قال " الفيروزآبادي " في (القاموس) في كلمة " شاع ":... وشيعة الرجل: أتباعه وأنصاره، والفرقة على حدة، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث، وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى عليا وأهل بيته، حتى صار اسما لهم خاصا، جمعه: أشياع وشيع.
1- قال ابن خلدون في مقدمته ـ صفحة 138ـ إعلم ان الشيعة لغة: هم الصحب والأتباع، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف: على أتباع علي وبنيه رضي الله عنهم.
والحال أن هذا الكلام خلاف الواقع والحقيقة، فإن كلمة " الشيعة " اصطلاح يطلق على أتباع علي بن أبي طالب وأنصاره منذ عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وإن واضع هذه الكلمة والذي جعلها علما عليهم هو رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو كما قال الله عز وجل فيه: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى}(1).
وقد قال (صلى الله عليه وآله): " شيعة علي هم الفائزون " وروى الحافظ أبو نعيم(1) في كتابه " حلية الأولياء " بسنده عن ابن عباس، قال: لما نزلت الآية الشريفة:
{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}(2) خاطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب وقال: يا علي! هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين.
ورواه أبو مؤيد، موفق بن أحمد الخوارزمي في الفصل 17 من كتاب المناقب في كتاب تذكرة خواص الأمة(3) وسبط ابن الجوزي(4)بحذف الآية.
وروى الحاكم عبيد الله الحسكاني، في كتابه (شواهد التنزيل) عن الحاكم أبي عبدالله الحافظ، بسند مرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري، فقال: أي علي. ألم
____________
1- الحافظ أبو نعيم هو من أكبر علمائكم ومحدثيكم، يقول ابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان) بأنه من أكبر الحفاظ الثقات، وأعلم المحثين، وكتابه (حلية الأولياء) الذي يبلغ عشر مجلدات من أحسن الكتب.
وقال صلاح الدين الصفدي في كتابه (الوافي بالوفيات): تاج المحدثين الحافظ أبو نعيم...الى آخره.
وقال في تعريفه محمد بن عبدالله الخطيب في كتابه (مشكاة المصابيح): هو من مشايخ الحديث الثقات، المعمول بحديثهم، المرجوع الى قولهم، كبير القدر، وله من العمر ست وتسعون سنة.
2- سورة البينة الآية 7.
3- المناقب،الحديث الثاني من الفصل 17في بيان مانزل من الآيات في شأنه(صلى الله عليه وآله).
4- تذكرة خواص الأمة، ص56. قال فيه بالسند المذكور عن أبي سعيد الخدري قال: نظر النبي (صلى الله عليه وآله) الى علي بن أبي طالب فقال هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.
تسمع قول الله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}(1).
؟ هم أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جثت الأمم للحساب، تدعون غرا محجلين(2).
وروى أبو المؤيد الموفق أحمد الخوارزمي في مناقبه في الفصل التاسع(3) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي بن أبي طالب، فقال (صلى الله عليه وآله): قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم إنه أولكم إيمانا، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية.
قال: ونزلت: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}(4) إلى آخره.
قال: وكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) إذا أقبل علي عليه السلام قالوا: قد جاء خير البرية(5).
وروى جلال الدين السيوطي
____________
1- سورة البينة الآية 7.
2- رواه العلامة محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي في كتابه (كفاية الطالب) الباب 62 بسنده عن يزيد بن شراحيل، وذكره الحافظ موفق بن أحمد المكي الخوارزمي في مناقب علي عليه السلام. (المترجم)
3- مناقب علي عليه السلام، الفصل التاسع، الحديث العاشر.
4- سورة البينة الآية 7.
5- رواه العلامة الكنجي الشافعي في كتابه (كفاية الطالب)، الباب 62 بسنده عن جابر بن عبدالله الانصاري، وقال: هكذا رواه محدث الشام في كتابه بطرق شتى. (المترجم
حتى قالوا فيه: بأنه مجدد طريقة السنة والجماعة في القرن التاسع الهجري، كما في كتاب (فتح المقال).
روى في تفسيره (الدر المنثور) عن ابن عساكر الدمشقي، أنه روى عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنه قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ دخل على علي بن أبي طالب (ع)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، فنزل: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية).
وكذلك، جاء في " الدر المنثور " في تفسير الآية الكريمة، عن ابن عدي، عن ابن عباس، أنه روي: لما نزلت الآية المذكورة قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين.
وروى ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة صفحة 122 عن ابن عباس، قال: لما نزلت الآية (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: هو أنت وشيعتك، تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضابا مقمحين.
ورواه ابن حجر في الصواعق باب 11 عن الحافظ جمال الدين، محمد بن يوسف الزرندي المدني، وزاد فيه: فقال علي (عليه السلام): من عدوي؟ قال (صلى الله عليه وآله): من تبرأ منك ولعنك.
ورواه العلامة السمهودي في " جواهر العقدين " عن الحافظ جمال الدين الزرندي أيضا.