2: الهجرة من السيئات والخروج من ذل معصية الله إلى عزّ طاعته. كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «اهجروا الشهوات فإنها تقودكم إلى ركوب الذنوب والتهجم على السيئات».
وبحثنا هنا يدور حول القسم الأول من الهجرة، أي: (الهجرة المكانية)، أما الهجرة من السيئات فهي مما لا تختص بزمان أو مكان، وإنما تتعلق بالإنسان المؤمن مادام حياً، وأينما كل وحلّ، بل إن ذلك من مقومات شخصية المؤمن، وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل بن زياد: «ياكميل، قل الحق على كل حال، وواد المتقين، واهجر الفاسقين، وجانب المنافقين ولا تصاحب الخائنين»
من أسباب الهجرة
إن الهجرة المكانية تحصل لأسباب عديدة منها:
1. الظلم.
2. التبليغ.
3. الجهاد.
ونحو ذلك.
وللهجرة المكانية مصاديق متعددة في الخارج، وخير مصداق نستشهد به هو هجرة المسلمين إلى الحبشة، وكذلك هجرتهم الثانية إلى المدينة المنورة، ونستخلص من هاتين الهجرتين الدروس الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية الكثيرة، ولعل دراستها والاستفادة منها في وقتنا الحاضر تعيننا أكثر على فهم ظروفنا الحالية وطريقة معالجتها، خصوصاً بعد أن عادت اليوم الجاهلية إلى الناس، ولكن بأسلوب جديد يكاد يكون أكثر خطورة من ذي قبل، فكثرت الضغوط على المسلمين، ومن جميع الاتجاهات، ونشبت الحروب المدمّرة في البلاد الإسلامية، وكثر القتل والسبي والنهب في صفوف المسلمين من قبل الحكّام الظلمة وعملاء الغرب والشرق، وأنشئت السجون والمعتقلات الرهيبة، وانتشر الظلم والفساد في المنطقة،مما أدى إلى ازدياد أعداد المهاجرين والمهجّرين والمشردين من أرض الوطن الإسلامي إلى شتى بقاع العالم ، وما أحوج المسلمين اليوم إلى الدروس العظيمة التي أفرزتها هجرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والمسلمين، وأساليبهم المبتكرة في التغلب على الأوضاع الصعبة التي عاشوها، وكيفية تعاملهم مع الأعداء الذين أحاطوا بهم.
دروس من الهجرة
نسألكم براءة الذمة والدعاء
فى هذه الايام الفضيلة
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا