اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
41-للدّم الذي تدفَّق من نحر الحسين صلوات الله عليه ونحور أصحابه حضور مجلّل في كل نهضة يقوم بها الرجال المؤمنون من أجل حقّهم، ودينهم، ودنياهم.
42-لقد علّمنا الحسين صلوات الله عليه إنّ المؤمن لا يساوم على الدين، ولا يستسلم للعدوّ، ولا يتنازل عن الحقّ، ولا يبالي بالأخطار.
43-لقد علّمنا «الحُرّ» أن الالتزام ولو بمبدأ واحد من مبادئ أهل البيت صلوات الله عليه وهو: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» يرفع المرء في لحظة واحدة من الفرش إلى العرش، ويحوّله من مجرم حربٍ، إلى شهيدٍ قدّيس.
44-في كربلاء تقابلت رايتان: راية الحسين صلوات الله عليه وهي راية الرحمن، وبين راية بني أميّة وهي راية الشيطان ، وكانت راية الحسين صلوات الله عليه هي ذاتها راية آدم، وإبراهيم ع، وموسى ع، وعيسى ع، ومحمّد ص، وعليّ صلوات الله عليه ، وكانت راية بني أميّة هي ذاتها راية قابيل، ونمرود، وفرعون، وهامان، وأبي سفيان، ومعاوية .
45-من دروس عاشوراء:إنّ مَن يصارع الحقّ، يصرعه الحقّ ، ومَن يستسلم للباطل، يغدر به الباطل ، ومَن يتّبع إبليس، يخونه إبليس ، كما أن من يقف مع الله، يقف معه الله ، ومن يدافع عن الحقّ، يدافع عنه الحقّ .
46-رفض الحسين صلوات الله عليه أن يهادن يزيد، ولو يوماً واحداً ، ، كما رفض رسول الله ص أن يعبد الأصنام، ولو يوماً واحداً.
47-كان التقابل في عاشوراء بين قرآن الحقيقة، وقرآن الخديعة ، وبين حجّ الحجيج، وحجّ الضجيج ، وبين صلاة التقوى، وصلاة عن الفحشاء لا تنهى ، وبين الدفاع عن رسول الله ص والانقلاب على رسول الله ص .
48-لقد قاتل أصحاب الحسين صلوات الله عليه بأخلاق الأنبياء، وشهامة الرجال، وخصائص القدّيسين ، فالتضحية بكل شيء ، من أخلاق الأنبياء ، والصمود حتى آخر لحظة ، من شهامة الرجال ، والإخلاص لله ، من خصائص القدّيسين .
49-عندما يقف أهل الحق وأهل الباطل وجهاً لوجه ويشهران السلاح، فإنّه يضطر كلّ شخص أن يقف في الصف الذي هو منه: الصادق مع الصادقين، والكاذب مع الكاذبين ، هكذا تساقطت الأقنعة عن وجوه المنافقين في مواجهة الحسين صلوات الله عليه ، وهكذا تتساقط الأقنعة عن وجوههم اليوم، من خلال مواقفهم من تلك النهضة.
50-مادام الشرف، شرفاً ، والرجولة، رجولةً ، والصدق، صدقاً ، والوفاء، وفاءً فالحسين صلوات الله عليه في كل أرض راية، وعاشوراء في كل يوم ثورة.
51-لقد تسارعت عجلات التاريخ في يوم عاشوراء، فَكَبُرَ الأطفال في نصف نهار بأكثر مما يكبر أمثالهم في نصف قرن، وتصرّفوا كقادة ربّانيّين، وزعماء عظام.
52-كلّما استخدم العدوّ العطشَ سلاحاً في وجه الحسين صلوات الله عليه وأصحابه، أشهر هؤلاء الصبر سلاحاً في مواجهته ، وانتصر صبرهم على العطش ، كما انتصر دمهم على السيف.
53-لقد أحرق العدوّ خيام الحسين صلوات الله عليه وهدم ما كان يملكه أهل بيته من البيوت، فبنى المؤمنون ملايين البيوت في كل بلاد العالم، وأوقفوها للحسين صلوات الله عليه وأهل بيته.
54-ما فعله العدوّ بأجساد شهداء الطفّ، يكشف إلى أيّ مدى يستطيع الشيطان أنْ يُحمّل أولياءَه من الآثام، ويورّطهم في الإجرام.
55-لقضية الحسين صلوات الله عليه جانبان: جانب «الجسد المقطّع» وجانب «الحقّ المضيّع» ، فإذا بكينا على «الجسد المقطّع» فلكي نشحذ عزائمنا من أجل إستعادة "الحقّ المضيّع".
56-لقد فعل بنو أميّة بالحسين صلوات الله عليه وأهل بيته ما لم تفعله الذئاب والفهود بضحاياها ، حقاً إنّ من ينسلخ عن دينه يقوم بارتكاب جرائم، يندى لها جبين الإنسانية، بأسهل مما يشرب كأس الماء.
57-أعطى الحسين صلوات الله عليه لربّه كلّ ما يملكه، وهو عبدٌ له ، ، فهل يكون كبيراً على الله وهو ربّه، أن يعطي جنّته على دمعة واحدة تُذرف في مصائبه؟أليس الله أكرم من عبده؟
58-كما نتقرّب إلى الله تعالى بزيارة الحسين والسلام عليه، كذلك نتقرّب إليه بالبراءة من أعدائه ولعنهم، ابتداءً من أول ظالمٍ ظلم حقّ محمّد وآل محمّد ص إلى آخر تابع له على ذلك ، شاء من شاء، وأبى من أبى.
59-في قلب كلّ مؤمن صادق بيتٌ للحسين صلوات الله عليه ، وفي ضمير كلّ مناضل صالح جذوةٌ من حماسة الحسين صلوات الله عليه ، وفي يد كلّ ثائرٍ مؤمن راية من رايات الحسين صلوات الله عليه.
60-ذِكرُ مصائب الحسين صلوات الله عليه والبكاء عليه، وإحياء أمره هي من أسهل وسائل الارتباط بسبط رسول الله ص، وسيّد شباب أهل الجنّة صلوات الله عليه ، ومن خلال الارتباط بالحسين عليه السّلام يتم الالتزام بكلّ تعاليم الرّسل والأنبياء.
61-لقد علّمنا الحسين صلوات الله عليه أن نكون أسخياء في بذل الدماء، وبخلاء في هدر الكرامات ، وأنْ نكون رحماء مع أصحاب الحقوق، وأشدّاء مع مغتصبيها .
62-الحسين صلوات الله عليه أعظم نجم لهداية البشرية في سماء النبوّة .
63-نهضة الحسين صلوات الله عليه تُسقط أعذار جميع المتقاعسين عن نصرة الدين في كلّ زمان ومكان ، فهل هناك حياة أغلى، ودمٌ أشرف، ونفس أعزّ من حياة الحسين صلوات الله عليه ودمه ونفسه، وقد أرخصها لإنقاذ العباد من الجهالة وحيرة الضلالة؟
64-عرف أصحاب الحسين صلوات الله عليه «أن الله لا يُخدع عن جنّته» فاسترخصوا دماءهم راضين مرضيّين.
65-«الحسين مصباح هدى» لمن كان ذا بصيرة ، و«سفينة نجاة» لمن كان حَسَن السريرة ، فإذا أردنا الإستضاءَة بمصباح الحسين صلوات الله عليه فعلينا إستلهام البصيرة من مناهج الحسين صلوات الله عليه ، وإذا أردنا النجاة بسفينة الحسين صلوات الله عليه فعلينا تعلّم حسن السريرة من مواقف الحسين صلوات الله عليه .
66-وَيْ، كأنّ يوم عاشوراء لم يكن يوماً واحداً، بل مليون عام ، وكأنّ 73 شهيداً لم يكونوا 73 فرداً، بل 73 أُمّة ، وكأنّ الحسين صلوات الله عليه لم يكن واحداً من أولياء الله، بل كلّهم بلا إستثناء ، وكأنّ زينب صلوات الله عليه لم تكن امرأة واحدة، بل كلّ النساء المؤمنات في الحياة ، لقد ملؤوا التاريخ، حتى كأنّ الكون ليس فيه أحد، إلاّ هُم .
67-لقد شهد الحسين صلوات الله عليه بوحدانيّة الله بدمه، كما شهد بها بلسانه وعمله ، إنّها الشهادة التي يُقتل بها الأحرار، بينما غيرهم يأكل بها خبزاً.
68-سألني عن معنى الكلمات التالية:فقال: ماذا تعني لك كلمة الحسين ع؟قلت: الإيمان كلّه في مواجهة النفاق كلّه ، قال: وزينب ع؟قلت: مواجهة أولاد الأدعياء بشجاعة أولاد الأنبياء ، قال: العبّاس ع؟قلت: تحمّل العطش لإرواء العطاشى ، قال: عاشوراء؟قلت: موعد العبادة في محراب الشهادة ، قال: عبدالله الرضيع؟قلت: التوقيع بالدم على وثيقة العهد مع الله ، قال: الأصحاب؟قلت: جنون الحبّ للإلتحاق بالمحبوب.
69-الحسين صلوات الله عليه هو الإسم الوحيد الذي عندما يُذكر يوم عاشوراء، يصاب من أجله ملايينٌ من الناس بالجنون.
70-هل رأيتَ كيف تتدافع مجموعة من الذئاب الجائعة على طيرٍ جريح، عندما يسقط مكسور الجناح من علّ؟هكذا تدافع ذئاب بني أميّة على فراخ رسول الله ص في عاشوراء، ومع ذلك يطالبوننا بالكفّ عن لعنهم؟ألا عليهم لعنةُ الله، والملائكة، والمؤمنين.
71-تجلّت بصيرة أهل البيت صلوات الله عليه حول ما جرى في كربلاء في كلمة زينب صلوات الله عليه ليلة الحادي عشر من المحرّم: «اللّهم تقبّل هذا القربان من آل محمّد ص» ، فأهل بيت رسول الله ص قدّموا قرباناً بحجم إيمانهم بالله وقربهم منه .
72-لقد عشقنا الحقّ، فعشقنا الحسين صلوات الله عليه ، وعشقنا الوفاء، فعشقنا العبّاس صلوات الله عليه ، وعشقنا البسالة، فعشقنا عليّ الأكبر صلوات الله عليه ، وعشقنا الثُبات، فعشقنا حبيب بن مظاهر رض ، وعشقنا التوبة، فعشقنا الحرّ رض ، وعشقنا الصبر، فعشقنا زينب صلوات الله عليه ، وهل يُلام أحد إذا عشق القيم متجسدةً في أشخاص؟
73-ما انفكت تتوالد من ثورة الحسين صلوات الله عليه ونهضته، ثورة بعد ثورة، ونهضة بعد نهضة، وتمرّد على الظلم بعد تمرّد ، لقد أصبحت تلك الثورة جزءًا أساسياً من حركة المنظومة الشمسيّة بحيث إنك لا يمكن أن تتصوّر هذه المنظومة من دون تلك الثورة.
74-كانت العزّة والكرامة من عناوين نهضة الحسين صلوات الله عليه ومنطلقاتها، وعندما قتل الحسين صلوات الله عليه من أجلها أصبحت شهادته عنواناً للعزّة والكرامة.
75-من دروس عاشوراء، إنّك إذا لم تستطع أن تقيم سلطة العدل والإيمان، فإنّك قادر على الأقل أن تسقط سلطة الجور والعدوان.
76-من فتاوى عاشوراء: إن قتال المحليّين الظلمة أوجب من قتال المتمردين الكفرة ، ألم يرفض الإمام الحسين صلوات الله عليه الذهاب لقتال الترك والديلم،وفضّل على ذلك الذهاب إلى قتال بني أميّة؟
77-لقد نُكّب الجلاّدون بمقتل الحسين صلوات الله عليه أكثر مما نُكّب المؤمنون بمقتله ، إذ لم تمر أيام على شهادة الحسين صلوات الله عليه إلاّ وأصبح بنو أميّة محاصرين بجرائمهم ، وتهاوت أحلامهم بفعل عواصف الثورة التي اجتاحت العالم الإسلامي طلباً لثارات الحسين صلوات الله عليه ، حتى لم يجد أي واحد من أعدائه ملجئاً يلتجأ إليه في الأرض، ولا شخصاً واحداً يرغب في وجودهم، ولا بيتاً واحداً يأويهم، ولا فرداً واحداً يأسف لسقوطهم.
78-الحسين صلوات الله عليه نهضة لا شائبة فيها ، وثورة لا هزيمة لها ، وشهادة لا مزيد عليها ، ومنابع خير لا يستغني منها.
79-لقد استطاعت ثورة الحسين صلوات الله عليه أن تقضي على سلطة الجور في الشام، بأسهل مما استطاعت تلك السلطة أن تقضي على الحسين صلوات الله عليه في كربلاء .
80-الشعائر الحسينيّة هي تدريب متواصل على طريقة مواجهة الأعداء، وليست طقوساً فارغة من المعاني ، ودموع الباكين على الحسين صلوات الله عليه هي قطرات زيت تُرشُّ على الجراح لإذكاء جذوة الإيمان، وليست دموع الذلّة والاستكانة ، وترداد مصائبه على المنابر استحضار للقضايا التي من أجلها تحمّل الحسين صلوات الله عليه تلك المصائب، وليست مجرد تكرار لقصص المأساة .
يتبع ..