بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وجود الامام لطف من الله تعالى بعبيده، لانه بوجوده فيهم يجمع شملهم، ويتصل حبلهم، وينتصف الضعيف من القوي، فاذا عدم بطل الشرع، واكثر احكام الدين واركان الاسلام كالجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والقضايا ونحو ذلك فينتفي الفائدة المقصودة منها، واما غيبة بعض الائمة في بعض الاحيان وتعطل الاحكام في المدد المتطاولة فانما ذلك من جهة الرعية دون الامام فليس ذلك نقصاً على لطف الله تعالى....(الفيض، علم اليقين 1: 376، شبر، حق اليقين 1: 184).
1 ـ دليل اللطف
قالوا: الامام انما يكون لطفاً اذا كان متصرفاً بالامر والنهي وانتم لا تقولون به، فما تعتقدونه لطفاً لا تقولون بوجوبه وما تقولون بوجوبه ليس بلطف.
الجواب: ان وجود الامام بنفسه لطف لوجوده: احدها انه يحفظ الشرائع ويحرسها عن الزيادة والنقصان، وثانيها ان اعتقاد المكلفين بوجود الامام وتجويز انفاذ حكمه عليهم في كل وقت سبب لردعهم عن الفساد، ولقربهم الى الصلاح، وهذا معلوم بالضرورة، وثالثها: ان تصرفه لا شك انه لطف وذلك لا يتم الا بوجوده فيكون وجوده بنفسه لطفاً آخر، والتحقيق أن نقول لطف الامامة يتم بامور: منها ما يجب على الله تعالى، وهو خلق الامام وتمكينه بالتصرف والعلم والنص عليه باسمه ونسبه وهذا قد فعله الله تعالى، ومنها ما يجب على الامام وهو تحمله للامامة وقبوله لها وهذا قد فعله الامام، ومنها ما يجب على الرعية وهو مساعدته والنصرة له وقبول اوامره وامتثال قوله وهذا لم يفعله الرعية، فكان منع اللطف الكامل منهم لا من الله تعالى ولا من الامام.(العلامة الحلي، كشف المراد: 389 ـ 390، المقداد ـ ارشاد الطالبين: 331).
... ان وجود الامام مطلقاً لطف وتصرفه لطف آخر ضرورة ان لكل منهما مدخلاً في القرب الى الطاعة والبعد عن المعصية، الا ان الثاني اقوى من الاول بناء على تفاوت مراتب القرب والبعد، لكن الاول لطف لا مانع عنه فكان واجباً قطعاً، واما الثاني فهو لطف له موانع من جهة العباد لشدّة عنادهم وغلبة مخالفتهم للحق ومتابعتهم للأهواء حتى كادوا ان يقعوا في الفساد، وتكثير الفتن في البلاد، ويؤيده ما روي عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال (لا يخلو الارض من قائم لله بحجة اما ظاهراً مشهوراً او خائفاً مغموراً...).
بهذا التقرير ظهر فساد ما قال بعض المحققين انه لو كفى في كون الامام لطفاً وجوده مطلقاً من غير ظهوره وتصرفه لكان العلم بكونه مخلوق في وقت ما مع عدم وجوده بالفعل كافياً ايضاً، فلا يكون وجوده بالفعل واجباً، وذلك للقطع بان وجود الامام بالفعل لطف لا مانع عنه، وان كان مجرد كونه مخلوقاً في وقت ما لطف ايضاً، وقد تقرر ان كل لطف لا مانع عنه واجب على الله تعالى فوجوده بالفعل واجب عليه تعالى قطعاً.(ابن مخدوم، مفتاح الباب (شرح الباب الحادي عشر): 181 ـ 182).
حكم الامامية بان تعيين الامام واجب على الله تعالى لانها لطف، واللطف واجب على الله تعالى، اما انها لطف فلان الناس إن كان لهم رئيس عام يمنعهم عن المعاصي ويحثهم على الطاعات كانوا معه الى الصلاح اقرب ومن الفساد أبعد، ولا نعني باللطف سوى ذلك، واما ان اللطف واجب على الله تعالى، فلان غرضه الذي هو اطاعة العباد لا يحصل الا به، فلو لم يخلق اللطف فيهم ولهم لكان ناقضاً لغرضه ونقض الغرض عبث تعالى الله عن ذلك، وانحصار هذا اللطف في الرئيس العام معلوم للعقلاء وينبه عليه الوقوع، فانا نجد انه متى تكثرت الرؤساء في عصر كثر الفساد، واذا خلا الناس في قطر من الاقطار عن رئيس ظلم بعضهم بعضاً وانتشر الفساد والفتن بينهم، ويؤيد ذلك ايضاً ما روي عن علي عليه السلام: (لا تخلو الارض من قائم بحجة اما ظاهراً مشهوراً او خائفاً مغموراً لئلاً تبطل حجج الله وبيناته).
فوجود الامام لطف من الله تعالى وقد فعله، وانما كان هذا اللطف واجباً على الله تعالى، لان ايجاد امام يكون عام الرئاسة والشريعة اقرب الى الصلاح في امور معاشهم ومعادهم وابعد عن الفساد فيهما بسبب وجوده وعصمته، وليس مقدوراً للعباد لخفائها عنهم وخصوصاً العصمة، فلابد أن يكون المعين له هو الله سبحانه، وظهوره وتصرفه لطف آخر وهو واجب على العباد، لانه موقوف على تمكينهم له، وقد أخلّوا به حيث أخافوه بسوء اختيارهم لغيره، ورفع يده عن التصرف الذي كان ينبغي له.(الشهيد الثاني، حقائق الايمان: 153 ـ 154).
جعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام نسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله كل خير أختي العزيزة المستجيرة بالحسين بارك الله فيكِ موفقين دومــــــاً
قال صلى الله عليه وآله وسلم : دعوا الدنيا لأهلها من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه فقد أخذ حتفه وهو لا يشعر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل
بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني