بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقف من النبل والإنسانية، يصغر دونه كل موقف!
أجل يحتاج الإنسان إلى خلق مصفى، وقلب كبير، وإنسانية سمحة، ليتمكّن من الانتصار على حبّ الإنتقام ممّن أساء إليه!
قليلة هي تلك المواقف في التاريخ من أجل هذا خلّدت وخلّد أصحابها لأنّهم هم ذروة الإنتصار تناسوا كل إساءة وتسامحوا بكل إهانة!
ولو أردنا أن نتّخذ حادثة نتلمس بها مفتاح شخصية الإمام علي (عليه السلام) على كثرة الحوادث الفذّة في سجل حياته الخالدة، لآثرنا هذه الحادثة بل هذا الموقف من أُمّ المؤمنين تحرّض عليه الخصوصم، وتسيّر الجيوش معتزّة بمناصرتها، ويوم يُعقر جملها، ويصفى حساب أتباعها! تتجلّى فيه طبيعة القلب الكبير، والإمام المهذّب والبطل الفذّ، والقائد الملهم، فبعد أن يصطّ أهل البصرة في خطبته المشهورة:
( كنتم جند المرأة، وأتباع البهيمة، رغا فأجبتم، وعُقر فهربتم، أخلاقكم رقاق، وعهدكم شقاق، ودينكم نفاق، وماؤكم زعاق، المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربّه، كأنّي بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها وغرق من في ضمنها!).
فبعد مثل هذه الخطبة، يتصوّر الإنسان أنّ كل من يقع بين يدي القائد سيكون نصيبه الموت أو الإحتقار على أقلّ تقدير!
لكنّ شيئاً من ذلك لم يكن! بل عفو سام يدلّ على نفس سامية عظيمة واحترام خاصّ لأُمّ المؤمنين عائشة، إذ سيّرها إلى المدينة المنوّرة في جمهور من نساء عبد القيس عشرين عمّمهنّ بعمائم الرجال، وقلّدهنّ السيوف، فلمّا كانت في بعض الطريق ذكرته بما لا يجوز، وقالت: (هتك ستري ابن أبي طالب برجاله وجنده الذين وكّلهم بي!...).
فألقت النساء عمائمهنّ فعلمت أنّ الموكب الذي يرافقها من النساء!
فهل بعد هذا النبل غاية؟
ليقل خصوم الإمام بعد ذلك ما شاءوا، وما شاءت لهم أحقادهم، فإنّ هذا الموقف وحده كاف يكذّب الأقاويل والأراجيف، فلقد اتهموا ـ كاذبين ـ الإمام بأنّه حقود على من تقدّمه من الخلفاء، فلو كان في نفسه أقلّ ظلّ للحقد، لما تسامح مع أُمّ المؤمنين مثل هذا التسامح الكريم، فلم يعرض لها بكلمة نابية بعد أن انهزم عنها الأعوان، وعُقر جملها!
علي أسد الأسلام وقديسه
اللهم لاتهلكني غماً حتى تستجيب لي وتعرفني الإجابة في دعائي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)