اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على شيعة علي عليه السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله ان جعلنا من خدام شيعة علي عليه السلام
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك
نعزيكم بذكرى استشهاد القران الناطق وسر الله علي ابن ابي طالب عليه السلام
وقفة بين يدي أول شهيد من أل محمد ( الجنين المحسن بن علي وفاطمة ) .... الحلقة الأولى
اللهم صل على محمّد وأهل بيته، وصلّ على البتول الطاهرة، الصدّيقة المعصومة، التقيّة النقيّة، الرّضيّة المرضيّة، الزكيّة الرشيدة، المظلومة المقهورة، المغصوبة حقّها، الممنوعة إرثها، المكسورة ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها، فاطمة بنت رسولك، وبضعة لحمه، وصميم قلبه، وفلذة كبده ...
عاشت فاطمة ( ع ) أيامها من بعد فقدانها الأب النبي العظيم (صلى اللّه عليه وآله وسلم) أياما بل ساعات جدا حرجة تجلت أقسى ملامحها اعتداء القوم وظلمهم لها في غصب الخلافة من علي ( عليه السلام ) و فقدانها المحسن السقط القتيل المخضّب بالدماء بعد الهجوم على الدار ؟!
الحكاية مرة وقاسية ولكننا نروي أهم فصولها وباختصار ...
كما في ( البحار ج43 ص178 ح15 )
تقول الحكاية ( بتصرف قليل مني ) ...
صلّى أمير المؤمنين عليه السلام صلاة الظهر، وأقبل يريد المنزل، إذ استقبلته الجواري باكيات حزينات، فقال لهنَّ: ما الخبر؟ ومالي أراكنَّ متغيّرات الوجوه والصّور؟ فقلن: يا أمير المؤمنين أدرك ابنة عمّك الزّهراء(عليها السلام) وما نظنّك تدركها.
فأقبل أمير المؤمنين(عليه السلام) مسرعاً حتّى دخل عليها، وإذا بها ملقاة على فراشها وهو من قباطيِّ مصر، وهي تقبض يميناً وتمدُّ شمالاً، فألقى الرِّداء عن عاتقه، والعمامة عن رأسه، وحلَّ أزراره، وأقبل حتّى أخذ رأسها وتركه في حجره، وناداها: يا زهراء! فلم تكلّمه، فناداها: يا بنت محمّد المصطفى! فلم تكلّمه، فناداها: يا بنت من حمل الزَّكاة في طرف ردائه وبذلها على الفقراء! فلم تكلّمه، فناداها: يا ابنة من صلّى بالملائكة في السماء مثنى مثنى! فلم تكلّمه، فناداها: يا فاطمة كلّميني فأنا ابن عمّك عليٌّ بن أبي طالب.
قال: ففتحت عينيها في وجهه، ونظرت إليه وبكت، وبكى وقال: ما الّذي تجدينه فأنا ابن عمّك عليٌّ بن أبي طالب، فقالت: يا ابن العمِّ إنّي أجد الموت الّذي لا بدَّ منه ولا محيص عنه، وأنا أعلم أنّك بعدي لا تصبر على قلّة التزويج، فإن أنت تزوَّجت امرأة اجعل لها يوماً وليلة، واجعل لأولادي يوماً وليلة يا أبا الحسن، ولا تَصحْ في وجوههما، فيصبحان يتيمين غريبين منكسرين، فإنّهما بالأمس فقدا جدَّهما، واليوم يفقدان أُمّهما، فالويل لأمّة تقتلهما وتبغضهما.
ثمَّ أنشأت تقول:
ابكني إن بكيت يا خير هادي واسبل الدَّمع فهو يوم الفراق
يا قرين البتول أوصيك بالنسل فقد أصبحا حليف اشتياق
ابكني وابك لليتامى ولا تنـ ـس قتيل العدى بطفِّ العراق
يحلف اللّه فهو يوم الفراق فارقوا فاصبحوا يتامى حيارى
فقال لها عليٌّ(عليه السلام): من أين لك يا بنت رسول اللّه هذا الخبر، والوحي قد انقطع عنّا؟ فقالت: يا أبا الحسن رقدت الساعة، فرأيت حبيبي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في قصر من الدُّرِّ الأبيض، فلمّا رآني قال: هلمّي إليَّ يا بنيّة، فإنّي إليكِ مشتاق، فقلت: واللّه إنّي لأشدُّ شوقاً منك إلى لقائك، فقال: أنت اللّيلة عندي وهو الصادق لِما وعد، والموفي لما عاهد.
فإذا أنت قرأت يس، فاعلم أنّي قد قضيت نحبي، فغسّلني ولا تكشف عنِّي، فإنّي طاهرة مطهّرة، وليصلِّ عليَّ معك من أهلي الأدنى فالأدنى ومن رزق أجري، وادفنّي ليلاً في قبري، بهذا أخبرني حبيبي رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم).
فقال عليٌّ: واللّه لقد أخذت في أمرها، وغسّلتها في قميصها، ولم أكشفه عنها، فواللّه لقد كانت ميمونة طاهرة مطهّرة، ثمَّ حنّطتها من فضلة حنوط رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم)، وكفّنتها وأدرجتها في أكفانها، فلمّا هممت أن أعقد الرِّداء ناديت يا أُم كلثوم! يا زينب! يا سكينة! يافضّة! يا حسن! يا حسين! هلمّوا تزوَّدوا من أُمّكم، فهذا الفراق واللّقاء في الجنّة.
فأقبل الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما يناديان واحسرتا لا تنطفئ أبداً، من فقد جدِّنا محمد المصطفى، وأُمِّنا فاطمة الزَّهراء، يا أُمَّ الحسن، يا أُمَّ الحسين، إذا لقيت جدَّنا محمد المصطفى فاقرئيه منّا السلام، وقولي له: إنّا قد بقينا بعدك يتيمين في دار الدُّنيا.
فقال أمير المؤمنين عليٌّ(عليه السلام): إنّي أشهد اللّه، أنّها قد حنَّت وأنّت، ومدَّت يديها، وضمّتهما إلى صدرها مليّا، وإذا بهاتف من السّماء ينادي: يا أبا الحسن ارفعهما عنها، فلقد أبكيا واللّه ملائكة السّماوات، فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب، قال: فرفعتهما عن صدرها، وجعلت أعقد الرِّداء، وأنا أنشد بهذه الأبيات:
فراقك أعظم الأشياء عندي وفقدك فاطم أدهى الثكول
سأبكي حسرة وأنوح شجواً على خلّ مضى أسنى سبيل
ألا يا عين جودي واسعديني فحزني دائم أبكي خليلي
ثمَّ حملها على يده، وأقبل بها إلى قبر أبيها، ونادى: السلام عليك يا رسول اللّه، السلام عليك يا حبيب اللّه، السلام عليك يا نور اللّه، السلام عليك يا صفوة اللّه، منّي السلام عليك، والتحيّة واصلة منّي إليك ولديك، ومن أبنتك النازلة عليك بفنائك، وإنَّ الوديعة قد استردَّت، والرهينة قد أخذت، فوا حزناه على الرَّسول، ثمَّ من بعده على البتول، ولقد اسودَّت عليَّ الغبراء، وبعدت عنّي الخضراء، فواحزناه، ثمَّ واأسفاه.
ثمَّ عدل بها على الرَّوضة، فصلّى عليها في أهله وأصحابه ومواليه وأحبّائه، وطائفة من المهاجرين والأنصار، فلمّا واراها وألحدها في لحدها.
أنشأ بهذه الأبيات يقول:
أرى علل الدُّنيا عليَّ كثيرة وصاحبها حتّى الممات عليل
لكلِّ اجتماع من خليلين فرقة وإنَّ بقائي عندكم لقليل
وإنَّ افتقادي فاطماً بعد أحمد دليل على أن لا يدوم خليل.
*******************
يا ترى هل ماتت الزهراء متأثرة بضرب القوم لها ؟!
أم ماتت لإسقاط جنينها ؟!
ام كلا الأمرين ... !!! ؟؟؟
روى سليم بن قيس ( كتاب سليم بن قيس ص21) عن عبد الله بن العباس، أنه حدّثه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي، بعد خطبة طويلة:
(( إن قريشاً ستظاهر عليكم، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعواناً فجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً فكف يدك واحقن دمك، أما إنّ الشهادة من ورائك، لعن الله قاتلك.
ثم أقبل (صلى الله عليه وآله وسلم) على ابنته (عليها السلام)، فقال: إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة، وسترين بعدي ظلماً وغيظاً، حتى تضربي، ويكسر ضلع من أضلاعك، لعن الله قاتلك… ))
وروى سليم بن قيس عن ابن عباس أيضاً، قال:
(( دخلت على علي (عليه السلام) بذي قار، فأخرج لي صحيفة، وقال لي:
يا ابن عباس، هذه صحيفة أملاها عليَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخطي بيده
فقلت : يا أمير المؤمنين، اقرأها عليَّ…. إلى أن قال:
فكان مما قرأه عليَّ: كيف يصنع به، وكيف تستشهد فاطمة، وكيف يستشهد الحسن…إلخ ))
وفي كنز الفوائد:
عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال في حديث طويل: (( يا يونس، قال جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي، ويغصبها حقها ويقتلها ))
( كنز الفوائد: ج1 ص149 و150، وروضات الجنات: ج6 ص182.).
التاريخ اذن اثبت ان فاطمة لم تقتل لوحدها بل قتل معها شخص اخر من اهل البيت ( ع )
ورد في الإختصاص:
عن عبد الله بن بكر الأرجاني قال:
صحبت أبا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة من المدينة… ثم ذكر حديثاً طويلاً عن الإمام (عليه السلام) جاء فيه:
((.. قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقاتل فاطمة (عليها السلام)، وقاتل المحسن، وقاتل الحسن والحسين…إلخ ))
( الإختصاص: ص343 و344، والبحار: ج25 ص373، وكامل الزيارات: ص 326 و327.).
وفي دلائل الإمامة:
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال في حديث:
(( وحملت بالحسن، فلما رزقته حملت بعد أربعين يوماً بالحسين ثم رزقت زينب، وأم كلثوم، وحملت بمحسن، فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها، وأخرج ابن عمها أمير المؤمنين، وما لحقها من الرجل، أسقطت به ولداً تماماً. وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها صلوات الله عليها ))
( دلائل الإمامة: ص26 و27، والعوالم: ج11 ص504.).
**************************** *********
وقفة بين يدي اول شهيد من ال محمد ( الجنين المحسن بن علي وفاطمة ) ...
يتبع
دمتم برعاية بقية الله
اِلـهي اِنْ لَمْ تَبْتَدِئنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفيقِ فَمَنِ السّالِكُ بي اِلَيْكَ في واضِحِ الطَّريقِ