بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على شيعه علي ع ورحمه الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرج قائمهم عج
الحمدلله تعالى رب العالمين ان جعلنا من شيعه علي ع
نهنئكم بذكرى ىولادة سر الرسالة و ناصرة الامام علي ع والطالبه بحقه
السيدة الزهراء عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها الف التحيه والسلام
بسمتان
والأرض ما استحقّت من فاطمة غير بسمتين طافتا على ثغره، كما تطوف السخرية على فم حكيم أمام كومة من الجهلة أو شرذمة من الأفّاكين..
والبسمة الأُولى تذوّقها ثغر فاطمة والألم يعصر قلبها حول فراش أبيها يطوف حوله شبح الموت، وكانت بسمة فيها كلّ الغبطة وكلّ الرض، لقد شهدت لها بهذه البسمة عائشة أُمّ المؤمنين، لقد شاهدتها على وجه فاطمة تنزل هانئة، كما تنزل قطرة ندى في كم زهرة، ولقد تعجّبت عائشة من بسمة تسرح على محيّا فاطمة الحزينة قبالة جسد أبيها تتجاذب أوصاله الحشرجة، ولقد اتّهمتها بما يشبه الخبل، فالموت الذي يخيّم بجناحيه في القاعة الواجمة ليس بمقدوره أن يستلّ غير الدموع والولولة، وما درت ـ إلاّ بعد حين ـ أن بسمة فاطمة كانت جواباً على وعد أسرّه الأب في أُذن ابنته بأنّها ستكون أوّل اللاحقين به
تلك هي البسمة الأُولى طرحتها فاطمة على وجهها إزاراً توارت خلفه بحور من المعاني: بحر من الإدراك، بحر من الحبّ، بحر من التفاني، بحر من الزهد، بحر من الهزء بالأرض وتراب الأرض، بحر من التفلّت، بحر من التوق إلى التملّص والانعتاق، بحر من الإيمان بأبيه، بحر من العنفوان، بحر من البطولات، وبحر من التراث المجيد.
وكرّت بعد هذه البسمة دموع فتحت فوق خدّيها المجاري، هي دموع الحنين إلى تحقيق ما وعدت من قُرب اللقاء، هي دموع التراب يغتسل بتكسير الموج على الشواطئ، هي دموع الأبطال يرسفون في قيود الأسر، هي دموع المآسي تتجسّم فوق خشبات المسارح.
وجاء دور ختام المأساة، تلك كانت بسمتها الثانية، بسمتها الأخيرة، لقد جادت بها وهي تسجّي نفسها فوق نعش تمكّنت هي من الصعود إليه، لقد كان قبولها بالموت كقبول عروس بجلوتها يوم الزفاف، لقد اغتسلت، ثمّ طلبت أن تلبس ثوبها الجديد، وألقت على جسدها بساط الكفن . لقد تّمت الجلوة الباهرة، كلّ شيء قد تمّ !
إنّ الكلمة الأخيرة جاءت التماساً بأن لا يكشف جسدها بعد موته، لقد أنجزت هي بنفسها كلّ الواجبات، وأغمضت عينيه، وعلى ثغرها تطفو ابتسامة الرضا..
لقد أصبحت في حضرة ابيها
كتاب فاطمة وتر في غمد
السلام على شيعه علي ع ورحمه الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرج قائمهم عج
الحمدلله تعالى رب العالمين ان جعلنا من شيعه علي ع
نهنئكم بذكرى ىولادة سر الرسالة و ناصرة الامام علي ع والطالبه بحقه
السيدة الزهراء عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها الف التحيه والسلام
بسمتان
والأرض ما استحقّت من فاطمة غير بسمتين طافتا على ثغره، كما تطوف السخرية على فم حكيم أمام كومة من الجهلة أو شرذمة من الأفّاكين..
والبسمة الأُولى تذوّقها ثغر فاطمة والألم يعصر قلبها حول فراش أبيها يطوف حوله شبح الموت، وكانت بسمة فيها كلّ الغبطة وكلّ الرض، لقد شهدت لها بهذه البسمة عائشة أُمّ المؤمنين، لقد شاهدتها على وجه فاطمة تنزل هانئة، كما تنزل قطرة ندى في كم زهرة، ولقد تعجّبت عائشة من بسمة تسرح على محيّا فاطمة الحزينة قبالة جسد أبيها تتجاذب أوصاله الحشرجة، ولقد اتّهمتها بما يشبه الخبل، فالموت الذي يخيّم بجناحيه في القاعة الواجمة ليس بمقدوره أن يستلّ غير الدموع والولولة، وما درت ـ إلاّ بعد حين ـ أن بسمة فاطمة كانت جواباً على وعد أسرّه الأب في أُذن ابنته بأنّها ستكون أوّل اللاحقين به
تلك هي البسمة الأُولى طرحتها فاطمة على وجهها إزاراً توارت خلفه بحور من المعاني: بحر من الإدراك، بحر من الحبّ، بحر من التفاني، بحر من الزهد، بحر من الهزء بالأرض وتراب الأرض، بحر من التفلّت، بحر من التوق إلى التملّص والانعتاق، بحر من الإيمان بأبيه، بحر من العنفوان، بحر من البطولات، وبحر من التراث المجيد.
وكرّت بعد هذه البسمة دموع فتحت فوق خدّيها المجاري، هي دموع الحنين إلى تحقيق ما وعدت من قُرب اللقاء، هي دموع التراب يغتسل بتكسير الموج على الشواطئ، هي دموع الأبطال يرسفون في قيود الأسر، هي دموع المآسي تتجسّم فوق خشبات المسارح.
وجاء دور ختام المأساة، تلك كانت بسمتها الثانية، بسمتها الأخيرة، لقد جادت بها وهي تسجّي نفسها فوق نعش تمكّنت هي من الصعود إليه، لقد كان قبولها بالموت كقبول عروس بجلوتها يوم الزفاف، لقد اغتسلت، ثمّ طلبت أن تلبس ثوبها الجديد، وألقت على جسدها بساط الكفن . لقد تّمت الجلوة الباهرة، كلّ شيء قد تمّ !
إنّ الكلمة الأخيرة جاءت التماساً بأن لا يكشف جسدها بعد موته، لقد أنجزت هي بنفسها كلّ الواجبات، وأغمضت عينيه، وعلى ثغرها تطفو ابتسامة الرضا..
لقد أصبحت في حضرة ابيها
كتاب فاطمة وتر في غمد
