★ ☆ دعاء لتيسير الصعوبات ودفع كيد الاعداء ☆★
ورد عن ☆۩ الإمام علي ( عليه السلام)۩☆
المصدر ☆۩ بحار الأنوار - ج 41 - باب 111 - ص 240- 241
لِـ العلامة محمد باقر المجلسي ( قدس سره )۩☆
روي عن ابن عباس كان رجل على عهد عمر وله إبل بناحية آذربايجان قد استصعبت عليه ، فشكا إليه ما ناله ، وإن معاشه كان منها فقال له : اذهب فاستغث بالله تعالى فقال الرجل : مازلت أدعو الله وأتوسل إليه وكلما قربت منها حملت علي فكتب له عمر رقعة فيها " من عمر أمير المؤمنين إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا هذه المواشي له " فأخذ الرجل الرقعة ومضى ، فقال عبد الله بن عباس : فاغتممت شديدا ، فلقيت علياً عليه السلام فأخبرته بما كان ، فقال عليه السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة ، فهدأ مابي وطالت علي شقتي ، وجعلت أرقب كل من جاء من أهل الجبال ، فإذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجة(1) تكاد اليد تدخل فيها . فلما رأيته بادرت إليه فقلت : ما وراك ؟ فقال : إني صرت إلي الموضع ورميت بالرقعة ، فحمل علي عدد منها فهالني أمرها ولم يكن لي قوة فجلست فرمحتني (2) أحدها في وجهي فقلت :
اللهم اكفنيها وكلها تشد علي وتريد قتلي ، فانصرفت عني ، فسقطت فجاء أخي فحملني ولست أعقل ، فلم أزل أتعالج حتى صلحت ، وهذا الاثر في وجهي ، فقلت له : صر إلي عمر وأعلمه ، فصار إليه وعنده نفر، فأخبره بما كان فزبره (3) ، فقال له : كذبت لم تذهب بكتابي فحلف الرجل لقد فعل ، فأخرجه عنه قال ابن عباس : فمضيت به إلي أمير المؤمنين عليه السلام فتبسم ثم قال : ألم أقل لك ؟ ثم أقبل على الرجل فقال له : إذا انصرفت إلي الموضع الذي هي فيه فقل :
«بسم الله الرحمن الرحيم»
«اللهم صل على محمد وآل محمد »
" اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ، وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين فذلل لي صعوبتها وحزونتها ، واكفني شرها ، فانك الكافي المعافي ، والغالب القاهر"
فانصرف الرجل راجعا فلما كان من قابل قدم الجل ومعه جملة من المال قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين عليه السلام وصار إليه وأنا معه ، فقال عليه السلام : تخبرني أو اخبرك ؟ فقال الرجل : يا أمير المؤمنين بل تخبرني ، قال : كأني بك وقد صرت إليها فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة ، فأخذت بنواصيها واحدة واحدة فقال الرجل : صدقت يا أمير المؤمنين كأنك كنت معي هكذا كان فتفضل بقبول ما جئتك به ، فقال : امض راشدا بارك الله لك ، وبلغ الخبر عمر فغمه ذلك ، وانصرف الرجل وكان الرجل يحج كل سنة ، وقد أنمى الله ماله قال ابن عباس : قال أمير المؤمنين عليه السلام : كل من استصعب عليه شئ من مال أو أهل أو ولد أو فرعون من الفراعنة فليبتهل بهذا الدعاء فإنه يكفي مما يخاف الله إن شاء الله . (4)
..................................................
(1) الشجة : الجراحة
(2) أي رفستني
(3) أي انتهره
(4)بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (41 / 239)