اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

اليوسفيون قادمون (3)

روضة تهتم بـ المعارف القرآنية، الفضائل، التفسير، القصص

المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
هدية فاطمة (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 30276
اشترك في: الخميس أكتوبر 15, 2009 6:31 pm

اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة هدية فاطمة (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رجال الله والوعد الصادق
تمهيد:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ«10» تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ«11» يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ«12» وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ«13» ﴾ [سورة الصف: 10-13].

تحمل آيات القرآن البشارة بالفوز والظفر لمن انشغل بالتجارة مع الله الكريم، وهذه قصة يوسف الصديق أنموذجاً صارخاً لهذه البشارة، فمن خاف أن يخلف الله وعده – وحاشاه ربي وتعالى عن ذلك علواً كبيراً – فلينظر لهذه القصة الزاهية البراقة في الشكل والمضمون، في العرض والتصوير، وكذا في الأغراض السامية الرفيعة التي تشد العزم للمضي قدماً في طريق السير مع الله، فإنّ الله يصرح في كتابه:﴿ … وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم:47]، وفي آية كريمة أخرى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد:7].
يواصل يعقوب النبي تفسير الرؤيا التي حكاها لابنه «يوسف»، فيضيف تنبؤاً غاية في الأسرية والأهمية؛ ليفصح لابنه حقيقة ما سيؤول إليه أمره في المستقبل القريب، وهذا ليس كشفاً بالفال ولا قراءة في فنجان أو كف، بل هي حقيقة من ذي علم: ﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ «6»﴾ [سورة يوسف: 6].

إن إخلاص يوسف لله «عز وجل» صيره أن يصل إلى مرتبة سامية هي مرتبة «الاجتباء» بل وإن الله سيتم على هذه الذرية اليعقوبية بالخليفة المنتظر وهو: يوسف الصّدّيق ويزيد من عطائه ليعلمه «تأويل الأحاديث» ويبالغ في النعمة عليه، فرغم كل البلاءات والعقبات التي امتحن الله بها إخلاص يوسف وعبوديته وصبره، إلا أن الله في الأخير، يكرمه بالخلاص والظفر، شيئاً فشيءً؛ وحتى يدرك «اليوسفيون القادمون» تلك الرعاية التي يحضاها كل من سار على ذات الطريق، نتتبع هذه المحطات الرائعة، ولنتأمل كيف أن الله يفي بوعده لعباده؟، وفي نبيه الصّدّيق أكبر الأثر:

1- البئر رحمة:
الحسد يفرغ أطنان غيظه في رؤوس إخوته لم يكن الشيطان بعيداً عن مسرح الحكاية حتى طاوعت لهم أنفسهم قتل أخيهم - كما فعل قابيل- إذ قال أحدهم:﴿ اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ… ﴾ [سورة يوسف: 9]. وهذا الجرم العظيم سيدهن – لاشك - بالتوبة بعدها إذ قال معللاً: ﴿ …وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ ﴾[سورة يوسف: 9].
كان الإنقاذ بالتدرج، حيث تكلم آخر ليهون هذه الحدة في التخلص: ﴿ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴾[سورة يوسف: 10]. فالهدف هو التخلص منه لا الخلاص منه ويكون ذلك في احتجازه في الجب الذي كان له رحمة من القتل والهلاك. ومن ثم «الترحيل» وعليه وقع الاختيار.

2- رحلة الملك:
لم يكن في الحسبان أن تمر القافلة من ذلك البئر، إلا أن الله أراد ذلك، ﴿ وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾[سورة يوسف: 19]. وهنا تبدأ هذه الرحلة التي لم يدفع فيها درهماً واحداً لهم، وإن كان الظاهر فيها أنهم يسوقون عبداً ﴿ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ﴾[سورة يوسف: 20].، إلا أن الله يخبأ له مشهداً لآخر في نهاية المطاف. ورغم الوحشة التي كان يعانيها في ذلك الجب المظلم، إلا أن الله يفي له بالخلاص، وكاللؤلؤة من الصدف استخرجوه ليحصدوا منه ما يحصد الصياد قبالة اللؤلؤة.. وإن كان هو الأنفس!

3- ولا يغيب الشاهد:
وحتى في قصر العزيز ما كانت تلك الابتلاء والبلاءات لتفر عنه ، إذ كان هذا العارض من أعظم ما مرّ عليه: ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ… ﴾[سورة يوسف: 23]. لم يكن الموضوع باباً واحداً بل «أبواب» كثيرة قيل أنها سبعة. ثم أنها لم تغلق الأبواب فقط، بل «غلَّقت» على وزن صيغة المبالغة «فعَّل» أيّ مبالغة في أحكام الإغلاق لتطمئنه، وأضافت عبارة «هيت لك»؛ لكن الله صرف عنه هذا البلاء العظيم ﴿ …كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾[سورة يوسف: 24]. والآية لم تقل:«لنصرفه عن السوء»، بل قالت:«لنصرف عنه السوء» وهذا يدلل على عصمته وإنّه «حتى» لم يفكر في المعصية أو يميل نفسياً لهذا السوء وهذه الفاحشة، ثم أن الله يصفه بكونه من «عبادنا المُخْلَصين» بفتح اللام وهي درجة أرفع من «المخلِصين» بكسر اللام، لكون أن العناية الإلهية اختصته بهذا الاستخلاص الكريم، وفي اللغة تكون الأولى بفتح اللام اسم مفعول: «أي الذي استخلصه الله تبارك وتعالى ولنفسه». والثانية بكسر اللام اسم فاعل «أي جمع مخلص وهو الذي أخلص عبادته لله تعالى» والفرق جلي بين الاثنين كما أشرنا سابقاً.
وبعد أن تفتحت الأبواب له ونفذ بجلده، ارتطما في سباقهما بالعزيز، فألقت الاتهام عليه فوراً وبدون تردد، إذ قالت: ﴿ … مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[سورة يوسف: 25].
إلا أن التبرئة السماوية أدركته:
وتشمل فيها نقاط:
1- أن الشاهد لم يكون بالغاً بل كان«طفلاً رضيعاً» وهذه معجزة شاهرة كانت هي الأوقع..
2- «أنه من أهل غريمته زليخا» وليس من أهل يوسف حتى لا تخدش ويطعن في الشاهد..
3- «النطق بالحكمة والقول الفصل» وهو أحد الاحتمالين والنتيجتين:
إن كان قميصه قد من قُبُلٍ.. النتيجة: ﴿ فصدقت وهو من الكاذبين ﴾.
وإن كان قميصه قد من دبر.. النتيجة: ﴿ فكذبت وهو من الصادقين ﴾.
ولما تبين للعزيز من القميص خطأ زوجته طلب منه التكتم والإعراض عن هذه الفضيحة.

4- الهروب إلى السجن:
غير أنها لم تكتفي بالفضيحة تلك، لكونه قد شغفها حباً.. حتى أنها جهرت أمام صويحباتها «النساء» بتصميمها بل جرأة، ﴿ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾[سورة يوسف: 32].
«وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ» النتيجة: «لَيُسْجَنَنَّ» يرى بعض النحاة أن هنا تشمل توكيدين.. فالأول: بـاللام ونون التوكيد الثقيلة في «ليسجننّ»، والثاني: في اللام ونون التوكيد الخفيفة في «ليكونن» ومنه يتضح لنا أنّ حرصها على سجنه أكبر من حرصها على إذلاله ، وكان لها ما أرادت، وكان «هو» له ما أراد أيضاً في الهروب من كيدهن إلى السجن ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾[سورة يوسف: 34].

5- وحصحص الظفر:
قد تتوفر أسباب الخلاص، إلا أنها قد تكون منفذ لدخول الشيطان وتزيد من أغلال الاحتباس وعدم الفرج إذا كان فيها رائحة الطلب من غير الله سبحانه وتعالى.
بين جنبات السجن وأذرعه القاسية يتحدث يوسف في الكشف عن رؤيا منام السجينين﴿ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ… ﴾[سورة يوسف: 42]. النتيجة:﴿ …فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ… ﴾ [سورة يوسف: 42]. + ﴿ …فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ﴾[سورة يوسف: 42]. «زيادة على الزمن المقرر له من قبل ربه»، ثم عفا عنه الله وجعل «الادكار» طريقاً لخلاصه عبر تأويل رؤيا الحاكم.. ولكنه في هذه المرّة يسلك طريقاً آخراً عجيباً هو:
1- أنه أجاب عن الرؤيا دون أي مقابل «لم يستغل الموقف، فأهمله» وهذا يدل على حقيقة الإيمان بالله وأنّ تعلقه بالله وحده لا بسواه.. فهو زاهد بما في أيدي الناس، ومتعلق بما في يد الله وحده دون سواه..
2- وحتى لما غابت الفرصة الأولى، سنحت له فرصة ثانية أبلغ من الأولى، وهي حينما طلب الملك نفسه أن يؤتى به من السجن، رفض يوسف هذا العرض السخي الذي يتمناه كل سجين، إنّه لا يريد الخروج الرخيص، الذي سيلحق به العار، بل يريد أن يخرج خروج المظلوم المنتصر «المثبتة براءته» أو يفنى شامخاً في زنزانة حريته؛ لذا قال يوسف إلى الرسول كلمة:«ارجع» بما تحمل من قمة في الزهد والانصراف عن الدنيا وبما في أيدي الناس وإن كان ذلك الرجاء من الملك!!، هكذا قالها ولن يخشى أن تفوته أيّ فرصة، لكونه تعلم الدرس الأعظم، وهو: ما يريده الله هو الكائن، وما عداه فلا.. وهو الذي يرضى بما يرضيه وإن كان سجناً أو هلاكاً لآخر العمر، ولسان حاله يقول: " إن كان هذا يرضيك، فخذ حتى ترضى"، ومن هنا نتعلم درس «التسليم» والانقياد المطلق للباري عز وجل..
﴿ …فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ… ﴾[سورة يوسف: 50]. ثم أضاف:﴿ …إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ﴾[سورة يوسف: 50].
وكانت الإجابة على السؤال كالتالي:
1- النسوة: ﴿ …قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ… ﴾[سورة يوسف: 51].
2- المدعية: ﴿ … قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ… ﴾[سورة يوسف: 51]. وهذا اعتراف صارخ، أردفت بعده: ﴿ …وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ ﴾[سورة يوسف: 51].

6- ليكون مليكاً:
كل من لقي يوسف أحب أن يستخلصه لنفسه: " أبوه، عمته، العزيز، زليخا، والحاكم، و…، حتى أنّ الله استخلصه لنفسه وجعله مخلّصاً كما ذكرنا"، وهذا ديدن المؤمن محبوب في كل زمان ومكان:﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي… ﴾[سورة يوسف: 54]. وأضاف:﴿ … فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ﴾[سورة يوسف: 54]. وفي هذه اللحظات تتحول عبودية يوسف إلى الملوكية، حينما انتهز الموقف لما فيه صلاح العالم وليس لنفسه " الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله"؛ لذا﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾[سورة يوسف: 55].
﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾[سورة يوسف: 56]. وهذا هو الوعد القاطع..

7- لقاء الأحبة:
البداية مع بنيامين، الذي قطفه باستخدام مكيدة عمته «فائقة» التي قنصته بها أيام الصغر، وهي الاتهام بالسرقة ﴿ … كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ… ﴾[سورة يوسف: 76]. وكان بنيامين هو صنارة الصيد التي واصل بها يوسف لعب مؤامرته الذكية، ثم لم يحب أن يشق على أخوته، فكشف اللثام عن هويته بحوارية مرحة وجميلة، تنم عن روحه الجميلة والمبدعة:﴿ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ «88» قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ «89» قَالُوا أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ «90» قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ «91» قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ «92»اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ «93» ﴾[سورة يوسف:88-93].

موجة هائلة من العطف في صدره الكبير يعصفنا بها ويغرقنا – جميعاً - بغلالتها الصافية، مشفوعة بموجة أخرى من الدموع تخالجنا ونحن نرى هذا العمق العظيم والمنبع الكبير..

هكذا رجال الله.. يسيرون والعفو جنباً إلى جنب.. ولن يفترقا البتة..
هكذا هو العطاء الرباني والوعد الإلهي الصادق..
هكذا – دائماً - ختام العطاء الثر..
وهنا قريباً سنجد أولئك القادمون الذين يحملون مشعل يوسف الصّدّيق..
فهم يوقنون بما يعد.. وسيصلون حتماً لهذا العالم.. فالأرض لا تخلوا منهم!

تم الموضوع والحمدلله ..كتبهاعبد العزيز آل زايد
صورة
صورة العضو الرمزية
يا رقية أغيثيني
مشاركات: 7616
اشترك في: السبت إبريل 07, 2012 2:48 pm

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة يا رقية أغيثيني »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شكراً لكِ أختي العزيزة على الطرح المبارك ، و جعله الله في ميزان حسناتكِ .

موفقه يارب .
اللهم شافي والدي و ألبسهُ ثوب الصحة و العافية بحق مريض كربلاء
صورة العضو الرمزية
هدية فاطمة (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 30276
اشترك في: الخميس أكتوبر 15, 2009 6:31 pm

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة هدية فاطمة (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور الطيب أختي العزيزة يا رقية أغيثيني بارك الله فيكِ يا هلا ومرحبــــاً بتواجدكِ


" الإنسان الغارق في جمال الله عز وجل مهما تأتيه صفعة من الإبتلاء فإنه يزداد ذوباناً في الله ويستغرقه عشقه. "
صورة
صورة العضو الرمزية
ناصرة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 26879
اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
مكان: بين الرياحين

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة ناصرة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ربي يجزاك خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح الجميل المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم وينور قلوبكم بنور آيات القرآن العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صورة العضو الرمزية
هدية فاطمة (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 30276
اشترك في: الخميس أكتوبر 15, 2009 6:31 pm

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة هدية فاطمة (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور الطيب أختي العزيزة ناصرة الزهراء بارك الله فيكِ يا هلا ومرحبــــاً بتواجدكِ


قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة
صورة
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جَزَاكُم الْلَّه كُل خَيْر
رَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم
و جَعَلَه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِكُم

دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق شَهِيْد كَرْبُلْاءَ(ع)

نسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
هدية فاطمة (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 30276
اشترك في: الخميس أكتوبر 15, 2009 6:31 pm

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة هدية فاطمة (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور الطيب أختي العزيزة دماء الزهراء بارك الله فيكِ يا هلا ومرحبـــا بتواجدكِ


۩ يا من لا شبيه له ولا مثال,أنت لا الله لاإله إلا أنت ولا خالق إلا أنت تفني المخلوقين وتبقى أنت حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك ۩
صورة
صورة العضو الرمزية
سيماء - الزهراء
مشاركات: 10548
اشترك في: الجمعة مايو 04, 2012 7:14 am

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة سيماء - الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل
بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة


اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني
صورة العضو الرمزية
هدية فاطمة (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 30276
اشترك في: الخميس أكتوبر 15, 2009 6:31 pm

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة هدية فاطمة (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور الطيب أختي العزيزة فاطمة سراج الدين بارك الله فيكِ يا هلا ومرحبـــا بتواجدكِ


۩ عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: روضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة، فإن العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم ۩
صورة
صورة العضو الرمزية
الفردوس المحمدي
نائب المدير الإداري
مشاركات: 15015
اشترك في: الاثنين سبتمبر 13, 2010 9:00 pm
مكان: مع محمد وآل محمد (عليهم السلام)

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة الفردوس المحمدي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركِ جـزيل الشكر على هذا الطرح الرآئع
دائماً متميزة في انتقآئكِ المواضيع القيمة والمفيدة
الله يعطيكِ ألف عــآفية
إلى مزيد من التألق والإبداع

في رعاية البـاري وحفظه
إلهي ... أنت كما أحب فاجعلني كما تحب
صورة العضو الرمزية
هدية فاطمة (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 30276
اشترك في: الخميس أكتوبر 15, 2009 6:31 pm

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة هدية فاطمة (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور الطيب أختي العزيزة الفردوس المحمدي بارك الله فيكِ يا هلا ومرحبـــا بتواجدكِ


قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: من استخف بالعلماء خسر الدين ، و من استخف بالأمراء خسر الدنيا ، و من استخف بالميزان خسر المنافع
صورة
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
واللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم وظالميهم أجمعين

مشكورة اختي الكريمة على الطرح
الله يعطيكِ العافية
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
هدية فاطمة (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 30276
اشترك في: الخميس أكتوبر 15, 2009 6:31 pm

Re: اليوسفيون قادمون (3)

مشاركة بواسطة هدية فاطمة (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على المرور الطيب أختي العزيزة عشقي الابدي هو الله بارك الله فيكِ يا هلا ومرحبـــا بتواجدكِ

قال الإمام علي الرضا عليه السلام : الإيمان أربعة أركان التوكل على الله والرضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله والتفويض إلى الله
صورة

العودة إلى ”روضــة الــنـفـحـات الـقـرآنـيـة“