أقول : القَبَاطي بالفتح جمع القُبطيّة بالضم على غير قياس، وقد يكسر، ثياب بيض رقيقة تنسب إلى القِبط بالكسر، وهم أهل مصر، لأنهم يعملونها، وإنّما غيّرت النسبة للاختصاص، كما غيّرت في الدُهري بالضم منسوب إلى الدَهر بالفتح، هذا في نسبة الثياب للفرق بينه وبين الإنسان، ولو نسب الإنسان قيل : قِبطي بالكسر على الأصل .
وقوله (عليه السلام) : (وذلكأنّهمكانواإذاشُرعلهمالحرامأخذوه)؛ فيه إشارة إلى أنهم يأخذون بحكم أئمة الضلال، {يُرِيدُونَأَنيَتَحَاكَمُواْإِلَىالطَّاغُوتِوَقَدْأُمِرُواْأَنيَكْفُرُواْبِهِوَيُرِيدُالشَّيْطَانُ} ؛ يعني إبليس، أو الثاني {أَنيُضِلَّهُمْضَلاَلاًبَعِيدًا} ، يعني يصدهم عن ولاية أولياء الله، وذلك هو الضلال البعيد الذي لا ينتهي إلى خير أبداً، ولا ينتهي أبداً، بخلاف ما لو كانوا متوالين وأخذوا الحرام، فإن ذلك لا يوجب لهم الضلال البعيد
وإنّما كانت أعمال أولئك (هباءً منثوراً)؛ لأنهم والوا أعداء الله، وعادوا أولياء الله .
وفي البصائر عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل في هذه الآية، أعمال من هذه؟ .
فقال : (أعمال مبغضينا، ومبغضي شيعتنا)
فبطلان أعمال من فارقهم وجعلها هباءً منثوراً، إنّما هو لمفارقتهم، وعدم محبّتهم، والاقتداء بهم، وميلهم إلى أعدائهم؛ لأن شرط الصحة والقبول هو محبتهم، والاقتداء بهم (عليهم السلام)، ولهذا كانت شيعتهم، ومحبّوهم تقبل منهم أعمالهم؛ لأن الشرط متحقّق، بل لو وقعت منهم السيئات بُدّلت لهم حسنات .
إمّا لأنّ سيئاتهم في الحقيقة ليست منهم؛ بل هي من لطخ أعدائهم، كما دلّ عليه حديث أبي إسحاق الليثي الطويل، حديث الطينة عن الباقر (عليه السلام) : (منأناللهيأمريومالقيامةأنتؤخذحسناتأعدائنا،فتردّعلىشيعتنا،لأنّهامنطينتهم،وتؤخذسيّئاتمحبّينافتردّعلىمبغضينا. قال:وهوقولهتعالى:{فَأُولَئِكَيُبَدِّلُاللهُسَيِّئَاتِهِمْحَسَنَاتٍ} .
وإمّا لإقرارهم بذنوبهم، فإنه في حق محبي علي وأهل بيته (عليهم السلام) توبة منهم، كما روي عن الباقر (عليه السلام) قال : (يؤتىبالمؤمنالمذنبيومالقيامةحتىيوقفموقفالحساب،فيكوناللههوالذييتولىحسابه،لايطّلععلىحسابهأحدمنالناس،فيعرّفهذنوبه،حتىإذاأقرّبسيئاتهقالاللهتعالىللكتبةبدلوهاحسناتٍ،وأظهروهاللنّاس،فيقولالناس:حينئذٍماكانلهذاالعبدسيئةواحدة،ثميأمراللهبهإلىالجنة،فهذاتأويلالآية،وهيفيالمذنبينمنشيعتناخاصّة).
وإما لحبهم أهل البيت (عليهم السلام)، فإنه يكفر الذنوب، لأنه حسنة لا يضر معه سيّئة .
وإمّا لأنَّ الله يتحمل عنهم سيئاتهم، جزاء لطاعتهم لَه تعالى في أعظم الطاعات، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (حبّناأهلالبيتيكفرالذنوب،ويضاعفالحسنات،لأناللهليتحملعنمحبيناأهلالبيت(عليهمالسلام)ماعليهممنمظالمالعباد،إلَّاماكانمنهمعلىإصراروظلمللمؤمنين،فيقولللسيئات:كونيحسناتٍ).
وإما لخوفهم من معصية الله، والمجازاة عليها، فإنه ندم وتوبة، ولو كان يوم القيامة كما في جهالهم الذين ما تنبهوا إلَّا يوم القيامة، وهم عند الله من المحبين .
فروى القمي عنه؛ أي عن الرضا (عليهم السلام)، قال : (إذاكانيومالقيامةأوقفالله(عزوجل)المؤمنبينيديه،وعرضعليهعمله،ونظرفيصحيفته،فأوّلمايرىسيئاتهفيتغيرلذلكلونه،وترتعدفرائصه،ثمتعرضعليهحسناته،فتفرحلذلكنفسه،فيقولاللهبدّلواسيئاتهحسنات).
وإما لأنّ سيّئاتهم لمّا تحملها أئمّتهم عنهم، وكانوا (عليهم السلام) قد استغفروا الله منها فغفرها لهم، وهم لا يعلمون بذلك، بل ما زالوا خائفين منها، فإذا كان يوم القيامة وجدوا سيّئاتهم مكفّرة، وحسنات خوفهم موفرة، فكانوا ما ظنوا أنهم مأخوذون به من السيئات حسنات .
وإمّا لما يشرقون به من فاضل حسناتهم على شيعتهم، فإنّها تقلبها حسنات، كما لو تصرّف شخص في مال زيد بغير إذنه فإنه سيّئة، ثم إنّ زيداً بعد ذلك أباح لَه تصرفه، وأبرأه من التصرف، فإنّه حينئذٍ ينقلب ذلك الحرام حلالاً، وأمثال ذلك من الشفاعات، وهجران المعاصي، مع غلبة الطاعات، ومن مغفرة اللمم لمن اجتنب كبائر الإثم والفواحش، ومن الاتكال على حبّهم، ومن حسن الظنّ في الله، ومن مدّ بصر العاصي إلى جهة ربه، تطلعاً إلى مغفرته، ومن الشهادة في سبيل الله، ومن تحمّل القاتل، ومن الانتقال من الإسلام إلى الإيمان، وأمثال ما ذكر .
وكلّ هذا فإنّما هو لمحبيهم، الذين حقّت لهم من الله سبحانه الكلمة الحسنى، إذ قال تعالى : (للجنّةولاأبالي)
وقال تعالى : {فَمَنْيَعْمَلْمِنَالصَّالِحَاتِوَهُوَمُؤْمِنٌفَلاكُفْرَانَلِسَعْيِهِوَإِنَّالَهُكَاتِبُونَ} .
وكذلك ضلّ بمعنى هلك، فإنّ من فارقهم فقد هلك هلاك الشقاء، الذي لا سعادة بعده أبد الآبدين، يفقد كل خير، وكلّ راحة، وكلّ سرور، وكلّ نعمة، وكلّ تنعّم، وكلّ فرح، وكلّ روح، وكلّ أنس، وكل استغناءٍ، وكلّ شبع، وكلّ ريّ، وكلّ نوم، وكل إدراك، وكلّ ملائم، وكل موافق، وكل سعدٍ .
وبالجملة؛ يفقد كلّ ما يحبّ، ولا يفقد شيئاً مما يكره، {لايُقْضَىعَلَيْهِمْفَيَمُوتُواوَلايُخَفَّفُعَنْهُمْمِنْعَذَابِهَاكَذَلِكَنَجْزِيكُلَّكَفُورٍ} ، بأنعم الله تعالى .
سورة الفرقان، الآية : 70 .
علل الشرائع، ج2، ص609، ح81 . بحار الأنوار، ج5، ص232، ح6 . تفسير نور الثقلين، ج4، ص40 .
مناقب آل أبي طالب، ج2، ص154 . تأويل الآيات، ص379 . أمالي المفيد، ص298 . بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، ص90 . بحار الأنوار، ج7، ص261.
إرشاد القلوب، ج2، ص253 . أمالي الطوسي، ص164 . بحار الأنوار، ج77، ص311 . تأويل الآيات، ص380 .
تفسير القمي، ج2، ص117 . بحار الأنوار، ج68، ص332 .
قال أحدهم (عليهم السلام) : (حب علي حسنة لا يضر معها سيئة) . [ينابيع المودة لذوي القربى، ج1، ص375 . مجمع البحرين، ج1، ص442] .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ يا غياث المستغيثين أغثني بحرمة الغريب الإمام محمد الجواد بارك الله فيكِ اختي علي الموضوع الرائع و في إنتظار جديدكِ لا عدمناكِ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور العطر أختي العزيزة أنوارفاطمة الزهراء بارك الله فيكِ لا عدمناكم
قال الإمام الرضا عليه السلام : كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل
بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور الطيب أخواتي العزيزات بارك الله فيكم يا هلا ومرحبـــــــــــا
قال الإمام الحسين عليه السلام : لا مَحيصَ عن يَومٍ خُطَّ بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور العطر أختي العزيزة يالثارات الزهراء بارك الله فيكِ لا عدمناكم
قال الامام علي عليه السلام : من اشرف اعمال الكريم غفلته عما يعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور العطر أختي العزيزة ملاذ الطالبين بارك الله فيكِ يا هلا ومرحبــــا
قال صلى الله عليه وآله وسلم: 'من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة: سبعين منها لآخرته و ثلاثين منها لدنياه'.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور العطر أختي العزيزة القلب الحنون بارك الله فيكِ يا هلا ومرحبــــا
قال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام : حسن السؤال نصف العلم ومداراة الناس نصف العقل والقصد في المعيشة نصف المؤونة