بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أصعب ألوان المعاناة على الإنسان، اذا كان محترما عزيزا وصاحب سمعة في مجتمعه، أن تتعرض صورته للتشويه، وأن تتحطم سمعته ومكانته عند من حوله، وهذا ما واجهه رسول الله من المشركين، فقد صبوا عليه صنوف الأذى والإهانة، فتحملها في سبيل الله صابرا محتسبا، حتى قال ـ كما روى عنه أنس بن مالك ـ: «ما أوذي أحد مثل ما أوذيت في الله».
ولننقل بعض صور المعاناة التي تحملها رسول الله .
كان رسول الله غنيا يتصرف في أموال زوجته خديجة كما يشاء، لكنه أنفقها في سبيل الله، كما عاش حالة الحصار والمقاطعة من قبل المشركين، لذلك كانت تمر عليه فترات من الزمن وهو يتضور من الجوع، ولم يكن يتوافر له في اليوم من الطعام إلا مقدار بسيط يمكن اخفاؤه تحت الإبط، كما روي عنه أنه قال: «لقد أتت علي ثلاثون من يوم وليلة ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال».
كم هو صعب على الانسان إيذاء الأقربين له؟ وكم هو مؤلم أن يشهر به ويعيبه أرحامه؟ هكذا كانت حال رسول الله مع عمه أبي لهب.
عن طارق المحاربي قال: رأيت رسول الله بسوق ذي المجاز فمر وعليه جبة له حمراء، وهو ينادي بأعلى صوته: «يا أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا»، ورجل يتبعه بالحجارة، وقد أدمى كعبيه وعرقوبيه، وهو يقول: يا أيها الناس! لا تطيعوه فإنه كذاب، قلت:من هذا؟ قالوا: غلام من بني عبدالمطلب، قلت: فمن هذا يتبعه يرميه؟ قالوا: هذا عمه عبدالعزى وهو أبو لهب.
روى البخاري وابن المنذر وبو يعلى والطبراني عن عروة قال: سألت عمرو بن العاص فقلت: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله (ص). قال: بينما النبي يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط، فوضع ثوبه على عنقه، فخنقه خنقا شديدا.
روى البزار وأبو يعلى برجال الصحيح عن أنس (رضي الله عنه): لقد ضربوا رسول الله حتى غشي عليه. فقام أبو بكر ينادي: ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، فقالوا: من هذا؟ فقالوا: أبو بكر.
روى الشيخان والبزار والطبراني عن عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: ما رأيت رسول الله دعا على قريش غير يوم واحد، فإنه كان يصلي ورهط من قريش جلوس، وسلا جزور (كرش ناقة مذبوحة) نحرت بالأمس قريبا، فقالوا: من يأخذ سلا هذا الجزور فيضعه على كتفي محمد اذا سجد، فانبعث أشقاهم عقبة بن أبي معيط، فجاء به فقذفه على ظهره، فضحكوا وجعل بعضهم يميل الى بعض، والنبي ما يرفع رأسه، وجاءت فاطمة عليها السلام، فطرحته عن ظهره، ودعت على من صنع ذلك. فلما قضى رسول الله صلاته، رفع رأسه فحمد الله تعالي وأثنى عليه ثم دعا عليهم، وكان اذا دعا دعا ثلاثا، واذا سأل سأل ثلاثا، ثم قال: «اللهم عليك بالملأ من قريش».
وإذا كان رسول الله قد أعطى كل وجوده وحياته، وتحمل ضروب الأذى والمشاق في سبيل الدعوة الى الله، فهل نبخل نحن بأنفسنا وأموالنا وأوقاتنا وسمعتنا وجاهنا؟
إن البعض يتلكأ عن تحمل أبسط المسؤوليات، والقيام بأقل المهام، حفاظا على راحته، وحرصا على جاهه وسمعته، فكيف اذا ننال ثواب الله إذا لم نضحي ونتحمل الأذى في سبيله؟ ثم كيف ندعي الانتماء الى رسول الله ولا نحاول التأسي به؟
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي
قلب أبيض
طرح موفق
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام