التفکیر الدائم بالضعف
قال الإمام علی(علیه السلام):
«یا کمیل إنّ ذنوبک أکثر من حسناتک، وغفلتک أکثر من ذکرک، ونعم الله أکثر من عملک»
الشرح والتفسیر
لابدّ من الإلتفات إلى الأمور التالیة فی تفسیر العبارات الثلاث:
1. إنّ نعم الله أکثر من قدرة الشکر لدى الناس مطلب واضح وبدیهى. على سبیل المثال لو سلبت من الإنسان النعمة الفضیلة للعین فأیة مصیبة ستحل! فهل سیکون الإنسان قادراً لو أدى شکر هذه النعمة فقط إلى آخر عمره؟ هنالک عین فیاضة فی عین الإنسان تجعل سطح العین رطباً على الدوام ولولاها لآذت الأجفان العین وتذهب ببصره خلال مدّة قصیرة، وهناک مادة فی العین تمتصّ دمع العین ولولاها لکان الإنسان باکیاً دائماً! أو لیست هذه نعم إلهیّة عظیمة؟ترى ماذا سیحدث لولاهما (العین الفیاضة ومادة امتصاص دمع العین)؟ أحیاناً لدینا النعم التی لا نتوجه إلیها طیلة الحیاة، حقاً إنّ نعم الله أکثر من قدرة شکرنا نحن البشر.
2. أمّا العبارة الثانیة: «وغفلتک أکثر من ذکرک» فیمکننا تصدیقها بحساب بسیط. کم نذکرالله کل یوم ولیلة؟ کم تستغرق جمیع صلواتنا الیومیة؟ ما مدى ذکرنا لله خلال المدة التی نقف فیها للصلاة؟ نعم، أولیاء الله یذکرون الله حتى فی المنام، إلاّ أنّ هؤلاء لا یجاوز عددهم أصابع الید، والنتیجة فإنّ مدّة الغفلة عن ذکر الله أکثر من مدّة حضور القلب.
3. أما العبارة الثالثة: «إنّ ذنوبک أکثر من حسناتک» تتضح أیضاً بقلیل من التفکیر. للأسف إننا لا نرى أغلب ذنوبنا ذنوباً! فالکذب والتهمة والغیبة والجحود وبث الشائعات وخلقها والسخریة من الآخرین وما شابه ذلک، أو بعض الأعمال التی لا تتناسب مع شأن الإنسان لکننا نأتی بها! ککثرة الکلام والصلاة دون حضور القلب والصلاة التی نشک فی الثالثة والرابعة والخامسة وهدر الوقت وأمثال ذلک. وأحیاناً نفعل بعض الحسنات التی تبدو حسنة، ولکن حین نتمعنها نراها لیست عبادة. وعلیه فذنوبنا أکثر من حسناتنا.
سؤال: ما هدف أمیر المؤمنین(علیه السلام) من هذه العبارات؟
الجواب: الهدف هو أن لا نمنّ على الله بعبادتنا وطاعتنا، بل لابدّ أن نرى أنفسنا مدینین لله دائماً ونفکر فی التعویض. وأحد أسرار التکامل أن یرى الإنسان نفسه ناقصاً. فذلک الذی یرى نفسه کاملاً فهذه بدایة بؤسه وتوقفه.
قبسات من السيرة العلوية
قال الإمام علی(علیه السلام):
«یا کمیل إنّ ذنوبک أکثر من حسناتک، وغفلتک أکثر من ذکرک، ونعم الله أکثر من عملک»
الشرح والتفسیر
لابدّ من الإلتفات إلى الأمور التالیة فی تفسیر العبارات الثلاث:
1. إنّ نعم الله أکثر من قدرة الشکر لدى الناس مطلب واضح وبدیهى. على سبیل المثال لو سلبت من الإنسان النعمة الفضیلة للعین فأیة مصیبة ستحل! فهل سیکون الإنسان قادراً لو أدى شکر هذه النعمة فقط إلى آخر عمره؟ هنالک عین فیاضة فی عین الإنسان تجعل سطح العین رطباً على الدوام ولولاها لآذت الأجفان العین وتذهب ببصره خلال مدّة قصیرة، وهناک مادة فی العین تمتصّ دمع العین ولولاها لکان الإنسان باکیاً دائماً! أو لیست هذه نعم إلهیّة عظیمة؟ترى ماذا سیحدث لولاهما (العین الفیاضة ومادة امتصاص دمع العین)؟ أحیاناً لدینا النعم التی لا نتوجه إلیها طیلة الحیاة، حقاً إنّ نعم الله أکثر من قدرة شکرنا نحن البشر.
2. أمّا العبارة الثانیة: «وغفلتک أکثر من ذکرک» فیمکننا تصدیقها بحساب بسیط. کم نذکرالله کل یوم ولیلة؟ کم تستغرق جمیع صلواتنا الیومیة؟ ما مدى ذکرنا لله خلال المدة التی نقف فیها للصلاة؟ نعم، أولیاء الله یذکرون الله حتى فی المنام، إلاّ أنّ هؤلاء لا یجاوز عددهم أصابع الید، والنتیجة فإنّ مدّة الغفلة عن ذکر الله أکثر من مدّة حضور القلب.
3. أما العبارة الثالثة: «إنّ ذنوبک أکثر من حسناتک» تتضح أیضاً بقلیل من التفکیر. للأسف إننا لا نرى أغلب ذنوبنا ذنوباً! فالکذب والتهمة والغیبة والجحود وبث الشائعات وخلقها والسخریة من الآخرین وما شابه ذلک، أو بعض الأعمال التی لا تتناسب مع شأن الإنسان لکننا نأتی بها! ککثرة الکلام والصلاة دون حضور القلب والصلاة التی نشک فی الثالثة والرابعة والخامسة وهدر الوقت وأمثال ذلک. وأحیاناً نفعل بعض الحسنات التی تبدو حسنة، ولکن حین نتمعنها نراها لیست عبادة. وعلیه فذنوبنا أکثر من حسناتنا.
سؤال: ما هدف أمیر المؤمنین(علیه السلام) من هذه العبارات؟
الجواب: الهدف هو أن لا نمنّ على الله بعبادتنا وطاعتنا، بل لابدّ أن نرى أنفسنا مدینین لله دائماً ونفکر فی التعویض. وأحد أسرار التکامل أن یرى الإنسان نفسه ناقصاً. فذلک الذی یرى نفسه کاملاً فهذه بدایة بؤسه وتوقفه.
قبسات من السيرة العلوية
