الْسَّـلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه...
السبب في التركيز على الآداب الباطنية للعبادات:
من المستفاد من القرآن الكريم والسنة الشريفة أن الغاية من العبادات، هو تحقيق حالة القرب من
الله تعالى، كما قال تعالى بالنسبة لموسى (ع): {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}.. فإن حقيقة الذكر أمر
باطني، وما اللسان إلا يعبر عما في الباطن.. فمثلا الحب هو حقيقة في الباطن، فحينما أنا أحبك
فحبي لك أمر باطني، ولكني أظهر لك هذا الحب المكنون في قلبي، عندما أقول لك أنا أحبك..
ولهذا فلو أنك اطلعت على هذا الحب بطريق ما-مثلا من حركاتي أو أفعالي- فهذا يغنيك، ولا
تحتاج إلى لفظ، ما دامت الحقيقة الباطنية متحققة.. ولكن لو كنت أدعي بأني أحبك، وترى
مني من الأفعال ما يناقض دعواي، فمهما أظهرت لك من كلام، فإنك ستستهزئ بي، لأنك
تعلم أنه لا حقيقة لما أدعيه.
وعليه، إن العبادات لها ظاهر وباطن، وإن ظاهر العبادات هو العمل بالرسالة العملية بقسميها:
العبادات، والمعاملات.. فالعبادات بها تنظيم علاقة العبد مع ربه، أما المعاملات فبها كيفية
تعامله مع الآخرين في الأمور الحياتية، كالتجارة والزراعة.. فالفقه موضوعه تحديد الحركات
الجوارحية، أي ماذا ينبغي أن تعمل عندما تكون مفطرا أو مجنبا أو متنجسا؛ فهو مرتبط بتقويم
السلوك الجوارحي.. أما الآداب الباطنية فموضوعه عوارض القلب في العبادات، أي ما ينبغي
أن يكون عليه القلب في حال العبادة؛ فهي مرتبطة بتقويم السلوك الجوانحي.
وخير مثال على ذلك، حديث الشبلي مع الإمام السجاد (ع)، حيث ذكر له الإمام بموازاة كل عمل
جوارحي، أدبا باطنيا.. ثم قال إذا لم تراع هذه الآداب الباطنية، فكأنك ما حججت.. أي أن هذه
الحجة وان كانت حجة مجزية وصحيحة من الناحية الفقهية، إلا أنها ليست مقبولة.
إن البعض يظن أن الآداب الباطنية مختصة بالصلاة، حيث أن بعض علمائنا كتبوا في الآداب
الباطنية للصلاة.. ولكن نحن نحب أن نعمم هذه الثقافة، بأن كل عمل عبادي متعلق بالله تعالى
له أدب باطني..
فعلى سبيل المثال: الإنفاق المالي، هذا عمل عبادي، وله أدب ظاهري، وهو إعطاء المال للفقير
وله أدب باطني، وهو ما يقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}..
أي أن المؤمن وهو يعطي المال، يعيش في قلبه حالة الوجل، لأنه سيرجع إلى الله تعالى وسيحاسبه
وسيسأله عن هذا المال من أين اكتسبه.
فعليه، من المناسب للمؤمن في كل عمل عبادي أن يراعي الآداب الباطنية له، وخصوصا في الصلاة
والحج، والصيام.. ولأن زيارة الأئمة (ع) ملحقة بالحج بمعنى من المعاني، فهناك وجه شبه بين الحج
والزيارات، إذ أن الحج أيضا فيه زيارة لبيت الله الحرام؛ فمن هنا ركزنا على الآداب الباطنية لزيارات
المعصومين (عليهم جميعا افضل الصلاة و أزكى السلام ).
منقول
شبكة السراج في الطريق إلى الله
بارك الله فيكم و نوركم بنوره الأقدس
لَكُمْ مِنَا خَاْلِصُ الْدُعَاءْ ..
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..