المشرف: المعلم
وهي على علم بذلك .
الحكيمي كتب:عفوا أستاذي العزيز قرات ما كتب في الموضوع الأول والآن انتبهت لما أرشدوني أشكركم سوف ابتدئ بإذن الله قريبا
الحكيمي كتب:سؤال أخير وهو من ضمن الأعمال هو أني اقرأ زيارة عاشورا أنا سوف أقوم في هذه الأعمال هذا الأسبوع وسوف يصادف يوم العيد هل يجوز قرأة الزيارة في هذه الأيام وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيماَلْمُعَلِّـمْ كتب:بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
ابنتـي الجليلة : سمو الزهراء
ان كنتِ مع طلبة المدرسة بخير فنحن بخير ؛ أما مساعدتكم فنسأل الباري عزوجل أن يوفقنا ويسددنا لخدمتك وخدمة جميع المؤمنين والمؤمنات
ابنتـي يقول حبيب قلوب الصادقين في محكم كتابه العزيز {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}
أنت بفضل الله تعالى ذات ايمان وتقوى وصلاح والله أعلم فلا يساورك الشك واليأس والإحباط فكلها عمل من الشيطان عليه اللعنة أجارنا الله واياكم من شره ووسوته..
كنا يابنتي بفضل الله تعالى ندرك ما يكنه قلبك من هموم وغموم ومايعتصره من آلام وما يتجرعه من غصص منذُ بدء مشوارك معنا بالمدرسة الفاطمية فتارة تقابليها بصبر وتارة بضجر؛ وكثيرا ماكنا نتطرق لسحابة الهموم والغموم التي أمطرت بوابلها على قلبكم الطاهر فأغرقته بالكآبة بدون أن تبوحِ شيئا منها في بيان أحوالك ومرارا وتكرارا كنا نوصيك بأن لا تستسلمي لهذا الحزن ولا تسمحي له ان يأخذ منك مأخذه مهما كان الأمر ؛ بل ليكن هناك ابتهال وتضرع للباري عز وجل تسألين فيه عن ساعة الفرج بيقين وبصبر جميل؛ فـ لما أفسحت المجال للشيطان اللعين الذي يتربص بك الدوائر المجال للعبث بك ..؟!!
وأن يحيطك بأسوار اليأس !!
المؤمن يابنتـي يعلم بأن الإرادة الإلهية فوق كل شيءٍ فلا يفقد أمله ولا يصاب باليأس والقنوط بل يكن مترقبا بيقين وبصبر جميل --->للوعد الإلهي ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ روي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أنه قال (واعلم أنَّ مع العسر يسراً، وأنَّ مع الصبر النَّصر، وأنَّ الفرج مع الكرب )
وروي عن مولانا أمير المؤمنين وسيد العارفين علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه أنه قال {ما أعدم الصبور الظفر، وان طال به الزمان} لماذا يا أمير المؤمنين؟ وذلك لـ {ان الله مع الصابرين} ومن كان الله معه، لن يعدم الظفر لأن رب العزة لا يخذل عبده، قد يطول انتظاره قبل ان يرى الظفر، ولكن لن يعدمه، لأن الله تعالى لن يخلف وعده.
لنتأمل الآن يابنتي معا ونتدبر في هذه القصة التي يذكرها لنا التاريخ ---> (( أن امرأة من بني اسرائيل ذبح فرعون ابنها الوحيد في حملة القتل والذبح التي نفذها بحق كل مولود جديد يولد في بني اسرائيل، فدعت المرأة الثكلى بابنها، الله عز وجل ان يهلك فرعون وجنوده.
ومرت الأيام والسنين وهي تنتظر نتيجة دعاءها بفرعون، وفي ذهنها قول الله عز وجل {ادعوني استجب لكم}.
وفي يوم من الايام، وفيما هي جالسة على جرف نهر النيل تغسل ملابسها، مر من امامها جسد فرعون طافيا على الماء بعد ان اهلكه الله تعالى.
وما ان وقع نظرها عليه، سمعت نداءا من السماء يقول {انا من المجرمين منتقمون} فعلمت ان ما تراه بأم عينيها هو نتيجة دعائها، وانه حقيقة وليس وهما او خيال، فتيقنت بأن الله تعالى كان قد سمع الدعاء، وهو إن أخر الاجابة، فلن يهملها ابدا، إن عاجلا أم آجلا ))
اذا علينا أن لا نسمح لليأس أن يدخل إلى قلوبنا ويفقدنا الثِّقة بالله تعالى بل نصبر الصبر الجميل ونكثر من الإستغفار فـ ( مَنْ أْكثر الإستغفار جعل الله له من كلِّ همٍّ فرجاً ومن كلِّ ضيق مخرجاً )صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وليكن شعارنا الدائم {{ولعلَّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الاُمور}}
ولنتأمل ايضا في مفردات هذا الموضوع --->http://alfatimi.org/php/viewtopic.php?f=10&t=129710 (وإن سبق قراءته) فأرجوا ان تعاد القراءة مرة اخرى بتأني وتدبر وبعد الإنتهاء من قراءة الموضوع نكمل قراءة ماتبقى من حديث المعلم هنا ..
أما بخصوص من ظلمك ومن أساء لك من أفراد أسرتك الجليلة بجهله فـ اتخذي من العفو والصفح الجميل منهاج لك وعليك التزام بالصبر والمداراة المقترن بالمحبّة وحسن الخلق والتأسف على حالهم و ليكن موقفك موقف اللامبالاة أمام أذاهم وكلماتهم اللامسؤولة ومقاومة الأحداث ومواجهتها بقوة وايمان راسخيين فبـ عفوك وصفحك الجميل عمن ظلمك ومن تعرض لك بإساءة تنالين مرتبة سامية تلك المرتبة هي مقام الأنبياء والأولياء والصلحاء من الناس
ألا تحبين أن تكونين من ضمن هذه الفئة ..؟
ان كنت تحبين ذلك فـ اسعي للوصول لتلك المرتبة بالمقاومة والثبات والإستعانة على مآسي الحياة وبلاياها بالتوكل على الله {ومن يتوكل على الله فهو حسبه } ؛ واتخذي من الإيمان مشكاة تنير قلبك ووجدانك ؛ واجعلي الصبر زينة تتحلين بها ؛ وابشري بالعاقبة الجميلة التي أعدها لك حبيب قلوب الصادقين ولجميع الصابرين ؛ يروى عن مولانا وشفيعنا الإمام الحسن بن علي أمير المؤمنين عن مدينة العلم الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أنه قال : {{ إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى * يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة * فلا يرفع لهم ديوان * ولا ينصب لهم ميزان * يصب عليهم الاجر صبا * وقرء ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) }}
وحينها بمشيئة الله تعالى تجدين الإمدادات الغيبيَّة والمساعدات التي وعد بها الباري عز وجل تنهمر عليك ...
هناك هدية مدخرة لك بمشيئة الله تعالى من المعلم لن يبوح بها الآن ...
انما الآن اولا ينصحك بالتوجه الى الإستشارية القديرة (( تقـوى )) لتساعدك ببعض التمارين لرفع حالة التشاؤم والنظرة السلبية للحياة أخبريها بأنك مرسلة من قبل المعلم مع ابلاغها عنا التحية والسلام المرفق بالدعاء لها بالتوفيق والسداد من ثم اخبريها بمشكلتك هذه وهي ستفهم المطلوب بمشيئة الله تعالى..
أما بخصوص محطة الإستغاثة بمولانا حي الدارين الخضر عليه السلام فيمكنك التوقف والإلتحاق بقافلة (( زاد العاشقين )) على بركة الله تعالى
وهذا ارشاد خاص أنصحك بالمداومة عليه خلال مسيرك في هذه القافلة المباركة مرة واحدة عقب كل صلاة ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِيِنَ) بخضوع وخشوع وتذلل بين يدي الله تعالى وبيقين وبصبر جميل دون كلل أوملل
ربي يرزقكم الدرجات الرفيعة ويجعلكم منارا في سماء الإسلام والمسلمين و يرزقكم برحمته فرجا عاجلا قريبا كلمح من البصر او هو اقرب ويفرح قلبكم مع قوب شيعة امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه و يحفظكم من كل سوء بحقه وبحق محمد وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
المعلم يتمنى أن يرى نتائج وبشارات طيبة بمشيئة الله تعالى في الدروس القادمة
رَزَقَكُمْ اَلْبَارِيْ مِنْ فِيُوْضَاتْ نُوْرِهِ اَلّعَظِيّمَّةَ
وأستغفره من السهو والخطأ ومن الزيادة والنقصان
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
اَلْمُعَلِّــمْ