تسود قريش ما دام مِثلُك فيها قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( دخلنا ( مع أبي { عليه السلام } ) على هشام في الشام ، وإذا قد قعد على سرير الملك ، وجنده وخاصَّته وقوف على أرجُلهم سِماطين مُتسلِّحين وأشياخ قومه يرمون ، فلمَّا دخلنا : أبي أمامي وأنا خلفه ، نادى أبي وقال : يا محمد ، ارِم مع أشياخ قومك الغرض .
فقال له : إنِّي قد كَبرت عن الرَّمي ، فهل رأيت أنْ تعفيني ؟
فقال : وحَقِّ مَن أعزَّنا بدينه ونبيِّه محمد ( صلى الله عليه وآله ) لا أعفيك ، ثمَّ أومأ إلى شيخٍ مِن بَني أُميَّة أنْ أعطِه قوسك ، فتناول أبي عند ذلك القوس مِن الشيخ ، ثمَّ تناول منه سَهماً فوضعه في كَبد القوس ، ثمَّ انتزع ورمى وسط الغرض ، فنصب فيه ثمَّ رمى فيه الثانية فشقَّ فَواق سَهمه إلى نصله ، ثمَّ تابع الرمي فشقَّ تسعة أسهُم بعضاً في جوف بعضٍ وهشام يضطرب في مجلسه ، فلم يتمالك إلى أنْ قال : أجدت يا أبا جعفر ، وأنت أرمى العرب والعَجم ، هلا زعمت أنَّك كَبرت عن الرَّمي ؟
ثمَّ أدركته النَّدامة على ما قال ... ثمَّ أقبل على أبي بوجهه فقال له :
يا محمد ، لا يزال العرب والعَجم يسودها قريش ما دام مِثلك فيهم ، لله دُرُّك ، مَن علَّمك هذا الرمي وفي كَمْ تعلَّمته ؟!
فقال : قد علمت أنَّ أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيَّام حَداثتي ، ثمَّ تركته )
إنَّ الرئاسة والحكومة ما هي إلاَّ وسيلة لإشباع غريزة حُبِّ السلطة والتفوُّق ، وواحدة مِن اللَّذات المادِّيَّة . أمَّا إقامة العدل وإزهاق الباطل فهُما دليلان على الإنسانيَّة ، يُحقِّقان للإنسان لذَّة روحيَّة ومعنويَّة . فالذي لا يهدف إلاَّ إلى بلوغ لذَّة مادِّيَّة ، فإنَّه يَسرُّ ويتلذَّذ بمُجرَّد وصوله إلى كُرسيِّ الرئاسة والسُّلطة . أمَّا ذاك الإنسان الواقعي فإنَّ لذَّته مِن الحُكم والسُّلطة هي في إقامة العدل ، وإنْ لم يتمكَّن مِن ذلك فإنَّه لا يَجد أيَّ قيمة للسُّلطة ، وإشباع غريزة حُبِّ السُّلطة .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير
في حفظ الله
اللهم صلِ على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار