بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رذل العمر!
قال تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾.
يقول السيّد الطباطبائيّ في تفسير هذه الآية الكريمة:
كلمة (الأرذل) اسم تفضيل، أي من الرذالة وهي الرداءة والرذل الدون والرديء. والمراد بأرذل العمر بقرينة قوله: (لكي لا يعلم إلخ) سنّ الشيخوخة والهرم الّتي فيها انحطاط قوى الشعور، والإدراك العقليّ، وهي تختلف باختلاف الأمزجة وتبتدئ على الأغلب من عمر الخمس والسبعين.
والمعنى: ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ﴾، أي الله تعالى خلق الناس ثمّ يتوفّاهم، فمنهم يتوفّاهم في عمر متوسّط، ومنهم- كما يقول تعالى-: ﴿وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾، أي يتوفّاهم في سنّ الهرم والشيخوخة، حيث ينتهي إلى أن ﴿لاَ يَعْلَمََعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا﴾ وذلك لضعف القوى الجسديّة والعقليّة لدى الإنسان
الشاهد والحكمة الإلهيّة!
فلو كانت حياتنا وموتنا وكذا شعورنا وعلمنا بأيدينا، لكنّا اخترنا الحياة والبقاء على الممات والفناء، واخترنا العلم والمعرفة على الجهل والنسيان.
ولكنّ الله سبحانه وتعالى قد أخفى عنّا مدّة أعمارنا ومتى تنتهي، ولم يجعلها في أيدينا، وذلك لحكمة هو أرادها عزَّ وجلَّ. وقد أشار الإمام الصادق عليه السلام إلى مضمون هذه الحكمة الإلهيّة في حديث له مع أحد أصحابه، يقول عليه السلام فيها:
"تأمّل الآن يا مفضّل ما ستر عن الإنسان علمه من مدّة حياته، فإنّه لو عرف مقدار عمره وكان قصير العمر لم يتهنّأ بالعيش مع ترقّب الموت وتوقّعه لوقت قد عرفه، بل كان يكون بمنزلة من قد فني ماله أو قارب الفناء، فقد استشعر الفقر والوجل من فناء ماله وخوف الفقر، على أنّ الّذي يدخل على الإنسان من فناء العمر أعظم ممّا يدخل عليه من فناء المال، لأنّ من يقلّ ماله يأمل أن يستخلف منه فيسكن إلى ذلك، ومن أيقن بفناء العمر استحكم عليه اليأس.
وإن كان طويل العمر ثمّ عرف ذلك وثق بالبقاء، وانهمك في اللذّات والمعاصي، وعمل على أنّه يبلغ من ذلك شهوته ثمّ يتوب في آخر عمره...
فإن قلت: وها هو الآن قد سُتِر عنه مقدار حياته وصار يترقّب الموت في كلّ ساعة يُقارف الفواحش وينتهك المحارم.
قلنا: إنّ وجه التدبير في هذا الباب هو الذي جرى عليه الأمر فيه، فإن كان الإنسان مع ذلك لا يرعوي ولا ينصرف عن المساوئ فإنّما ذلك من مرحه (مرح الرجل: اشتدّ فرحه ونشاطه حتى جاوز القدر، وتبختر واختال) ومن قساوة قلبه، لا من خطأ في التدبير.
فنستنتج بشكل عام، أنّ الله تبارك وتعالى أراد لنا أن نتدبّر ونعتبر جيّداً من نعمة مرحلة الشباب والقوّة الجسديّة والعقليّة، حيث يُمكننا أن نمارس الأعمال والأنشطة، إلا أنّ هذه المرحلة كما تسبقها مرحلة ضعف الطفولة وعدم الإدراك، أيضاً تعقبها مرحلة العجز والشيخوخة، حيث تتحوّل قوّة الشباب إلى ضعف كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾.
وهنا نعود ونستذكر وصيّة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، حين دعانا إلى أن نبادر بالجدِّ والعمل في شبابنا قبل هرمنا، وفي صحّتنا قبل سقمنا.. بل نعتبر ممّا مضى من أعمارنا، لكي نستفيد منها في حاضرنا ومستقبلنا، ونكون من المحافظين على نعمة العمر. يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "لو اعتبرت بما أضعت من ماضي عمرك لحفظت ما بقي".
إضافة إلى أنّه لا بُدَّ أن لا ننسى أن الأعمار بيد الله سبحانه، وعلينا أن نستثمر مرحلة القوّة والنشاط لنقوم بواجباتنا ومسؤوليّاتنا بُما يرضي الله تعالى قبل نفاذ العمر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قُدِّر له، فبادروا قبل نفاذ الأجل".
وعن الإمام علي عليه السلام قال: "رحم الله امرأً علم أنّ نفسه خطاه إلى أجله، فبادر عمله وقصر أمله".
كتاب مظاهر الرحمة
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم ع مروركم الجميل.. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم ع مروركم الجميل.. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم ع مروركم الجميل.. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح طيب أختي العزيزة فاطمة سراج الدين بارك الله فيكِ جزاكِ الله خير الجزاء
عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: الوَرَعُ يَحجُز عنِ آرتكاب المحارم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم ع مروركم الجميل.. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني