وقفة إعتبار مع السيدة زينب بنت علي عليما السلام
في كيانيتها الصالحة ورامزيتها للنساء أجمعين
(( زينب/ع/ هي ثمرةُ الزهراء/ع/))
((زواج زينب(ع) من ابن عمها عبد الله بن جعفربن أبي طالب(ع))):
لما بلغت زينب عليها السلام مبلغ النساء ونضجت دار في ذهن علي عليه السلام أن يُزوجها من ابن اخيه جعفر عليه السلام الطيار لأهليته لها .
وفعلا دعا علي عليه السلام ابن اخيه عبد الله وشرّفه بتزويج زينب عليها السلام على صداق معلوم وهو صداق(مهر) الزهراء عليها السلام مهر السنة المؤكدة وهو(480) درهم ، آنذاك. وما أ تم الزواج المبارك حتى ولدت زينب عليها السلام لعبدالله اولاد وهم علي/ وعون الأكبر وعباس وأم كلثوم/. انظر/العقيلة والفواطم/ حسين الشاكري/ص13,.
وهنا أيضا نقف مستوحين لقيم مركزية تركتها زينب عليها السلام للنساء أجمعين وعلى مر الزمان والمكان والإنسان
فالقيمة واحدة وحقيقة سيالة لاتختص بجيل دون آخر أبدا .
فهذه زينب عليها السلام لم تعترض على إختيار أبيها لزوجها الكفؤ لها وقبلت بمهرها المتواضع ولم تتكلف في زواجها ، فقلة مهر الزوجة هو مستحبات الشريعة وقد ندبت له السنة النبوية الشريفة ، فعن النبي محمد صلى الله عليه وآله أنه قال
(( أفضل نساء امتي أقلهنّ مهرا وأحسنهنّ وجها )) انظر/مستدرك الوسائل/الميرزا النوري/ج14/ ص160.
فإذن السيدة زينب عليها السلام طبقت السنة النبوية الشريفة وقبلت بمهرها المتواضع وهي أشرف النساء في وقتها وبذلك صارت من أفضل نساء امة جدها محمد صلى الله عليه وآله ،
فأين نحن من هذا ؟
في زمن غلاء المهور وتعويق حركة التزويج بأفانين واهية وطلبات كمالية وليست ضرورية مما يُساعد على نشر الفساد والبحث عن بدائل رخيصة من خلالها تُشبع الرغبات.
فزينب عليها السلام عندما أصبحت زوجةً وتحملت مسؤولية جديدة صانتها خير صيانة ولم تنسى عشرتها مع أبيها وأخوتها فكانت تهتم بأبيها وأخوتها وهي متزوجة ، حتى أنّها في وقتها لُقّبت ب(عقيلة الهاشميين) . انظر /تاريخ دمشق /ابن عساكر/ج27/ص285.
ويُحدثنا التأريخ أنّ زينبَ عليها السلام لم يفرق زواجها بينها وبين أبيها وأخوتها فقد بلغ من تعلق الإمام علي عليه السلام بها وبإبن اخيه زوجها عبد الله أن أبقاهما معه حتى إذا وليّ أمر المسلمين وانتقل الى الكوفة انتقلا معه فعاشا في مقر الخلافة موضع رعاية أمير المؤمنين عليه السلام وإعزازه ، ووقف عبد الله زوج زينب عليها السلام بجانب عمه المعصوم الإمام علي عليه السلام في كفاحه ضد الأعداء فكان أميرا من امراء جيشه في صفين . انظر/ مع بطلة كربلاء/محمد جواد مغنية /ص35.
فلاحظوا كيف تتعامل زينب عليها السلام مع أبيها وهي في طور الزوجية ولها مسؤوليتها الخاصة بها ولكنها كانت تتعامل مع أبيها كإمام معصوم مفترض الطاعة قبل أن يكون عليه السلام أبا رحيما بها.
وهي ليس مجبرة على ترك المدينة والرحيل مع أبيها الى الكوفة فمن حقها أن تبقى هي وزوجها في المدينة ولم يُلزمها ابوها عليه السلام بالخروج معه ولكنها كما قلتُ آنفا تتعامل معه ومع توجيهاته معاملة المكلّف مع إمام وقته . وكذا كانت عليه السلام هي مع الحسن والحسين عليهما السلام في محنتهما تتعامل معهما كإمامين لها ، والدليل على ذلك ما قامت به عليها السلام من دور مشرف مع أخيها الإمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف .
ولنا في ذلك اسوة حسنة وخاصة لنسائنا في وقتنا هذا . فكل إمرأة هي إنسانة مكلّفة بطاعة إمام وقتها وأعني اليوم إمامنا المهدي المُنتَظر عليه السلام ،
فزينب عليها السلام تركت درسا بليغا للنساء بلزوم الحركة مع إمام الوقت عليه السلام وحتى وإن كانت المرأة متعنونة بعنوان الزوجية لكنها تبقى مكلفة بواجبات شرعية وعقدية كطاعة أمام الزمان عليه السلام وليس للزوج الحق في منعه إياها من أداء تكاليفها تجاه ما تعتقد وتتعبد به.
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لمروركم الطيب ربي يبارك بكم
ويقضي حوائجكم للدنيا والآخرة ببركة مولاتنا الطاهرة السيدة زينب الكبرى عليها السلام
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)