بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
يُكنى بأبو الاوبر وقيل أبو عائشة وقيل أبو النضر
من أعيان التابعين
ومن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) الأجلاء
ومن أعوانه المخلصين
وأحد أمراء الجيش
تدل أقواله ومواقفه في صفين وغيرها من المشاهد على أنه كان ذا وعي عميق ومعرفة رفيعة بشخصية المولى أمير المؤمنين (عليه السلام).
وقد أشار في موقف من مواقفه إلى سبق الإمام (عليه السلام) في الإيمان، ومنزلته العالية عند رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأكد على القتال في صفين من خلال تصوير دقيق .
كان من رؤساء الكوفيين الذين قدموا المدينة للاحتجاج على عثمان .
وكان من أمراء جيش الإمام علي (عليه السلام)، وتولى في صفين قيادة " مقدمة الجيش " مع شريح بن هاني.
وقيل: أن عليا عليه السلام حين أراد المسير إلى النخيلة دعا زياد بن النضر ، وشريح بن هانئ ـ وكانا على مذحج والأشعريين ـ قال : يا زياد ، اتق الله في كل ممسى ومصبح ، وخف على نفسك الدنيا الغرور ، ولا تأمنها على حال من البلاء واعلم أنك إن لم تزع نفسك عن كثير مما يحب مخافة مكروهة ، سمت بك الأهواء إلى كثير من الضر . فكن لنفسك مانعا وازعا من البغي والظلم والعدوان ؛ فإني قد وليتك هذا الجند ، فلا تستطيلن عليهم ، وإن خيركم عند الله أتقاكم . وتعلم من عالمهم ، وعلم جاهلهم ، واحلم عن سفيههم ، فإنك إنما تدرك الخير بالحلم ، وكف الأذى والجهل .
فقال زياد : أوصيت يا أمير المؤمنين حافظا لوصيتك ، مؤدبا بأدبك ، يرى الرشد في نفاذ أمرك ، والغي في تضييع عهدك .
فأمرهما أن يأخذا في طريق واحد ولا يختلفا ، وبعثهما في اثني عشر ألفا على مقدمته شريح بن هانئ على طائفة من الجند ، وزياد على جماعة . فأخذ شريح يعتزل بمن معه من أصحابه على حدة ، ولا يقرب زياد بن النضر ، فكتب زياد [ إلى علي عليه السلام ] مع غلام له أو مولى يقال له شوذب :
لعبد الله علي أمير المؤمنين من زياد بن النضر ، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد فإنك وليتني أمر الناس ، وإن شريحا لا يرى لي عليه طاعة ولا حقا ، وذلك من فعله بي استخفاف بأمرك ، وترك لعهدك . [ والسلام ] .
وكتب شريح بن هانئ :
سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد فإن زياد ابن النضر حين أشركته في أمرك ، و وليته جندا من جنودك ، تنكر واستكبر ومال به العجب والخيلاء والزهو إلى ما لا يرضاه الرب تبارك وتعالى من القول والفعل . فإن رأي أمير المؤمنين أن يعزله عنا ويبعث مكانه من يحب فليفعل ، فإنا له كارهون . والسلام .
فكتب إليهما الإمام علي عليه السلام :
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى زياد بن النضر وشريح بن هانئ : سلام عليكما ، فإني أحمد إليكما الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد فإني قد وليت مقدمتي زياد بن النضر وأمرته عليها ، وشريح على طائفة منها أمير ، فإن أنتما جمعكما بأس فزياد بن النضر على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما أمير الطائفة التي وليناه أمرها . واعلما أن مقدمة القوم عيونهم وعيون المقدمة طلائعهم ، فإذا أنتما خرجتما من بلادكما فلاتسأما من توجيه الطلائع ، ومن نقض الشعاب والشجر والخمر في كل جانب كي لا يغتر كما عدو ، أو يكون لكم كمين . ولا تسيرن الكتائب [ والقبائل ] من لدن الصباح إلى المساء إلا على تعبية . فإن دهمكم داهم أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدمتم في التعبية . وإذا نزلتم بعدو أو نزل بكم فليكن معسكركم في قبل الأشراف أو سفاح الجبال ، أو أثناء الأنهار ، كي ما يكون ذلك لكم ردءا ، وتكون مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين . واجعلوا رقباءكم في صياصي الجبال ، وبأعالى الأشراف ، ومناكب الهضاب يرون لكم لئلا يأتيكم عدو من مكان مخافة أو أمن . وإياكم والتفرق ، فإذا نزلتم فانزلوا جميعا ، وإذا رحلتم فارحلوا جميعا ، وإذا غشيكم ليل فنزلتم فحفوا عسكركم بالرماح والأترسة ، ورماتكم يلون ترستكم ورماحكم . وما أقمتم فكذلك فافعلوا كي لا تصاب لكم غفلة ، ولا تلفي منكم غرة ، فما قوم حفوا عسكرهم برماحهم وترستهم من ليل أو نهار إلا كانوا كأنهم في حصون . واحرسا عسكركما بأنفسسكما ، وإياكما أن تذوقا نوما حتى تصبحا إلا غرارا أو مضمضة ثم ليكن ذلك شأنكما ودأبكما حتى تنتهيا إلى عدوكما .وليكن عندي كل يوم خبركما ورسول من قبلكما ؛ فإني ـ ولا شيء إلا ما شاء الله ـ حثيث السير في آثاركما . عليكما في حربكما بالتؤدة ، وإياكم والعجلة إلا أن تمكنكم فرصة بعد الإعذار والحجة . وإياكما أن تقاتلا حتى أقدم عليكما إلا أن تبدأ أو يأتيكما أمري إن شاء الله . والسلام .
نسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
يُكنى بأبو الاوبر وقيل أبو عائشة وقيل أبو النضر
من أعيان التابعين
ومن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) الأجلاء
ومن أعوانه المخلصين
وأحد أمراء الجيش
تدل أقواله ومواقفه في صفين وغيرها من المشاهد على أنه كان ذا وعي عميق ومعرفة رفيعة بشخصية المولى أمير المؤمنين (عليه السلام).
وقد أشار في موقف من مواقفه إلى سبق الإمام (عليه السلام) في الإيمان، ومنزلته العالية عند رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأكد على القتال في صفين من خلال تصوير دقيق .
كان من رؤساء الكوفيين الذين قدموا المدينة للاحتجاج على عثمان .
وكان من أمراء جيش الإمام علي (عليه السلام)، وتولى في صفين قيادة " مقدمة الجيش " مع شريح بن هاني.
وقيل: أن عليا عليه السلام حين أراد المسير إلى النخيلة دعا زياد بن النضر ، وشريح بن هانئ ـ وكانا على مذحج والأشعريين ـ قال : يا زياد ، اتق الله في كل ممسى ومصبح ، وخف على نفسك الدنيا الغرور ، ولا تأمنها على حال من البلاء واعلم أنك إن لم تزع نفسك عن كثير مما يحب مخافة مكروهة ، سمت بك الأهواء إلى كثير من الضر . فكن لنفسك مانعا وازعا من البغي والظلم والعدوان ؛ فإني قد وليتك هذا الجند ، فلا تستطيلن عليهم ، وإن خيركم عند الله أتقاكم . وتعلم من عالمهم ، وعلم جاهلهم ، واحلم عن سفيههم ، فإنك إنما تدرك الخير بالحلم ، وكف الأذى والجهل .
فقال زياد : أوصيت يا أمير المؤمنين حافظا لوصيتك ، مؤدبا بأدبك ، يرى الرشد في نفاذ أمرك ، والغي في تضييع عهدك .
فأمرهما أن يأخذا في طريق واحد ولا يختلفا ، وبعثهما في اثني عشر ألفا على مقدمته شريح بن هانئ على طائفة من الجند ، وزياد على جماعة . فأخذ شريح يعتزل بمن معه من أصحابه على حدة ، ولا يقرب زياد بن النضر ، فكتب زياد [ إلى علي عليه السلام ] مع غلام له أو مولى يقال له شوذب :
لعبد الله علي أمير المؤمنين من زياد بن النضر ، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد فإنك وليتني أمر الناس ، وإن شريحا لا يرى لي عليه طاعة ولا حقا ، وذلك من فعله بي استخفاف بأمرك ، وترك لعهدك . [ والسلام ] .
وكتب شريح بن هانئ :
سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد فإن زياد ابن النضر حين أشركته في أمرك ، و وليته جندا من جنودك ، تنكر واستكبر ومال به العجب والخيلاء والزهو إلى ما لا يرضاه الرب تبارك وتعالى من القول والفعل . فإن رأي أمير المؤمنين أن يعزله عنا ويبعث مكانه من يحب فليفعل ، فإنا له كارهون . والسلام .
فكتب إليهما الإمام علي عليه السلام :
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى زياد بن النضر وشريح بن هانئ : سلام عليكما ، فإني أحمد إليكما الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد فإني قد وليت مقدمتي زياد بن النضر وأمرته عليها ، وشريح على طائفة منها أمير ، فإن أنتما جمعكما بأس فزياد بن النضر على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما أمير الطائفة التي وليناه أمرها . واعلما أن مقدمة القوم عيونهم وعيون المقدمة طلائعهم ، فإذا أنتما خرجتما من بلادكما فلاتسأما من توجيه الطلائع ، ومن نقض الشعاب والشجر والخمر في كل جانب كي لا يغتر كما عدو ، أو يكون لكم كمين . ولا تسيرن الكتائب [ والقبائل ] من لدن الصباح إلى المساء إلا على تعبية . فإن دهمكم داهم أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدمتم في التعبية . وإذا نزلتم بعدو أو نزل بكم فليكن معسكركم في قبل الأشراف أو سفاح الجبال ، أو أثناء الأنهار ، كي ما يكون ذلك لكم ردءا ، وتكون مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين . واجعلوا رقباءكم في صياصي الجبال ، وبأعالى الأشراف ، ومناكب الهضاب يرون لكم لئلا يأتيكم عدو من مكان مخافة أو أمن . وإياكم والتفرق ، فإذا نزلتم فانزلوا جميعا ، وإذا رحلتم فارحلوا جميعا ، وإذا غشيكم ليل فنزلتم فحفوا عسكركم بالرماح والأترسة ، ورماتكم يلون ترستكم ورماحكم . وما أقمتم فكذلك فافعلوا كي لا تصاب لكم غفلة ، ولا تلفي منكم غرة ، فما قوم حفوا عسكرهم برماحهم وترستهم من ليل أو نهار إلا كانوا كأنهم في حصون . واحرسا عسكركما بأنفسسكما ، وإياكما أن تذوقا نوما حتى تصبحا إلا غرارا أو مضمضة ثم ليكن ذلك شأنكما ودأبكما حتى تنتهيا إلى عدوكما .وليكن عندي كل يوم خبركما ورسول من قبلكما ؛ فإني ـ ولا شيء إلا ما شاء الله ـ حثيث السير في آثاركما . عليكما في حربكما بالتؤدة ، وإياكم والعجلة إلا أن تمكنكم فرصة بعد الإعذار والحجة . وإياكما أن تقاتلا حتى أقدم عليكما إلا أن تبدأ أو يأتيكما أمري إن شاء الله . والسلام .
نسألكم الدعاء