة والأخوات، لم تُرِد زينب لحياتها أن تكون عاديّةً كما هي حياة الكثيرين الّذين تموت الحياة عندهم بموت أجسادهم، بل أرادت أن يكون لمرورها في الحياة الدنيا أثر وبصمة في الإسلام ولدى الإنسانية جمعاء، وهذا ما حصلت عليه.
أيّها الأحبّة: لقد قدّمت السيّدة زينب أنموذجاً فريداً للمرأة والرّجل معاً، بأنّ دورهما لا يقف عند حدود الأدوار الطبيعيّة الّتي يقومان بها كزوجٍ وزوجة، وكأمّ وأب..
نقولها للرّجال والنّساء معاً: كونوا حسينيّين.. كونوا زينبيين.. كونوا أصحاب هَمٍّ ومشروع، لا تعيشوا على هامش الحياة فيلفظكم التّاريخ وينساكم..
أيّها الأحبّة: لقد أنصف التّاريخ السيّدة زينب(ع)، فلا تزال ذكراها على ألسنة النّاس، ولا يزالون يتدفقون لزيارتها في مصر والشّام، يقصدونها من كلّ مكانٍ حبّاً وعاطفةً وتقديراً وإيماناً بدورها الّذي قامت به.. لكن، ألا ترون معي أنّنا بعاطفتنا غير الواعية نظلمها أحياناً، نُصغِّر مقامها، نحجّم دورها، وذلك عندما نقدّمها بصورة امرأةٍ باكية، تنتقل من مكانٍ إلى مكان نائحةً جازعة، لنستدرّ لها العطف والمسكنة؟!
هذه ليست زينب الّتي وعت الإسلام صبراً وثباتاً.. والّتي كانت خير من أخذت بوصيّة أخيها في كربلاء، وهو يقول لها: "لا تشقّي عليّ جيباً، ولا تخمشي عليّ وجهاً، ولا تدعي بالويل والثّبور".
وإنّي أرى أنّ هناك فرقاً بين أن نقول إنّ زينب عاشت الفاجعة في كربلاء، وأن نقول إنّها كانت باكية نائحة...
أيّها الأحبّة: كم نحن بحاجةٍ، ونحن نعيش ذكرى ولادة السيّدة زينب(ع)، أن نفكّر جميعاً في المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، وكثيرة هي هذه المسؤوليّات الّتي لا تقف عند حدود بيوتنا وعوائلنا، بل تمتدّ إلى أرض الواقع الاجتماعيّ والاقتصاديّ والسياسي...
لنجذّر وجودنا فكراً في فكر الآخرين، ومحبّةً في قلوبهم، وخيراً نزرعه في كلّ أرضٍ نتواجد فيها.. والأمر ليس صعباً، والحياة تتّسع للجميع وهي تحتاج إلى الجميع...
لقد أدَّت السيِّدة زينب دورها، وها هي أنشودة الثّائرين والأحرار، فهلا كنّا طلاباً في مدرستها ومدرسة أخيها وأمّها وأبيها.. الأمر بأيدينا، والله هو المعين..
السّلام عليك يا زينب.. يوم ولدتِ ويوم انتقلتِ إلى رحاب ربّك ويوم تُبعثين حيّة..
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيّها الأخوة والأخوات، لم تُرِد زينب لحياتها أن تكون عاديّةً كما هي حياة الكثيرين الّذين تموت الحياة عندهم بموت أجسادهم، بل أرادت أن يكون لمرورها في الحياة الدنيا أثر وبصمة في الإسلام ولدى الإنسانية جمعاء، وهذا ما حصلت عليه.
أيّها الأحبّة: لقد قدّمت السيّدة زينب أنموذجاً فريداً للمرأة والرّجل معاً، بأنّ دورهما لا يقف عند حدود الأدوار الطبيعيّة الّتي يقومان بها كزوجٍ وزوجة، وكأمّ وأب..
نقولها للرّجال والنّساء معاً: كونوا حسينيّين.. كونوا زينبيين.. كونوا أصحاب هَمٍّ ومشروع، لا تعيشوا على هامش الحياة فيلفظكم التّاريخ وينساكم..
أيّها الأحبّة: لقد أنصف التّاريخ السيّدة زينب(ع)، فلا تزال ذكراها على ألسنة النّاس، ولا يزالون يتدفقون لزيارتها في مصر والشّام، يقصدونها من كلّ مكانٍ حبّاً وعاطفةً وتقديراً وإيماناً بدورها الّذي قامت به.. لكن، ألا ترون معي أنّنا بعاطفتنا غير الواعية نظلمها أحياناً، نُصغِّر مقامها، نحجّم دورها، وذلك عندما نقدّمها بصورة امرأةٍ باكية، تنتقل من مكانٍ إلى مكان نائحةً جازعة، لنستدرّ لها العطف والمسكنة؟!
هذه ليست زينب الّتي وعت الإسلام صبراً وثباتاً.. والّتي كانت خير من أخذت بوصيّة أخيها في كربلاء، وهو يقول لها: "لا تشقّي عليّ جيباً، ولا تخمشي عليّ وجهاً، ولا تدعي بالويل والثّبور".
وإنّي أرى أنّ هناك فرقاً بين أن نقول إنّ زينب عاشت الفاجعة في كربلاء، وأن نقول إنّها كانت باكية نائحة...
أيّها الأحبّة: كم نحن بحاجةٍ، ونحن نعيش ذكرى ولادة السيّدة زينب(ع)، أن نفكّر جميعاً في المسؤوليات الملقاة على عاتقنا، وكثيرة هي هذه المسؤوليّات الّتي لا تقف عند حدود بيوتنا وعوائلنا، بل تمتدّ إلى أرض الواقع الاجتماعيّ والاقتصاديّ والسياسي...
لنجذّر وجودنا فكراً في فكر الآخرين، ومحبّةً في قلوبهم، وخيراً نزرعه في كلّ أرضٍ نتواجد فيها.. والأمر ليس صعباً، والحياة تتّسع للجميع وهي تحتاج إلى الجميع...
لقد أدَّت السيِّدة زينب دورها، وها هي أنشودة الثّائرين والأحرار، فهلا كنّا طلاباً في مدرستها ومدرسة أخيها وأمّها وأبيها.. الأمر بأيدينا، والله هو المعين..
السّلام عليك يا زينب.. يوم ولدتِ ويوم انتقلتِ إلى رحاب ربّك ويوم تُبعثين حيّة..
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ
