اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية التشيع والانتقال الى مذهب الحق
كنت أتواجد في غرفة الحق واستمع إلى الحاج وعد ،، وأيضا شيخ عراقي نسيت اسمه ،، كنت استمتع بالاستماع إليهما ،، وكذلك الشيخ أسد الحق علي في غرفة الثقلين ،، والشيخ هادي ،، والشاعر حفظهم الله
كما أوذيت في غرف السنة ،، أيضا أوذيت بغرف الشيعة لكني لا ألومهم لأنهم لا يعرفوني إني ابحث عن طريق الحق وأنا علمي بسيط وكذلك لغتي العربية بسيطة فيكون تعبيري عن أسئلتي ركيكا ،، وقد يكون السؤال عندهم لا معنى له لكنه عندي له أهمية كبيرة ،، غير ذلك كان البعض يستخدم التقية فتكون أجابته غير صحيحة ،،
ولا أجرأ أن اسأل أحيانا لأني أخاف أن لا اعرف أن أصيغ السؤال فيكتشفون هويتي أو يظنون بي ظن السوء ،، الحيرة هي أن الكتب القليلة المترجمة للغة الانجليزية لا تكفى ،، وأيضا لا افهم اللغة العربية كثيرا ولا اعرف عمقها ولا استطيع أن اسأل فتكون اسألني البسيطة مثار لدهشتهم واستغرابهم فآثرت السكوت والاستماع فقط شيئا افهمه وشيئا لا افهمه واستمر الحال أشهر ،
أول كتاب قرأته بطلب من الشيخ مهدي هو كتاب ثم اهتديت للدكتور محمد التيجاني السماوي الذي أحدث أكبر هزة في داخلي .. شعرت كأنني أنا هو وأنني أقوم بهذه الرحلة للوصول إلى الحقيقة وبكل الصراعات بداخلي بين الشك والحقيقة .. هذا الكتاب لم يرد على أسئلتي .. بل فتح لي باب من الإشكالات لم أكن اعرفها أصلا ورد عليها واشبع فضولي وعقلي وروحي لتستنير بنور الحقيقة لأنني أنا أصلا حديثة العهد بالدين الإسلامي
وهذه الأمور لم تكن معروفة لدي فشعرت وكأنني مولود جديد لم ير النور إلا الآن..أعدت قراءة الكتاب مرة أخرى كأنني أريد أن أحفظ كل كلمة به..
أين عمالقة الدين الذين بت أراهم أقزاما عندي .. تشمئز نفسي منهم (فالأول يقول عندما حضرته الوفاة لما نظر إلى طائر على شجرة :طوبى لك يا طائر تأكل الثمر وتقع على الشجر وما من حساب ولا عقاب عليك لوددت أني شجرة على جانب الطريق مر علي جمل فأكلني وأخرجني بعرة ولم أكن من البشر.)
أهذا خليفة المسلمين .. أهذا خليفة رسول الله ...
( والثاني يقول عندما حضرته الوفاة : ليتني كنت كبش أهلي يسمونني ما بدا لهم حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء وقطعوني قديدا ثم أكلوني وأخرجوني عذرة ولم أكن بشرا.)
أهؤلاء من يقول الله سبحانه وتعالى عنهم : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
أهؤلاء يتقدمون على أمير المؤمنين عندما قال حينما حضرته الوفاة فزت ورب الكعبة .. السلام عليك يا أمير المؤمنين ..
قرأت كتاب لأكون مع الصادقين .. والشيعة هم أهل السنة .. فاسألوا أهل الذكر .. واتقوا الله للدكتور التيجاني ..
وأيضا كتاب المراجعات .. والعديد من الكتب ...
وبقدر ما فهمت منها شعرت ببدء التغير في داخلي ،،،
ولكن أكثر كتاب أثر بي هو كتاب ليالي بشاور ،كان أسلوبه سلسا بسيطا قرأته بيومين فقط ولم اتركه من يدي حتى انتهيت منه وبعد الانتهاء منه مباشرة أعدت قراءته مرة أخرى حتى افهمه أكثر ،، وكنت اشعر بلذة الانتصار والسعادة وأنا أرى السيد محمد الموسوي سلطان الواعظين كيف يرد على اسأله علماء السنة ورغم أني احتاج للتأني كثيرا لأفهم بعض الأمور الصعبة وأدونها لأسأل فيها في الغرف الشيعية ،،
وبعدها وخلال شهر رمضان رأيت في منامي أن جمع غفير من الناس كأنه موسم الحج وكل الناس تستعد لصلاة المغرب جماعة حيث سيؤمهم بالصلاة رسول الله والأمام علي عليهما أفضل الصلاة والسلام والكل يتزاحم على مكان الماء للوضوء ،، وأسرعت أحاول الوضوء لأنظم إليهم فلم استطع ، وحاولت أن أصل إلى الماء دون جدوى فجلست على الأرض ابكي وأنا أرى الناس تصطف للصلاة وأنا لم أتوضأ بعد ،،
وبينما أنا في حيرتي وحزني وبكائي إذ اقبل علي اثنان رفعت راسي إليهما كانا رسول الله والأمام علي عليهما السلام فدعواني أن اتبعهما فتبعتهما ودخلا حجرة من الطين نورها خافت ودخلت معهما فتوضئا من إناء ماء وتوضأت خلفهما من بقايا الماء في نفس الإناء وخرجت معهما للصلاة.
عندما استيقظت من منامي أول ما فعلته أن دخلت البالتوك أبحث عن الشيخ مهدي وعندما رأيته فاجأته بطلب لم يتوقعه :
شيخ مهدي هل لك أن تعلمني وضوء الشيعة وصلاتهم ،،،
فرح الشيخ فرحا كبيرا ،، وكرر قوله هل أنت متأكدة ؟؟؟
قلت نعم متأكدة ...
بل كلي يقين بأني أسير بالطريق الصحيح ،،
يقين بان المذهب الحق هو مذهب محمد وآل محمد ،، وأن أمير المؤمنين والأئمة المعصومين هم من بعده وأنهم أحق بالخلافة من غيرهم ،،
وأن نورهم يشع في قلبي وعقلي ،،واني بحمايتهم وتحت أنظارهم ،،
تشيعت بإرادتي ،، تشيعت باختياري ،، تشيعت وأنا لم أتجاوز السادسة عشر من عمري ،، وركبت سفينة النجاة .
لم اشعر إني لم أكن شيعية أصلا .. بل أنا شيعية موالية من عالم الذر.
استمر معي الشيخ ثلاث شهور فقط ،،
لكن كان لابد من أن ابتعد وأغير الاسم الذي ادخل به
حتى لا اسبب له أي متاعب أو أذى ولا أقابل إحسانه لي بالإساءة
جاء شهر محرم الحرام وقررت أن أجازف بالذهاب للحسينية وكانت هي أول مرة أجازف أن افعل ذلك ،، فكرت كيف اذهب بمفردي ومن سيأخذني وماذا افعل حتى لا يكتشف أمري سواء من أهلي ، وسواء للشيعة أنفسهم هل سيلاحظون شيئا هل فعلا أنا سأكون مختلفة عنهم ،، لا أدري ،،،
لكني سأذهب بكل الأحوال ،،بقى أن أفكر بالكيفية ،،
لابد أن أجد أحد يأخذني ،، هل هي صديقتي بدور الشيعية والتي لا تعرف أي شي عن تشيعي وعن ظروف حياتي ،، فقط تعرف أني سنية ،، لكن بدور لا أضنها ستحفظ سري ،،رغم حبي وصداقتي القوية لها فهي من النوع البسيط الساذج .
ليندا ،، نعم ليندا مدرستي ربما هي الأفضل فهي مدرسة مادة الكيمياء أمريكية الأصل وتحبني جدا لأنها تعرف بعض ظروف حياتي وتعاطفت معي وهي اقرب صديقة لي رغم أنها اكبر مني بعشرين عاما ،، لكن هي الأقرب لي ،،
ذهبت لها خلال فترة الاستراحة وقلت لها أنا أريدك منك خدمة قالت ضاحكة خدمة مرة واحدة ،، قلت : نعم وأنا خدمتك كثيرا ،، وأريد المقابل الآن ،، طبعا كلامي معها من باب المزح والعلاقة القوية بيننا ،،
أخبرتها برغبتي ،، أعجبتها الفكرة وتحمست لها واعتبرته شي مسلي وطلبت منها أن تلبس حجاب اسود الذي سأحضره لها وتلبس ملابس سوداء وتأتي لتأخذني بسيارتها اليوم من بيتي وحددت لها الموعد ،،
وصلنا للحسينية ،، حسينية الأمام الحسين القريبة من المدرسة قبل الموعد بكثير لكن المكان مليء بالناس يفترشون الساحة الكبيرة أمام الحسينية وشاشة عملاقة تطل على الساحة والقارئ يقرأ بعض الأدعية بانتظار الشيخ ...
طلبت من ليندا أن نبقى بالسيارة ونستمع للمحاضرة بدون أن ننزل لأني شعرت بالخوف قليلا ،،
قبل أن يبدأ الشيخ بمحاضرته اقترب من السيارة طفل صغير يحمل بيده بعض الطعام وقدمه لنا ،، لم افهم ،، ولكن مددت يدي وأخذته منه وعندما أوشك أن يبتعد سألته لم توزع على الناس هذا الطعام قال انه طعام العباس عليه السلام ،، شعرت بشي رهيب هز كل كياني وجسمي كله يرتجف ،، ورفعته لفمي أريد أن آكل منه وشعرت بالغصة والدموع تتساقط بغزارة عليه ،، وخافت ليندا علي وهي تسمع شهقاتي المخنوقة
شعور غريب وإحساس لا استطيع وصفه ،، كأن العباس عليه السلام هو من أعطاني هذا الخبز ،، واستمر بكائي وأنا أتناول الخبز بلقيمات صغيرة جدا كأني خائفة عليه ،،
بدأ السيد ليث الموسوي بمحاضرته الجميلة كنت استمع له وقد شدني بكل كلمة يقولها ما أجمل كلامه ،، وما أقرب كلامه للقلب.
في ليلة العاشر قررت الذهاب مرة أخرى لكن قررت أن أجازف بالنزول واجلس مع النساء رغم شعوري بالخوف والتوتر ،، ليندا ستوصلني فقط وستذهب وتعود لأخذي بعد انتهاء المحاضرة هكذا كان الاتفاق ،،
نزلت بخوف وكأني اشعر أن الكل ينظر لي ولكن استمريت بالسير حتى وصلت إلى المكان المخصص للنساء فجلست ليس ببعيد عنهم ،،
بدأ الخوف يزول تدريجيا بعدما شعرت أن ليس هناك ما يدعو للخوف ،، فقد ألفت المكان ،، والجميع منشغل ولا يشعر بي ،
كان مازال هناك حوالي نص ساعة لتبدأ المحاضرة لكن حدث شيئا غريبا لم أجد له أي تفسير حتى الآن ،،
رأيت امرأة قادمة نحوي ورغم أنها تخفى وجهها بعباءتها إلا أن عيونها تنظر لي بتركيز ،، بادلتها نظراتها
الغريب بالأمر هو أنها جلست في مقابلي وجهها لي وليس باتجاه جلوس النساء نحو الشاشة بل جلست وظهرها للشاشة ،، أثار الأمر استغرابي قليلا ،، لكن سرعان ما زاد استغرابي ودهشتي أكثر عندما بدت لي ملابسها تحت العباءة كلها بيضاء بعكس جميع النساء يرتدين السواد خصوصا ليلة العاشر من محرم ،، والأغرب من كل هذا أنها بمجرد جلوسها أخذت بالبكاء والنحيب بأنين يقطع القلب ،، والجميع مازال لاه يتحدث لان المحاضرة لم تبدأ إلا هذه المرأة التي تبكي بحرقة وزاد فضولي وارتباكي اذ كانت تنظر لي من خلف العباءة ،، وجهها مألوف لي لكني اشعر بشعور غريب قد يكون مزيج من الارتياح والاستغراب بدأت المحاضرة وهي مستمرة في البكاء ومستمرة في النظر لي انتهت المحاضرة قامت المرأة من مكانها ، وقررت بدون وعي أن اتبعها ولا أدري لماذا ،،
تبعتها ،، وهي رأتني اتبعها ومشت بسرعة وأسرعت أنا أيضا إلى أن وصلت المرأة لبراد الماء المجاور لجدار الحسينية أسرعت أكثر حتى لا افقدها من شدة الزحام مالت باتجاه البراد ووصلت أنا للبراد
لكن اختفت المرأة وليس سوى الجدار وكيف اختفت إذ من المستحيل أن افقدها لان البراد خلفه الجدار أين تكون اختفت وكيف !!!!
اللهم ثبتني على دينك حتى ألقاك ...
تم الموضوع بحمدلله ..مركز المستبصرين ..