بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعاء الندبة يعطي درس شوق
هكذا يعلمنا الدعاء الشريف دعاء الندبة من بداية الدعاء إلى نهايته، يعلمنا درس الشوق والانجذاب للإمام وعدم الاستقرار بدون لقائه. يعطي درساً بأن المشتاق لا يشتهي طعاماً ولا يلتذ بشراب، ولا يأوي داراً، ولا يسكن عمراناً، ولا يلبس ليناً ولا يقر قراراً.
في دعاء الندبة نقرأ: " ليت شعري أين استقرت بك النوى " ، ياليتني أعرف أين آخر مكان استقر بكم.
هل هذه الكلمة " ليت..." بصرف الكلام وصرف التلفظ أو حكاية التألم والشوق القلبي لفرد تكفي ليقول أنا مشتاق، أبداً.
او نقول: " عزيز علي أن أرى الخلق ولا تري" يا سيدي صعب علي أن أرى كل الوجود وأرى كل الناس وأن لا تُرى بهذه العين! هذا درس الإمام الصادق ( عليه السلام ) في الشوق وعدم الاستقرار بدون المحبوب.
يريد منا الإمام الصادق ( عليه السلام ) أن نكون هكذا، مشتاقين للإمام صاحب الزمان ( عليه السلام ) بل أن أكون عاشقاً للإمام.
حقاً لابد أن المنتظِر والناصر الحقيقي صعب ما يمر عليه حتى يكون العالم بدون الإمام صاحب الزمان ( عليه السلام ) سجناً له ليس بستاناً! يكون بستان الدنيا للإنسان عندما يرى صاحب البستان، ويكون بينه وبين صاحب البستان لقاءات!
وبعد ذلك في هذا الدعاء يطلب القارئ ويقول: " هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا ؟!" هل من معول يريد الذهاب بمفرده للبكاء والعويل لكي أساعده في العويل" أي عويل هذا؟! عويل: " أين الحسن أين الحسين ؟! أين أبناء الحسين" و عويل " أين معز الأولياء ومذل الأعداء ".
لذلك سمي هذا الدعاء بدعاء الندبة، أي البكاء مع العويل والضجيج والنحيب والاستغاثة، لأن عند العرب مطلق إخراج الدموع يقال له البكاء، أما البكاء بصوت عالٍ مترافق مع الاستغاثة يقال له ندبة، مثلما أن المنادي المندوب: ينادي ويقول باسم المندوب ويبكي له بصوت عال في نحيب وعويل طويل.
يعني أن دعاء الندبة هو درس في البكاء، درس في العشق ! درس الشوق، درس العويل، وهي دائرة كاملة في المعارف الإلهية.
هكذا جاء في دعاء الندبة " اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى" ما معناه ؟ لماذا أتى بعد هذه الفقرة بعبارة " وأره سيده يا شديد القوى" ؟؟ لأن بسبب عدم وجود الإمام صاحب الزمان (عج) نزلت علينا كل المشكلات والبلايا والذلة، وبالرؤيا الحقيقية القلبية للإمام كل هذه البلايا سترتفع وتحل.
كلمة غليل في هذا المقطع من دعاء الندبة " وبرد غليله " ما معناه؟
هي هذه الحرارة والغليان والحرقة التي تحرق الإنسان في الباطن، إذاً وظيفة الشيعة والمحب تجاه الإمام صاحب الزمان ( عج) ووظيفة العباد هو أن يكون في باطنه شعلة تشتعل " وبرد غليله " بأي شيء يبرد هذا الغليان؟ بإظهار نفسه لي.
فلنتأمل وندقق في دعاء الندبة حيث لديه عبارات عجيبة وغريبة، قد وصلنا هذا الدعاء عن طريق الإمام الصادق ( عليه السلام )
الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) حيث قال: " كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حران حزين عند فقد الماء المعين" .
لابد أن يكون الإنسان يشعر بعدم الإستقرار الباطني وإذا كان لأجل الإمام يشعر بعدم الإستقرار ففي ذلك الوقت سيجري الماء الزلال إلى قلبه.
السيد ابن طاووس قدس سره كان من العلماء الذين أجابوا على شبهة جواز الخطأ على المعصوم وكان من العلماء الذين يعتقدون بهم اعتقاداً عجيباً، هذا السيد الجليل بين هذا الأمر بمثال وهو أن الإنسان لو فقد شيئاً مثلاً أضاع خاتماً أو شيكا ماذا يفعل؟؟؟
سيعلن في المسجد بين المصلين عن هذا الشيء الضائع، سيعلن في الجرائد عن هذا الضائع، وأي شخص يجده فسوف يعطيه هدية. نحن الآن لو كان لدينا شخص محبوب على قلوبنا لكي نصل له ونجده ألا نضرب باب هذا البيت وذاك البيت؟! هل يمكن أن يكون لدينا عشق للإمام صاحب الزمان ( عج ) ولا نذهب إلى مسجد جمكران، وإلى قم ( السيدة المعصومية سلام الله عليها ) وإلى أضرحة أبناء الأئمة عليهم السلام؟
هل يمكن أن لا أذكر محبوبي في الخلوات وبين الناس ؟! أن لا أقرأ دعاء الندبة ودعاء العهد؟
الإنسان الذي لديه محبة شديدة لشيء تراه يجري خلفه مشغول البال به ،هذه الأعمال من وظائف الشيعة.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائة في هذهِ الساعة وفي كل ساعة
ولياً وحافظا وقائداً وناصرا ودليلاً وعينا حتى تسكنة ارضك طوعا وتمتعهُ فيها طويله برحمتك يا أرحم الراحمين
الفردوس المحمدي عزيزتي شكراً لكِ جزيلاً على ادراج هذا الموضوع .
دمتم موفقين وفي حفظ الرحمن ورعايته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
للهم اكحل ناظري بنظرة منه اليه
جزاك الله خير الجزاء على هذا الطرح
جعله الله في ميزان اعمالك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح طيب أختي العزيزة الفردوس المحمدي بارك الله فيكِ موفقين لكل خير
عن الإمام الصادق عليه السلام : «ما من مؤمن يموت في غربة من الأرض فيغيب عنه بواكيه، إلا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وبكته أثوابه، و بكته أبواب السماء التي يصعد بها عمله، وبكاه الملكان الموكلان به»