اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم عجل لوليك الفرج
ابا صالح التماس دعا
س5/ هل يمكننا القول بأننا نتأسى بالله سبحانه وتعالى من خلال الصلاة على النبي وآله النبي (ص) ؟..
نعم، نتأسى به ، من خلال الصلاة على النبي وآله.. ومعنى صلوات الله على النبي ، أي مباركته للنبي ولآل النبي ، ومن مصاديق هذه المباركة : أن الله عزوجل جعل ذكر النبي (ص) مع ذكره : في الأذان ، وفي الإقامة ، وفي التشهد.. وفي إعلان الإسلام : إذا أراد الإنسان أن يسلم ، لابد أن يشهد بالنبوة كما شهد بالتوحيد..
هناك بحث طريف في ذيل هذه الآية : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} : أنه هل المراد أن نقول : اللهم صلِّ وسلم على النبي وآله ؟.. ومن الملاحظ في بعض البلاد أن المؤمنين يلتزمون بهذه الصيغة من الصلوات ، أي يقولون : اللهم صلِّ وسلم على محمد وآل محمد..
البعض يقول : المراد هنا قد يكون معنى أرقى من السلام اللفظي : {صَلُّوا عَلَيْهِ} : أي صلوا عليه بهذه الصلوات.. أما {سَلِّمُوا تَسْلِيمًا} : قد يكون -والله العالم- المراد هو التسليم الفعلي ، وليس المراد فقط السلام القولي.. أي كما أنكم تصلون على النبي وآله -وهذا أمر جيد- ، ولكن أثر الصلوات : أن يكون الإنسان في مقام العمل مسلِّماً ومستسلِماً في كل شؤون الحياة.
س6/ هل يمكننا نحن البشر أن نصل إلى مرحلة ، أن الله تعالى وملائكته سيصلّون علينا ؟..
هذا سؤال مهم وطريف وجميل !.. نعم، من الممكن أن يصل العبد إلى مرحلة ، لا هو يصلي على النبي وآله فقط ، ولكن الله وملائكته يصلون عليه.. وهذا مما نفهمه من القرآن الكريم ، في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}.. وإنها لآية رهيبة في القرآن الكريم !.. أن الإنسان يصل إلى درجة ، يصبح كالنبي ، لا في كل الخصوصيات ، ولكن في أن الله عزوجل يصلي عليه.
وأثر هذه الصلاة على الإنسان المؤمن ، أن الإنسان يخرج من الظلمات إلى النور.. والخروج هنا ليس خروجاً قهرياً ، بمعنى الخروج التكويني ؛ أي أن رب العالمين يهيئ الأسباب للمؤمن ، من خلال الربط على القلب -على الفؤاد- ، في أن يخرج من الظلمات إلى النور.. وأنا أعتقد -والله العالم- أن هنالك مناسبة أكيدة بين الإكثار من الصلاة على النبي وآله ، وبين صلوات الله على عبده.. فالذي يكثر من الصلاة على النبي وآله ، فإن جائزته في هذه الحياة الدنيا ، أن يصلي رب العالمين عليه.
لو أن الإنسان صلى على النبي وآله في حياته مليون مرة مثلاً -وقد يكون أكثر من ذلك ، في كل الحياة- ، ولكن إحدى هذه الصلوات استجيبت ، لَماذا سيحدث ؟.. الذي سيحدث -طبعاً من خلال التصور- لو أن الله عزوجل أمر نبيه المصطفى وآله (ص) ، أن يتحولوا في عالم البرزخ من درجة من درجات النعيم الأخروي إلى درجة أرقى ، ويقال له : يا رسول الله ، ويا آل رسول الله ، هذه الرفعة -هذا الانتقال- من بركات صلوات فلان عليك.. فلان في هذه الساعة ، كان في الروضة النبوية ، ودعا بالصلوات -لا صلى فقط- ؛ فاستجيبت الدعوة ، وأنت الآن ارتفعت درجتك.. ولك أن تتصور ماذا سيكون حال النبي وآل النبي تجاه هذا الإنسان ، الذي بفعل صلواته فاز النبي (ص) وآله بهذه الجائزة الكبرى !.. ومن هنا ينبغي أن يحاول الإنسان أن يتقن الصلاة على النبي وآله ، من خلال الالتفات إلى كلمة (اللهم) ، فلما يقول : كلمة (اللهم) يكون في توجه.
ومن المناسب للإنسان الذي لا توجه له بشكل كامل ، أن يتحول من الإنشاء إلى الإخبار ، أي بدلاً من أن يقول : اللهم صلِّ على النبي وآله ، ويحتاج إلى خطاب مع الله عزوجل ، يستعمل هذه الصيغة الجميلة المروية عن الإمام الصادق (ع) : (صلوات الله ، وصلوات ملائكته ، وأنبيائه ورسله ، وجميع خلقه ، على محمد وآل محمد ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته).. فمن الملاحظ أن الصيغة أجمع صيغة ، والكيفية أفضل كيفية ، أي السلام والرحمة والبركات على النبي وآله من الله والملائكة ، ومن الخلق أجمعين.