بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشهادة على الاُمة أحد أهم أدوار الأنبياء وهي أحد الأوصاف التي وصف بها القرآن الكريم خاتم الرسل: (يا أيّها النّبي إنّا أرسلنك شاهدً ومبشراً ونذيرا * وداعياً الى اللَّه بإذنه وسراجاً منيراً)
وقد وضّح القرآن الغاية من تلك الشهادة والتبشير والإنذار بقوله: (لئلّا يكونَ للنّاسَ علي اللَّه حجة بعد الرّسل)، فيكون الرسول هو الحجة والشاهد.
ولكنك تجد في القرآن قوله تعالى: (وكذلك جعلنكم اُمة وسطاً لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)
فكما وصف رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) بالشاهد على الاُمة؛ نراه يذكر شهداء على الناس غير رسول اللَّه
وشهادة الرسول مقدمة بداهة فيتعين أن تكون شهادتهم بعده بل هي مستمدة من شهادة رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) عليهم فالآية تبرز موضوع الحجة والشهادة بعد رحيل خاتم الرسل.
وأهم آية تحدد معالم الشهداء بعد الرسول هي قوله تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَكمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ملَّةَ أَبِيكمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّكمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هذَا لِيَكونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكمْ وَتَكونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلكمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَي وَنِعْمَ النَّصِيرُ)
فالآية تتحدث عن الشهداء بعد الرسول وتصرح بوجود صفتين لهم: الاُولى:(هو اجتبكم)، وهي عبارة مرادفة للاصطفاء كما في قوله تعالى: (ولكنَّ اللَّه يجتببي من رسله من يشاء)، فالاجتباء هنا بمعني الاصطفاء.
الثانية: أنهم من ذرية إبراهيم (عليه السلام) ملّة أبيكم إبراهيم
وبذلك يتّضح المقصودون بقوله تعالى: (وكذلك جعلنكم اُمة وسطاً) فقد ورد في الكافي عن بريد العجلي قال: سألت أبا عبداللَّه عن قول اللَّه تعالى: (وكذلك جعلنكم اُمة وسطاً لتكونوا شهداء علي الناس) فقال: " نحن الاُمة الوسطي، ونحن شهداء اللَّه علي خلقه وحججه في أرضه "
وكذلك هم المقصودون في قوله تعالى: (كنتم خير اُمة اُخرجت للناس)، ولو لم يكن الأمر كذلك لما تم معني الآية، إذ لو قصد كما يحاول البعض أن يوهم الناس بأن الشهادة هي للاُمة جمعاء، لتضارب المعني فيكون الناس شهداء علي الناس، وهذا يخالف التقدم المفروض في رتبة الشهداء كونهم مجتبين مصطفين من قبل اللَّه كالرسول والأوصياء.
وأما الادعاء بأن الجميع هم خير اُمة فمخالف للوجودان وما نشاهده بالعيان، وإن قيل بأنهم جزء من الاُمة تعين المصطفين السابقين بالخيرات الذين هم من آل إبراهيم بصريح القرآن إذ لم يُدّع اصطفاء غيرهم من البشر كحجج بعده (صلى الله عليه وآله).
وكما بيّن القرآن تأوّل العلماء بالكتاب بيّن كذلك تأوّل الشهداء به وهما واحد هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهذا صريح مدلول قوله تعالى: (أفمن كان علي بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة)
فمعني قوله تعالى (منه) أنه من أهل بيته، كما نقل البخاري في صحيحه كتاب الصلح، باب كيف يكتب هذا ما صالح... عن البراء أن رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): " أنتَ مني وأنا منك "
فهو الشاهد الذي يتلو رسول اللَّه أي يكون بعده، بل صريح الروايات الواردة في مصادر السنة أن المقصود به علي (عليه السلام)
قال السيوطي في الدر المنثور: (أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ما من رجل من قريش إلّا نزل فيه طائفة من القرآن فقال له رجل: ما نزل فيك؟ قال: أما تقرأ سورة هود: (أفمن كان علي بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه)، رسول اللَّه علي بيّنة من ربه وأنا شاهد منه)انتهي كلام السيوطي
ورواية ابن أبي حاتم وأبو نعيم عن عباد بن عبداللَّه عن علي (عليه السلام)، وأما رواية الطبري في تفسيره فعن عبد اللَّه بن يحيي عنه عليه السلام
ولا نجد تفسيراً يتوافق مع ظاهر الآية غير هذا في مقابل تفاسير متكلفة لا تتناسب مع مفرداتها، فانظر الى الآراء الاُخرى التي عددها ابن الجوزي في تفسيره (زاد المسير) حيث قال:
وفي المراد بالشاهد ثمانية أقوال:
أحدها: إنه جبريل، قال ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وإبراهيم في آخرين.
والثاني: إنه لسان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الذي كان يتلو القرآن قال علي بن أبي طالب والحسين...
والثالث: إنه علي بن أبي طالب و(يتلوه) بمعني يتبعه رواه جماعة عن علي بن أبي طالب وبه قال محمد بن علي، وزيد بن علي.
والرابع: إنه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله هو شاهد من اللَّه تعالى قاله الحسين ابن علي عليه السلام.
والخامس: إنه ملك يحفظه ويسدده قاله مجاهد.
والسادس: إنه الإنجيل يتلو القرآن بالتصديق وإن كان قد أنزل قبله لأن النبي صلى الله عليه وآله بشرت به التوراة.
والسابع: إنه القران ونظمه وإعجازه قاله الحسين بن الفضل.
والثامن: إنّه صورة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ووجهه ومخايله لأن كل عاقل نظر إليه علم أنه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله
والحكم إليك أيها القارئ في تحديد التفسير المتوافق مع ظاهر الآية.
فما تريده الآية أن علياً (عليه السلام) شاهد من رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) ويتلوه أي يعقبه ليقوم بدوره كهادٍ وحجة كما ورد عن الفريقين، والخصم يعلم بأن الظروف السياسية والمذهبية لصرف روايات الشهادة عن علي كانت متأتية لهم، ومع ذلك لم يتمكنوا من إخفائها كلها رغم سلطتهم ونفوذهم، ألا يمكن أن نفهم من ذلك كم كان الأمر جلياً. الإمام المهدي في القرآن للسيد عبد الرحيم الموسوي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله كل خير أختي العزيزة ناصرة الزهراء بارك الله فيكِ موفقين دومــــاً
قال الإمام علي الهادي عليه السلام : الدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)