بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت محاربة الإمام علي(عليه السلام) بالتشكيك في نزاهته، وبتصويره متآمراً مع المتآمرين على الخليفة عثمان بن عفان، لا بل صوروه محرّضاً، وشريكاً في الإغتيال، إن لم يكن بيده فبلسانه، وجاء الخوارج يخطئونه لأنّه قبل التحكيم، مع أنّ التحكيم كان بإلحاح منهم، بدليل قوله: (ألم تعلموا أنّي نهيتكم عن الحكومة، وأخبرتكم أنّ طلب القوم لها مكيدة، وأنبأتكم أنّ القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وأنّي أعرف بهم منكم؟
قد عرفتهم أطفالاً، وعرفتهم رجالاً، فهم شرّ رجال وشرّ أطفال، وهم أهل المكر والغدر، وإنّكم إن فارقتموني، ورأيي جانبتم الخير والحزم فعصيتموني وأكرهتموني حتى حكّمت، فلمّا أن فعلت شرطت واستوثقت وأخذت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن منه، فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسنّة وعملا بالهوى، فنفذّنا أمرهما!) .
ولم يكتفوا بالتخطئة بل حاربوه وأخذوا يلعنونه، لأنّه ـ على زعمهم ـ ترك حكم الله، وحكّم الرجال، ولأنّه قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وما اغتنم أموالهم، ولا سبى ذراريهم ونساءهم!
وجاء دور بني أُمية فحاربوه في سمعته كما مرّ بنا، وجعلوا الجوائز الضخمة والمكافآت الدسمة لمن يفتري عليه الكذب، وسحقوا ذريّته في معركة ظهرت فيها وحشية الإنسان الحاقد الموتور، بأبشع ما تظهر فيه الوحشية، ولم يعفوا عن أبناء بنت نبيّهم في مأساة الحسين، ولم يتورّعوا عن استعمال السم في اغتيال الحسن!
وحاربوه حتى في نسبه بعض خطبه لمعاوية بن أبي سفيان، ولا سيّما الخطبة التي يقول فيها: ( أيّها الناس إنّا قد أصبحنا في دهر عنود، وزمن كنود، يعدّ المحسن فيه مسيئاً، ويزداد الظالم فيه عتوّاً... ) وتستمر الخطبة على هذا النحو، الذي هو أشبه بخلق الإمام علي، والحسن الحظ أنّ الجاحظ قد نبّه على ذلك وشكّ في رواية (شعيب بن صفوان) الذي نسبها إلى (معاوية بن أبي سفيان).
قال السيد الرضي (رحمه الله) وهذه الخطبة ربّما نسبها من لا علم له إلى معاوية، وهي من كلام أميرالمؤمنين الذي لا يُشكّ فيه، وأين الذهب من الرغام والعذب من الاجاج، قال: ومتى وجدنا معاوية في حال من الأحوال يسلك في كلامه مسلك الزهّاد ومذهب العباد.
وممّا حاربوا به الإمام عليّاً أنّهم جوّعوا كل من أظهر ميلاً للإمام علي، وسنّوا سياسة تجويع الخصوم السياسيين لكلّ مستبدّ بعدهم، فكانت سنّتهم هذه أمرّ من القتل وأقسى، لأنّ القتل يريح المقتول، أمّا الإفقار والتجويع فيذلان الإنسان، ويجرّعانه غصص الآلام، فيموت موتاً بطيئاً مراراً في اليوم، وقد أثارت هذه السياسة الغاشمة (الكميت بن زيد الأسدي) المشهور بحبه لأهل البيت:
فقل لبني أمية حيث حلوا وإن خفت المهند والقطيعا
أجاع الله من أشبعتموه وأشبع من بجوركم أًوجيعا
بمرضي السياسة هاشمي يكون حيا لأمته ربيعا
الإمام علي أسد الإسلام وقديسه
اللهم لاتهلكني غماً حتى تستجيب لي وتعرفني الإجابة في دعائي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)