بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على شيعة علي عليه السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله ان جعلنا من خدام شيعة علي عليه السلام
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك
نعزيكم بذكرى استشهاد القران الناطق وسر الله علي ابن ابي طالب عليه السلام
أنه قد علم من تضاعيف الحكايات أن المداومة على العبادة ، والمواظبة. على التضرع والانابة ، في أربعين ليلة الاربعاء في مسجد السهلة أو ليلة الجمعة فيها أو في مسجد الكوفة أو الحائر الحسيني على مشرفه السلام أو أربعين ليلة من اي الليالي في اي محل ومكان ، كما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلى الفوز بلقائه عليهالسلام ومشاهدة جماله ، وهذا عمل شائع ، معروف في المشهدين الشريفين ، ولهم في ذلك حكايات كثيرة ، ولم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كل واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه ، إلا أن الظاهر أن العمل من الاعمال المجربة ، وعليه العلماء والصلحاء والاتقياء ، ولم نعثر لهم على مستند خاص وخبر مخصوص ، ولعلهم عثروا عليه أو استنبطوا ذلك من كثير من الاخبار التي يستظهر منها أن للمداومة على عمل مخصوص من دعاء أو صلاة أو قراءة أو ذكر أو أكل شئ مخصوص أو تركه في أربعين يوما تأثير في الانتقال والترقي من درجة إلى درجة ، ومن حالة إلى حالة ، بل في النزول كذلك ، فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلك الايام تأثير لانجاح كل مهم أراده ففي الكافي : ما أخلص عبد الايمان بالله وفي رواية ما أجمل عبد ذكر الله أربعين صباحا إلا زهده في الدنيا ، وبصره داءها ودواء وأثبت الحكمة في قلبه [ وأنطق بها لسانه ] .
وفي النبوي المروي في لب اللباب للقطب الراوندي : من أخلص العبادة لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه
وفي أخبار كثيرة ما حاصلها : النطفة تكون في الرحم أربعين يوما ، ثم تصير علقة أربعين يوما ، ثم تصير مضغة أربعين يوما ، فمن أراد أن يدعو للحلبى أن يجعل الله ما في بطنها ذكرا سويا يدعو ما بينه وبين تلك الاربعة اشهر.
وفي الكافي أنه قيل للكاظم عليهالسلام : إنا روينا عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : من شرب الخمر لم يحتسب له صلاته أربعين يوما إلى أن قال : إذا شرب الخمر بقي في مشاشه أربعين يوما ، على قدر انتقال خلقته ، ثم قال : كذلك جميع غذاء أكله وشربه يبقى في مشاشه أربعين .
وورد أن من ترك اللحم أربعين صباحا ساء خلقه ، لان انتقال النطفة في أربعين يوما ، ومن أكل اللحم أربعين صباحا ساء خلقه ، ومن أكل الزيت وادهن به لم يقربه الشيطان أربعين يوما ، ومن شرب السويق أربعين صباحا امتلات كتفاه قوة ، ومن أكل الحلال أربعين يوما نور الله قلبه.
وفي أمالي الصدوق في خبر بهلول النباش والتجاؤه إلى بعض جبال المدينة وتضرعه وإنابته أربعين يوما ، وقبول توبته في يوم الاربعين ، ونزول الآية فيه وذهاب النبي صلىاللهعليهوآله عنده ، وقراءتها عليه ، وبشارته بقبول التوبة ، ثم قال صلىاللهعليهوآله لاصحابه : هكذا تدارك الذنوب كما تداركها بهلول.
وورد ان داود عليهالسلام بكى على الخطيئة أربعين يوما.
وأحسن من الجميع شاهدا أنه تعالى جعل ميقات نبيه موسى أربعين يوما
وفي النبوي أنه ما أكل وما شرب ولا نام ولا اشتهى شيئا من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوما شوقا إلى ربه.
وفي تفسير العسكري عليهالسلام كان موسى عليهالسلام يقول لبني إسرائيل : إذا فرج الله عنكم ، وأهلك أعداءكم آتيكم بكتاب من عند ربكم يشمل على أوامره ونواهيه ومواعظه وعبره وأمثاله ، فلما فرج الله عنهم أمره الله عزوجل أن يأتي للميعاد ويصوم ثلاثين يوما عند أصل الجبل ، إلى أن قال : فأوحى الله إليه : صم عشرا آخر وكان وعد الله أن يعطيه الكتاب بعد أربعين ليلة.
بل ورد أن النبي صلىاللهعليهوآله أمر أن يهجر خديجة أربعين يوما قبل يوم بعثته.
ومن الشواهد التي تناسب المقام ما روي بالاسانيد المعتبرة عن الصادق عليهالسلام أنه قال : من دعا إلى الله تعالى أربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا فان مات قبله ، أخرجه الله من قبره وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ، ومحي عنه ألف سيئة ، وهو : اللهم رب النور العظيم ، الدعاء
وفي إكمال الدين في حديث حكيمة في ولادة المهدي صلوات الله عليه أنه عليهالسلام لما ولد وسجد ، وشهد بالتوحيد والرسالة ، وإمامة آبائه عليهمالسلام قالت : فصاح أبومحمد الحسن عليهالسلام فقال : يا عمة تناوليه فهاتيه ، قالت : فتناولته وأتيت به نحوه فلما مثلت بين يدي أبيه وهو على يدي ، سلم على أبيه ، فتناوله الحسن عليهالسلام والطير ترفرف على رأسه ، فصاح بطير منها فقال : احمله واحفظه ورده إلينا في كل أربعين يوما فتناوله الطير وطار به في جو السماء ، واتبعه سائر الطيور فسمعت أبا محمد عليهالسلام يقول : استودعك الذي استودعته أم موسى عليهالسلام فبكت نرجس فقال لها : اسكتي فان الرضاع محرم عليه إلا من ثديك إلى أن قال : قالت حكيمة : فلما أن كان بعد أربعين يوما رد الغلام ووجه إلي ابن أخي فدعاني فدخلت عليه فاذا أنا بصبي يمشي بين يديه إلى أن قال : قالت حكيمة : فلم أزل ارى ذلك الصبي كل أربعين يوما إلى أن رأيته رجلا قبل مضي أبي محمد عليهالسلام الخبر (١).
واعلم أنا قد ذكرنا في الفصل الاول من المجلد الثاني من كتابنا دار السلام أعمالا مخصوصة عند المنام للتوصل إلى رؤية النبي صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام والائمة عليهمالسلام في المنام ، وأكثرها مختص بالنبي وبعضها بالوصي صلوات الله عليهما ، ولعله يجري في سائر الائمة ما جرى لهما صلوات الله عليهما لبعض عمومات المنزلة ، وبذلك صرح المحقق الجليل المولى زين العابدين الجرفادقاني رحمهالله في شرح المنظومة حيث قال : في شرح قوله في غايات الغسل :
ورؤية الامام في المنام
لدرك ما يقصد من مرام
أنه يدل عليه النبوي المروي في الاقبال في أعمال ليلة النصف من شعبان « فأحسن الطهر إلى أن قال : ثم سأل الله تعالى أن يراني من ليلته يراني ». ولكن فيه مضافا إلى استهجان خروج المورد عن البيت إلا بتكلف لا يخفى أن الظاهر بل المقطوع أن نظر السيد رحمهالله إلى ما رواه الشيخ المفيد رحمهالله في الاختصاص عن ابي المغرى عن موسى بن جعفر عليهماالسلام قال : سمعته يقول : من كانت له إلى الله حاجة وأراد أن يرانا ، وأن يعرف موضعه ، فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا ، فانه يرانا ويغفر له بنا ، ولا يخفى عليه موضعه ، الخبر .
قوله عليهالسلام : « يناجي بنا » اي يناجي الله تعالى بنا ، ويعزم عليه ويتوسل إليه بنا أن يرينا إياه ، ويعرف موضعه عندنا وقيل أي يهتم برؤيتنا ، ويحدث نفسه بنا ، ورؤيتنا ومحبتنا ، فانه يراهم أويسألنا ذلك.
وفي الجنة الواقية للشيخ إبراهيم الكفعمي : رأيت في بعض كتب أصحابنا أنه من أراد رؤية احد من الانبياء والائمة عليهمالسلام أو الوالدان في نومه فليقرء : والشمس ، والقدر ، والجحد ، والاخلاص ، والمعوذتين ثم يقرء الاخلاص مائة مرة ويصلى على النبي صلىاللهعليهوآله مائة مرة ، وينام على الجانب الايمن على وضوئه فانه يرى من يريده إنشاء الله تعالى ، ويكلمهم بما يريد من سؤال وجواب.
ورأيت في نسخة أخرى هذا بعينه غير أنه ، يفعل ذلك سبع ليال بعد الدعاء الذي أوله : اللهم أنت الحي الذي الخ ، وهذا الدعاء رواه السيد علي بن طاوس في فلاح السائل ، مسندا عن بعض الائمة عليهمالسلام قال : إذا أردت أن ترى ميتك ، فبت على طهر ، وانضجع على يمينك ، وسبح تسبيح فاطمة عليهاالسلام.
وقال الشيخ الطوسي في مصباحه : ومن أراد رؤيا ميت في منامه فليقل [ في منامه ] : اللهم أنت الحي الذي لا يوصف ، والايمان يعرف منه ، منك بدأت الاشياء وإليك تعود فما أقبل منها كنت ملجأه ومنجاه ، وما أدبر منها لم يكن له ملجا ولا منجا منك إلا لليك ، فأسألك بلا إله إلا أنت ، وأسألك ببسم الله الرحمن الرحيم وبحق حبيبك محمد صلىاللهعليهوآله سيد النبيين ، وبحق علي خير الوصيين ، وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين ، وبحق الحسن والحسين الذين جعلتهما سيدي شباب أهل الجنة أجمعين أن تصلي على محمد وآله وأهل بيته ، وأن تريني ميتي في الحال التى هو فيها فانك تراه إنشاء الله تعالى.
ومقتضى لطلاق صدر الخبر أن يكون للداعي إذا عمل بهذه النسخة أن يبدل آخر الدعاء بما يناسب رؤية الامام الحي والنبي الحي بل الظاهر أن يكون له ذلك إن أراد رؤية كل واحد من الانبياء والائمة عليهمالسلام حيا كان أو ميتا.
بل في كتاب تسهيل الدواء ، بعد ذكر الدعاء المذكور ، وذكر مشايخنا رضوان الله عليهم أن من أراد أن يرى أحدا من الانبياء أو أئمة الهدى صلوات الله عليهم فليقرء الدعاء المذكور إلى قوله أن تصلي على محمد وآل محمد ثم يقول : أن تريني فلانا ويقرء بعده سورة والشمس ، ووالليل ، والقدر ، والجحد ، والاخلاص والمعوذتين ، ثم يقرء مائه مرة سورة التوحيد فكل من اراده يراه ويسال عنه ما أراده ، ويجيبه إنشاء الله.
وحيث بلغ بنا الكلام إلى هذا المقام ، فالاولى أن نتبرك بذكر بعض الاعمال المختصرة للغاية المذكورة ، بناء على ما احتملناه وصرح به المحقق المذكور ، وهو من أعاظم العلماء الذين عاصرناهم.
فمنها ما في فلاح السائل للسيد علي بن طاوس لرؤيا أمير المؤمنين عليهالسلام في المنام ، قال : إذا أردت ذلك ، فقل عند مضجعك » اللهم إني اسألك يا من لطفه خفي ، وأياديه باسطة لا تنقضي ، أسألك بلطفك الخفي ، الذي ما لطفت به لعبد إلا كفي ، أن تريني مولاي علي بن أبي طالب عليهالسلام في منامي.
وحدثني بعض الصلحاء الابرار طاب ثراه أنه جربه مرارا.
ومنها : ما في المصباح للكفعمي وتفسير البرهان عن كتاب خواص القرآن عن الصادق عليهالسلام أن من أدمن قراءة سورة المزمل رأى النبي صلىاللهعليهوآله وسأله ما يريد وأعطاه الله كل ما يريد من الخير.
ومنها ما رواه الاول أن من قرأ [ سورة ] القدر عند زوال الشمس مائة مرة رأى النبي صلىاللهعليهوآله في منامه.
ومنها ما في المجلد الاول من كتاب المجموع الرائق للسيد الجليل هبة الله بن ابي محمد الموسوي المعاصر للعلامة رحمهالله أن من ادمن تلاوة سورة الجن رأى النبي صلىاللهعليهوآله وسأله ما يريد.
ومنها ما فيه أن من قرء سورة الكافرون نصف الليل من ليلة الجمعة ، رأى النبي صلىاللهعليهوآله.
ومنها قراءة دعاء المجير على طهارة سبعا عند النوم ، بعد صوم سبعة أيام ، رواه الكفعمي في جنته.
ومنها قراءة الدعاء المعروف بالصحيفة المروي في مهج الدعوات خمس مرات على طهارة
ومنها ما رواه الكفعمي عن الصادق عليهالسلام أنه قال : من قرء سورة القدر بعد صلاة الزوال وقبل الظهر ، إحدى وعشرين مرة ، لم يمت حتى يرى النبي صلى الله عليه وآله.
ومنها ما في بعض المجاميع المعتبرة أن من اراد أن يرى سيد البريات في المنام فليصل ركعتين بعد صلاة العشاء بأي سورة أراد ، ثم يقرء هذا الدعاء مائة مرة بسم الله الرحمن الرحيم يا نور النور ، يا مدبر الامور ، بلغ مني روح محمد وأرواح آل محمد تحية وسلاما.
ومنها ما في جنة الكفعمي عن كتاب خواص القرآن أنه من قرء ليلة الجمعة بعد صلاة يصليها من الليل الكوثر ألف مرة ، وصلى على محمد وآل محمد ألف مرة رأى النبي صلىاللهعليهوآله في نومه.
تلك عشرة كاملة وباقي الاعمال والاوراد والصلوات يطلب من كتابنا المذكور فان فيه ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين .
ولنختم هذه المقالة الشريفة بذكر ندبة أنشأها السيد السند الصالح الصفي إمام شعراء العراق ، بل سيد الشعراء في الندب والمراثي على الاطلاق ، السيد حيدر ابن السيد سليمان الحلي ، المؤيد من عند الملك العلي ، وقد جمع أيده الله تعالى بين فصاحة اللسان ، وبلاغة البيان ، وشدة التقوى ، وقوة الايمان ، بحيث لورآه احد لا يتوهم في حقه القدرة على النظم ، فكيف بأعلى مراتبه.
أنشأها بأمر سيد الفقهاء السيد المهدي القزويني النزيل في الحلة في السنة التي صار عمر باشا واليا على أهل العراق ، وشدد عليهم ، وأمر بتحرير النفوس لاجراء القرعة ، واخذ العسكر من أهل القرى والامصار سواء الشريف فيه والوضيع والعالم فيه والجاهل ، والعلوي فيه وغيره ، والغني فيه والفقير ، فاشتد عليهم الامر وعظم البلاء ، وضاقت الارض ، ومنعت السماء ، فأنشأ السيد هذه الندبة المشجية فرأى واحد من صلحاء المجاورين في النجف الاشرف الحجة المنتظر عليهالسلام فقال له ما معناه : قد أقلقني السيد حيدر قل له : لا يؤذيني فان الامر ليس بيدي ورفع الله عنهم القرعة في أيامه وبعده بسنين ، وهي هذه :
يا غمرة من لنا بمعبرها
موارد الموت دون مصدرها
يطفح موج البلا الخطير بها
فيغرق العقل في تصورها
وشدة عندها انتهت عظما
شدائد الدهر مع تكثرها
ضاقت ولم يأتها مفرجها
فجاشت النفس من تحيرها
الآن رجس الضلالة استغرق
الارض فضجت إلى مطهرها
وملة الله غيرت فغدت
تصرخ لله من مغيرها
من مخبري والنفوس عاتبة
ماذا يؤدي لسان مخبرها
لم صاحب الامر عن رعيته
أغضى فغضت بجور أكفرها
ما عذره نصب عينه أخذت
شيعته وهو بين اظهرها
يا غيرة الله لا قرار على
ركوب فحشائها ومنكرها
سيفك والضرب إن شيعتكم
قد بلغ السيف حز منحرها
مات الهدى سيدي فقم وأمت
شمس ضحاها بليل عيثرها (١)
واترك منايا العدى بأنفسهم
تكثر في الروع من تعثرها
لم يشف من هذه الصدور سوى
كسرك صدر القنا بموغرها (٢)
وهذه الصحف محو سيفك للا
عمار منهم امحى لاسطرها (٣)
فالنطف اليوم تشتكي وهي في الا
رحام منها إلى مصورها
فالله يا ابن النبي في فئة
ما ذخرت غيركم لمحشرها
ماذا لاعدائها تقول إذا
لم تنجها اليوم من مدمرها
اشقة البعد دونك اعترضت
أم حججت منك عين مبصرها
فهاك قلب قلوبنا ترها
تفطرت فيك من تنضرها
كم سهرت أعين وليس سوى
انتظارها غوثكم بمسهرها
أين الحفيظ العليم للفئة
المضاعة الحق عند افخرها
تغضي وأنت الاب الرحيم لها
ما هكذا الظن في ابن أطهرها
إن لم تغثها لجرم أكبرها
فارحم لهاضعف جرم اصغرها
كيف رقاب من الجحيم بكم
حررها الله في تبصرها
ترضى بأن تسترقها عصب
لم تله عن نأيها ومزهرها
إن ترض يا صاحب الزمان بها
ودام للقوم فعل منكرها
ماتت شعار الايمان واندفنت
ما بين خمر العدى وميسرها
أبعد بها خطة تزاد لها
لا قرب الله دار مؤثرها
الموت خير من الحياة بها
لو تملك النفس من تخيرها
ما غر أعداءنا بربهم
عوائد جل قدر أيسرها
فدعوة الناس إن تكن حجبت
لانها ساء فعل أكثرها
فرب جرى حشى لواحدها!
شكت إلى الله في تصورها
توشك أنفاسها وقد صعدت
أن تحرق القوم في تسعرها
وله أيد الله تعالى ندبة أخرى تجري في هذا المجرى ، تورث في العين قذي ، وفي القلب شجى :
أقائم بيت الهدى الطاهر
كم الصبر فت حشى الصابر
وكم يتظلم دين الا
له إليك من النفر الجائر
يمد يدا تشتكي ضعفها
لطبك في نبضها الفاتر
ترى منك ناصره غائبا
وشرك العدى حاضر الناصر
فنوسع سمعك عتبا يكاد
يثيرك قبل ندا الآمر
له ما معناه : قد أقلقني السيد حيدر قل له : لا يؤذيني فان الامر ليس بيدي ورفع الله عنهم القرعة في أيامه وبعده بسنين ، وهي هذه :
يا غمرة من لنا بمعبرها
موارد الموت دون مصدرها
يطفح موج البلا الخطير بها
فيغرق العقل في تصورها
وشدة عندها انتهت عظما
شدائد الدهر مع تكثرها
ضاقت ولم يأتها مفرجها
فجاشت النفس من تحيرها
الآن رجس الضلالة استغرق
الارض فضجت إلى مطهرها
وملة الله غيرت فغدت
تصرخ لله من مغيرها
من مخبري والنفوس عاتبة
ماذا يؤدي لسان مخبرها
لم صاحب الامر عن رعيته
أغضى فغضت بجور أكفرها
ما عذره نصب عينه أخذت
شيعته وهو بين اظهرها
يا غيرة الله لا قرار على
ركوب فحشائها ومنكرها
سيفك والضرب إن شيعتكم
قد بلغ السيف حز منحرها
مات الهدى سيدي فقم وأمت
شمس ضحاها بليل عيثرها (١)
واترك منايا العدى بأنفسهم
تكثر في الروع من تعثرها
لم يشف من هذه الصدور سوى
كسرك صدر القنا بموغرها (٢)
وهذه الصحف محو سيفك للا
عمار منهم امحى لاسطرها (٣)
فالنطف اليوم تشتكي وهي في الا
رحام منها إلى مصورها
فالله يا ابن النبي في فئة
ما ذخرت غيركم لمحشرها
ماذا لاعدائها تقول إذا
لم تنجها اليوم من مدمرها
اشقة البعد دونك اعترضت
أم حججت منك عين مبصرها
فهاك قلب قلوبنا ترها
تفطرت فيك من تنضرها
كم سهرت أعين وليس سوى
انتظارها غوثكم بمسهرها
أين الحفيظ العليم للفئة
المضاعة الحق عند افخرها
تغضي وأنت الاب الرحيم لها
ما هكذا الظن في ابن أطهرها
إن لم تغثها لجرم أكبرها
فارحم لهاضعف جرم اصغرها
كيف رقاب من الجحيم بكم
حررها الله في تبصرها
ترضى بأن تسترقها عصب
لم تله عن نأيها ومزهرها
إن ترض يا صاحب الزمان بها
ودام للقوم فعل منكرها
ماتت شعار الايمان واندفنت
ما بين خمر العدى وميسرها
أبعد بها خطة تزاد لها
لا قرب الله دار مؤثرها
الموت خير من الحياة بها
لو تملك النفس من تخيرها
ما غر أعداءنا بربهم
عوائد جل قدر أيسرها
فدعوة الناس إن تكن حجبت
لانها ساء فعل أكثرها
فرب جرى حشى لواحدها!
شكت إلى الله في تصورها
توشك أنفاسها وقد صعدت
أن تحرق القوم في تسعرها
وله أيد الله تعالى ندبة أخرى تجري في هذا المجرى ، تورث في العين قذي ، وفي القلب شجى :
أقائم بيت الهدى الطاهر
كم الصبر فت حشى الصابر
وكم يتظلم دين الا
له إليك من النفر الجائر
يمد يدا تشتكي ضعفها
لطبك في نبضها الفاتر
ترى منك ناصره غائبا
وشرك العدى حاضر الناصر
فنوسع سمعك عتبا يكاد
يثيرك قبل ندا الآمر
نهزك لا مؤثرا للقعود
على وثبة الاسد الخادر
ونوقض عزمك لابائتا
بمقلة من ليس بالساهر
ونعلم أنك عما تروم
لم يك باعك بالقاصر
ولم تخش من قاهر حيث ما
سوى الله فوقك من قاهر
ولا بد من أن نرى الظالمين
بسيفك مقطوعة الدابر
بيوم به ليس تبقى ضباك
على دارع الشرك والحاسر
ولو كنت تملك أمر النهوض
أخذت له أهبة الثائر
وإنا وإن ضر ستنا الخطوب
لنعطيك جهد رضى العاذر
ولكن نرى ليس عند الاله
أكبر من جاهك الوافر
فلو نسأل الله تعجيله
ظهورك في الزمن الحاضر
لوافتك دعوته في الظهور
بأسرع من لمحة الناظر
فثقف عدلك من ديننا
قنا عجمتها يد الاطر
وسكن أمنك منا حشى
غدت بين خافقتي طائر
إلام وحتى م تشكو العقام
لسيفك أم الوغى العاقر
ولم تتلظى عطاش السيوف
إلى ورد ماء الطلى الهامر
أما لقعودك من آخر
أثرها فديتك من ثائر
وقدها يميت ضحى المشرقين
بظلمة قسطلها المائر
يردن بمن لا يغير الحمام
أو درك الوتر بالصادر
ولك فتى حنيت ضلعه
على قلب ليث شرى هامر
يحدثه اسمر حاذق
بزجر عقاب الوغا الكاسر
بأن له أن يسر مستميتا
لطعن العدى أوبة الظافر
فيغدو أخف لضم الرماح
منه لضم المها العاطر
أولئك آل الوغى الملبسون
عدوهم ذلة الصاغر
هم صفوة المجد من هاشم
وخالصة الحسب الفاخر
كواكب منك بليل الكفاح
تحف بنيرها الباهر
لهم أنت قطب وغى ثابت
وهم لك كالفلك الدائر
ظماء الجياد ولكنهم
رؤا المثقف والباتر
كماة تلقب أرماحهم
برضاعة الكبد الواغر
وتسمى سيوفهم الماضيات
لدى الروع بالاجل الحاضر
فان سددوا السمر حكوا السماء
وسدوا الفضاء على الطائر
وإن جردوا البيض فالصافنات
تعوم ببحر دم زاخر
فثمة طعن قنا لا تقيل
أسنتها عثرة الغادر
وضرب يؤلف بين النفوس
وبين الردى ألفة القاهر
الا أين أنت أيا طالبا
بماضي الذحول وبالغابر
وأين المعد لمحو الضلال
وتجديد رسم الهدى الداثر
وناشر راية دين الاله
وناعش جد التقى العاثر
ويابن العلى ورثوا كابرا
حميد المآثر عن كابر
ومدحهم مفخر المادحين
وذكرهم شرف الذاكر
ومن عاقدوا الحرب أن لا تنام
عن السيف عنهم يد الشاهر
تدارك بسيفك وتر الهدى
فقد أمكنتك طلى الواتر
كفى أسفا أن يمر الزمان
ولست بناه ولا آمر
وأن ليس أعيننا تستضئ
بمصباح طلعتك الزاهر
على أن فينا اشتياقا إليك
كشوق الربا للحيا الماطر
عليك إمام الهدى غرما
غدا البر تلقى من الفاخر
لك الله حلمك غر النعام
فأنساهم بطشة القادر
وطول انتظارك فت القلوب
وأغضى الجفون على عائر
فكم ينحت الهم أحشاءنا
وكم تستطيل يد الجائر
وكم نصب عينك يا ابن النبي
نساط بقدر البلا الفاتر
وكم نحن في كهوات الخطوب
نناديك من فمها الفاغر
ولم تك منا عيون الرجا
ء بغيرك مقعودة الناظر
أصبرا على مثل حز المدى
ونفحة جمر الغضا الساغر
اصبرا وهذي تيوس الضلال
قد أمنت شفرة الجازر
اصبرا وسرب العدى واقع
يروح ويغدو بلا ذاعر
نرى سيف أولهم منتضى
على هامنا بيد الآخر
به تعرق اللحم منا وفيه
تشظى العظام يد الكاسر
وفيه يسوموننا خطة
بها ليس يرضى سوى الكافر
فنشكو إليهم ولا يعطفون
كشكوى العقيرة للعاقر
وحين البطان التقت حلقتاه
ولم نر للبغي من زاجر
عججنا إليك من الظالمين
عجيج الجمال من الناحر
كتاب بحارالانوار
دمتم برعاية بقية الله
اِلـهي اِنْ لَمْ تَبْتَدِئنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفيقِ فَمَنِ السّالِكُ بي اِلَيْكَ في واضِحِ الطَّريقِ