بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال : السّلام عليكم جميعا أحبائنا العلماء .. شاب شيعي منذ فترة تطوف في مخيلّتي عدة أسئلة أتعبتني وأثرّت في نفسي .. وهي تدور عن حقيقة وجود الله عزّ وعلا ؟ مَن أوجده؟ وإذا كان الله موجوداً بذاته فلماذا لا يكون لبعض المخلوقات أحقّية الوجود الذاتي كالكون مثلاً ؟ أو لماذا لا تكون الطبيعة نفسها موجود ذاتي؟ أو لماذا لا يكون أرباب متفرقة كربّ للشمس وآخر للقمر ، وربّ لليل ، وآخر للنهار سيما أنّهم من المتناقضات .
أودّ أن استغغر الله على هذه الأسئلة .. وأنا خائف جدّاً من سوء العاقبة . فأرشدوني بإجاباتكم . وفّقكم الله.
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدی
من الأدلّة على وجود الخالق ، والصانع الحكيم هو دليل الإمكان ، بمعني أنّ الكون وما فيه من الموجودات ممكنة الوجود ، وليس الوجود ذاتياً لها ؛ لأنّها حادثة ومتغيّرة ومتحركة ، وكلّ ذلك دليل على الإمكان ، وكلّ ممكن الوجود يحتاج في وجوده إلى مَن يفيض عليه الوجود ؛ لأنّ نسبة الوجود والعدم إلى الممكن واحدة ، فكيف صار موجوداً ؟
فإن استند وجوده إلى ممكن مثله ، فننقل الكلام إلى ذلك الممكن الآخر ، ولابدّ له من موجود ، و هكذا إلى أن ينتهي إلى واجب الوجود الذي يكون وجوده ذاتياً له ، ولا يستند وجوده إلى موجد ، وهذا هو الخالق ، فواجب الوجود ينتهي إليه سلسلة الممكنات ، وبما أنّ وجوده ذاتي له ، بل ذاته الوجود ، فلا يصحّ السؤال عمّن أوجده ، كما لو تبيّن دسومة في اليد ، فيسأل : لماذا صارت اليد دسمة ؟
فيقال : لأنّ المرق كان دسماً .
فيسأل : لماذا صار المرق دسماً ؟
فيقال ـ مثلاً ـ : لأنّ الباذنجان كان دسماً .
فيسأل : لماذا صار الباذنجان دسماً ؟
فيقال : لأنّه مقلي بلدهن ، وهنا ينقطع السؤال ، ولا يقال : لماذا صار الدهن دسماً ؛ لأنّ الدسومة ذاتية للدهن ، وذات الدهن هي الدسومة .
و بما أنّ واجب الوجود لا يمكن أن يتعدّد ؛ لأنّه مع التعدّد يحتاج كلّ منهما إلى ما به الإشتراك ، وما به الامتياز ، و معني ذلك أنّ كلاً منهما فاقد لما يمتاز به الآخر ، فيكون مفتقراً ومحتاجاً إلى نوع من الوجود ، فلا يكون واجب الوجود ، أو فقل فيكون فاقداً للوجود الذي هو ما به الامتياز ، فلا يكون واجب الوجود ، ولا يكون الوجود ذاتياً له .
مضافاً : إلى أنّ برهان النظم الذي هو أهمّ الأدلّة على وجود الخالق يكشف عن وجود خالق مدبّر حكيم عليم قدير ، و لو فرضنا أنّ الكون أو شيئاً آخر واجب الوجود ، فلا يكفي ذلك ؛ لأنّ الخالق لابدّ أن يكون حكيماً لوجود آثار الحكمة و التدبير في كلّ أجزاء العالم ، والكون ليس سوى أمور جامد ليس لها عقل و شعور فضلاً عن الحكمة و التدبير .
موقع العقائد الإسلامية
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال : السّلام عليكم جميعا أحبائنا العلماء .. شاب شيعي منذ فترة تطوف في مخيلّتي عدة أسئلة أتعبتني وأثرّت في نفسي .. وهي تدور عن حقيقة وجود الله عزّ وعلا ؟ مَن أوجده؟ وإذا كان الله موجوداً بذاته فلماذا لا يكون لبعض المخلوقات أحقّية الوجود الذاتي كالكون مثلاً ؟ أو لماذا لا تكون الطبيعة نفسها موجود ذاتي؟ أو لماذا لا يكون أرباب متفرقة كربّ للشمس وآخر للقمر ، وربّ لليل ، وآخر للنهار سيما أنّهم من المتناقضات .
أودّ أن استغغر الله على هذه الأسئلة .. وأنا خائف جدّاً من سوء العاقبة . فأرشدوني بإجاباتكم . وفّقكم الله.
الجواب : من سماحة السيّد جعفر علم الهدی
من الأدلّة على وجود الخالق ، والصانع الحكيم هو دليل الإمكان ، بمعني أنّ الكون وما فيه من الموجودات ممكنة الوجود ، وليس الوجود ذاتياً لها ؛ لأنّها حادثة ومتغيّرة ومتحركة ، وكلّ ذلك دليل على الإمكان ، وكلّ ممكن الوجود يحتاج في وجوده إلى مَن يفيض عليه الوجود ؛ لأنّ نسبة الوجود والعدم إلى الممكن واحدة ، فكيف صار موجوداً ؟
فإن استند وجوده إلى ممكن مثله ، فننقل الكلام إلى ذلك الممكن الآخر ، ولابدّ له من موجود ، و هكذا إلى أن ينتهي إلى واجب الوجود الذي يكون وجوده ذاتياً له ، ولا يستند وجوده إلى موجد ، وهذا هو الخالق ، فواجب الوجود ينتهي إليه سلسلة الممكنات ، وبما أنّ وجوده ذاتي له ، بل ذاته الوجود ، فلا يصحّ السؤال عمّن أوجده ، كما لو تبيّن دسومة في اليد ، فيسأل : لماذا صارت اليد دسمة ؟
فيقال : لأنّ المرق كان دسماً .
فيسأل : لماذا صار المرق دسماً ؟
فيقال ـ مثلاً ـ : لأنّ الباذنجان كان دسماً .
فيسأل : لماذا صار الباذنجان دسماً ؟
فيقال : لأنّه مقلي بلدهن ، وهنا ينقطع السؤال ، ولا يقال : لماذا صار الدهن دسماً ؛ لأنّ الدسومة ذاتية للدهن ، وذات الدهن هي الدسومة .
و بما أنّ واجب الوجود لا يمكن أن يتعدّد ؛ لأنّه مع التعدّد يحتاج كلّ منهما إلى ما به الإشتراك ، وما به الامتياز ، و معني ذلك أنّ كلاً منهما فاقد لما يمتاز به الآخر ، فيكون مفتقراً ومحتاجاً إلى نوع من الوجود ، فلا يكون واجب الوجود ، أو فقل فيكون فاقداً للوجود الذي هو ما به الامتياز ، فلا يكون واجب الوجود ، ولا يكون الوجود ذاتياً له .
مضافاً : إلى أنّ برهان النظم الذي هو أهمّ الأدلّة على وجود الخالق يكشف عن وجود خالق مدبّر حكيم عليم قدير ، و لو فرضنا أنّ الكون أو شيئاً آخر واجب الوجود ، فلا يكفي ذلك ؛ لأنّ الخالق لابدّ أن يكون حكيماً لوجود آثار الحكمة و التدبير في كلّ أجزاء العالم ، والكون ليس سوى أمور جامد ليس لها عقل و شعور فضلاً عن الحكمة و التدبير .
موقع العقائد الإسلامية
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
