المسألة:
إطلعت في أكثر من موقع على رواية مفادها: ان إبليس يُحب علياً (ع) وانه إذخر حبه ليوم القيامة وانه يعلم لعلي (ع) إسماً لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم إذخره عنده لينتفع به، فهل هذه الرواية صحيحة؟ وإذا صحت فهل ينفع إبليس حبُ علي (ع)؟
الجواب:
1- الرواية المشار اليها هي: انه رُوي عن امير المومنين (ع): "ان إبليس مر به يوماً فقال له اميرُ المومنين: يا ابا الحارث ما ادخرت لمعادك؟ فقال: حبك، فاذا كان يوم القيامه اخرجتُ ما ادخرتُ من اسمائك التي يعجز عن وصفها واصف، ولك اسمٌ مخفي عن الناس ظاهره عندي، قد رمزه الله في كتابه لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم، فاذا احب الله عبداً كشف الله عن بصيرته وعلمه اياه، فكان ذلك العبد بذلك السر غير الامة حقيقة..."(1).
هذه الرواية ضعيفة جدًا فمضافًا إلى أنَّها مرسلة حيث لم يُذكر لها سنداً فإنَّ مرسلها وهو الحافظ البرسي وإن كان ممدوحاً إلا أنَّه ليس ممن يُعتدُّ بما يتفرَّد به، ولذلك أفاد العلامة المجلسي في الفصل الأول من مقدمة البحار قال: "أو كتاب مشارق الأنوار وكتاب الألفين للحافظ رجب البرسي، ولا أعتمد على ما يتفرَّد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يُوهم الخبط والخلط والارتفاع...."(2)، وقال الحر العاملي (رحمه الله): "إن في كتاب البرسي إفراط، وربما نسب إلى الغلو..."(3).
فالرواية ليست صحيحة ولو صحت جدلاً فإنه لا دلالة فيها على ثبوت ما ادعاه إبليس من حبَّه لعلي بن أبي طالب (ع) بل من المقطوع به أنه كاذب في دعواه لو كان قد صدر منه ذلك، فإن الكذب هو شأنه كما قال الله تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا﴾(4) هذا مضافاً إلى إن إبليس عدو للإنسان كما صرَّح بذلك القرآن الكريم في موارد عديدة قال تعالى: ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾(5) قال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾(6) وقال تعالى: ﴿وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾(7) بل إن عداوة الشيطان للإنسان تشتدُّ كلّما كان الإنسان أكثر قربًا من الله تعالى، لذلك فعداوته للأنبياء والأولياء أشدُّ منها لسائر بني الإنسان.
2- لا ينجيه ذلك من عذاب جهنم، فقد أخبر القرآن الكريم عن أن ذلك هو مصيره يوم القيامة في آيات عديدة منها: قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ / فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ﴾(8).
على أن من المقطوع به أن إبليس لا يُحب عليًا (ع) فقد ثبت عن الفريقين بروايات مستفيضة وفيها ما هو صحيح الإسناد أن عليًا (ع) لا يُحبه كافر جاحد، وليس من أحد أشدُّ كفرًا وجحودًا من إبليس.
فمن هذه الروايات ما ورد عن علي (ع) أنه قال: قضاء مقضي على لسان النبي الأمي: "أنه لا يبغضنك يا علي مؤمن ولا يُحبك كافر، وقد خاب من افترى"(9).
ومنها: ما رواه أحمد في المسند بسنده عن مساور الحميري عن امه قالت: سمعت ام سلمه تقول: "سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق"(10).
ومنها: مارواه الترمذي في سننه عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي قال: "لقد عهد الي النبي (ص) النبي الامي انه لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق" قال عدي بن ثابت: انا من القرن الذين دعا لهم النبي (ص). هذا حديث حسن صحيح(11).
والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
دعواتنا لكم بالنصره تحت راية الحجه المنتظر ارواحنا له الفدا نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا
1- مشارق أنوار اليقين -الحافظ رجب البرسي- ص 250.
2- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 1 ص 10.
3- الفصول المهمة في أصول الأئمة -الحر العاملي- ج 1 ص 39.
4- سورة النساء آية رقم 120.
5- سورة البقرة آية رقم 36.
6- سورة فاطر آية رقم 6.
7- سورة الزخرف آية رقم 62.
8- سورة الحشر آية رقم 16-17.
9- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج 34 ص 51.
10- مسند احمد -الإمام احمد بن حنبل- ج 6 ص 292.
11- سنن الترمذي -الترمذي- ج 5 ص 306.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يعطيك العافية أختي الكريمة
طرح راقى واختيار مميز كما عوتنا دائما مميزة بمواضيعك وفى انتظار جديدك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين يارب الحُ ـسين بح ـق الحُ ـسين إشفِ صدر الحُ ـسين بظهور الحجة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكِ عزيزتي ملاذ الطالبين ع الطرح الراقي
في ميزان حسناتك ان شاء الله
حرسكمـ الله بعينه التي لاتنامـ،،
اللهم لاتهلكني غماً حتى تستجيب لي وتعرفني الإجابة في دعائي
بسم الله الرحمن الرحيم
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اللهم صلِّ على محمد و آل محمد و عجل فرجهم
موضوع في غآآية الروووعة
أوافق أن الرواية خاطئة لأن ابليس مفسد في الأرض أكيد راح يكره المصلحين فيها مع أنه خسران
مشكوورة ملاذ عالطرح المفيد ^_^