بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثُمَّ بعث أمير المؤمنين عليه السلام الى طلحة والزبير ، يعاتبهما على ما فعلاه من الصدِّ والإكراه ، فقال ـ بعدما ذكَّرهما ببيعتهما له ، وهو كاره ـ : « ما دعاكما بعد إلى ما أرى ؟ ما الذي كرهتما من أمري حتى رأيتما خلافي ؟! ».
قالا : أعطيناك بيعتنا ، على أن لا تقضي الأُمور ولا تقطعها دوننا ، وأن تستشيرنا في كلِّ أمرٍ ولا تستبدَّ بذلك علينا.. إنَّك جعلت حقَّنا كحقِّ غيرنا ما قد علمت ، فأنت تقسم القَسْم وتقطع الأمر ، وتُمضي الحكم بغير مشاورتنا ولا علمنا.
فقال : « فوالله ما كانت لي في الخلافة رغبة ، ولكنكم دعوتموني إليها ، وجعلتموني عيها فخفت أن اردّكم فتختلف الأمة ، فلمّا أفضتْ إليَّ نظرتُ إلى كتاب الله وسنّة رسوله فأمضيت ما دّلاني عليه واتبعته ولم احتج في ذلك إلى آرائكما فيه ، ولا رأي غيركما ،ولو وقع حكم ليس في كتاب الله بيانه ولافي السنّة برهانه ، واحتيج إلى المشاورة فيه لشاورتكما فيه. وأما القسم والأُسوة ، فإن ذلك أمر لم أحكم فيه باديء بدء ، قد وجدت أنا وأنتما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحكم بذلك ،... أخذ الله بقلوبنا وقلوبكم إلى الحق وألهمنا وإياكم الصبر ».
ثم قال عليه السلام : « رحم الله امرءاً رأى حقاً فأعان عليه ، ورأى جوراً فردّه ، وكان عوناً للحق على من خالفه » (1).
وكان موقف عليٌّ عليه السلام من أمثال هؤلاء ، هو اتباع لغة القرآن الكريم وسُنَّة الرسول العظيم ، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ، فلم يبدل حكماً ويستبدل بآخر ، غير الذي رآه أنَّه جادَّة الصواب المستقيمة ، وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً!
هذه هي الثورة الاجتماعية التي أحدثها الإمام عليه السلام ، والتي كانت من أشدِّ الصعوبات التي واجهها في ذاك المجتمع الشائب بأدران الآلهة والأوثان! هذه هي التسوية بين الفقراء والمساكين والأغنياء الذين طغوا بالأموال.. وسنرى قريباً نتائج هذه التسوية في خروج الناكثين والقاسطين على الخليفة الحق ، تحت شعارٍ زائفٍ وحجَّةٍ داحضةٍ وهي « دم عُثمان »!
ومن مظاهر العدل والمساواة انتزاع الأموال والثروات التي تصرَّف بها عُثمان ، وكأنَّها ملكٌ له لا للمسلمين ، والتي أغدقها على ذويه وخاصَّته من أزلام بني أُميَّة من هدايا ضخمة والى ما شابه ذلك.
فقام الإمام عليٌّ بانتزاعها منهم ، ليعيدها إلى وضعها الطبيعي ، لينتفع بها الفقراء والمساكين الذين « لاكو الصخر خبزاً »! فقال عليه السلام بهذا الموضع : « والله لو وجدتُه قد تُزوِّج به النساءُ ، ومُلِكَ به الإماءُ لرددته ، فإنَّ في العدل سَعَة ، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق » (2) .
فما كان من بني أُميَّة ، الذين هالهم هذا العدل ، الا أن يحرِّض بعضهم البعض الآخر ، فكتب عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان يقول : « ما كنت صانعاً فاصنع! إذ قَشَرك ابن أبي طالب كلَّ مالٍ تملكه ، كما تُقشر من العصا لحاها »!
حتى تمخَّضت هذه الأحداث عن معركتين الجمل وصفِّين ، حيث لم يطيقوا عدل الإسلام الذي طبَّقه عليهم ابنُ أبي طالب عليه السلام !
وفي أصحاب الحزبين جاء قوله عليه السلام : « فلمَّا نهضتُ بالأمر نكثت طائفة ومرقت أُخرى وقسط آخرون ، كأنَّهم لم يسمعوا كلام الله تعالى يقول : ( تِلْكَ الدَّارُ الاخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لأ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الاَرْضِ وَلأ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين ) (3) ».
1) شرح نهج البلاغة 7 : 41 ـ 42.
2) نهج البلاغة ، الخطبة : 15.
3) سورة القصص : 83.
اللهم لاتهلكني غماً حتى تستجيب لي وتعرفني الإجابة في دعائي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكِ اختي روحي زينبية علي الموضوع
و في إنتظار جديدكِ لا عدمناكِ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)