بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على شيعة علي عليه السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله ان جعلنا من خدام شيعة علي عليه السلام
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك
كل ع ــام وانتم بــ الف خ ــير
واعاده الله علينا وعليكم ونحن ننعم بدولة العدل الالهي وفي ظل وتحت رعاية مولانا بقية الله عجل الله فرجه الشريف
جدة المهدي السيدة حديثة وماادراك ما حديثة سليل مسلولة
اسمها : هي السيدة سوسن ، كانت في نهاية العفّة والصلاح والورع والتقوى ، وفي مقدمة العابدات العارفات في زمانها ، وكانت في بلدها من الأشراف ، وفي مصاف الملوك ، ويكفي في فضلها أنّها كانت مفزعا وملجأً لشيعة أهل البيت عليهمالسلام في زمن محنة الشيعة أثناء الغيبة الصغرى للإمام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه الشريف.
ومن أسمائها الأخرى :
حديث ، وحديثة ، وعسفان ، وسليل ، وسمانة ، ولها أسماء أخرى . إلاّ أن أشهر أسمائها : سوسن ، وحديث.
كنيتها : أُم الحسن ، وتعرف أيضاً بأُم أبي محمّد ، كما سيأتي في كراماتها.
لقبها : الجدّة ، ويقصد بهذا اللقب جَدَّة الإمام المهدي أرواحنا فداه ، كما سيأتي ذلك في كراماتها أيضاً.
زواجها من الإمام الهادي عليهماالسلام :
في مدينة طيبة حيث أعزّ بيوت المجد والشرف ، ذلك بيت النبوّة ، شاءت الإرادة الإلهية أن يجتمع النور بالنور حيث يقدّر اللّه عزّوجلّ بأن يؤتى بتلك السيدة الجليلة والمخدّرة المنيفة من المنائي البعيدة لتكون زوجة له عليهالسلام وأمّا لولده العسكري عليهالسلام فيما بعد ، فهم أصلاب شامخة وأرحام مطهّرة.
ولادتها الإمام العسكري عليهالسلام :
بعد أن تزوّج الإمام الهادي عليهالسلام من السيدة سوسن ، عاشت تنعم في كنفه وهي تحظى ببركات الإمامة ، ومضت الأيام والشهور وقد حملت بوليدها ، وفي ربوع المدينة المنورة حيث مهبط الوحي وموطن الملائكة الهداة ومدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، وُلد الإمام العسكري عليهالسلام في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني ، وقيل في الثامن منه ، وقيل الرابع في سنة ٢٣٢ للهجرة المباركة
خروجها من سامراء إلى المدينة المنورة وعودتها إلى سامراء :
عندما اقتربت وفاة الإمام العسكري عليهالسلام ، ولعلمه بما سيحدث على أهل بيته من ظلم واضطهاد ، فلذا طلب من أُمّه وأهله مغادرة (سُرَّ من رأى) لأداء مراسم الحج ، والعيش بعيداً عن أنظار السلطة الجائرة ، ولكي يتفرّغ لترتيب وضع القواعد الشعبية بعد غيبة الإمام المنتظر عجل اللّه تعالى فرجه الشريف.
روى المسعودي عن أحمد بن إسحاق قال : دخلت على الإمام العسكري عليهالسلام فقال : « يا أحمد كيف حالكم فيما كان الناس من الشكّ والارتياب؟ ».
قلت : يا سيدي ، لمّا ورد كتابكم يخبرنا بمولد سيدنا محمّد المهدي عجل اللّه تعالى فرجه الشريف ، لم يبقَ منا رجلٌ ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلاّ قال بالحقّ ، فقال الإمام : « أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجّة! »
ثم طلب الإمام العسكري عليهالسلام من والدته (السيدة سوسن) أن تحجّ البيت سنة تسع وخمسين ومائتين ، وعرّفها ما يناله في سنة ستين ، وأحضر ولده الإمام المهدي ، فأوصى إليه وسلّم إليه الاسم الأعظم ومواريث الإمامة والسلاح ، ثم خرجت والدته ( السيدة سوسن ) مع حفيدها الإمام المهدي وأُمه ( على رواية ) جميعاً إلى مكّة المكرّمة .
وبعد شهادة الإمام العسكري عليهالسلام عادت مرّة أُخرى إلى ( سُرَّ من رأى ) فما كان من بني العباس إلاّ وقد فتّشوا منزل الإمام وعرّضوا عيال الإمام وأهل بيته إلى أشدّ المضايقات والتنكيل ، وظلّت السيدة ( سوسن ) صابرة محتسبةمضطلعة بدورها القيادي والسياسي ، وقد أكّد ذلك الدور المشرق الرواية الواردة عن السيدة حكيمة عليهاالسلام بنت الإمام الجواد عليهالسلام عندما سألها أحمد بن أبراهيم قائلاً : فإلى من تفزع الشيعة؟ قالت السيدة حكيمة : إلى الجدّة أُم أبي محمّد عليهالسلام
كراماتها :
وردت عدّة روايات تشير إلى تألّق نجم هذه السيدة وعلوّ شأنها.
ومنها : لمّا أُدخلت السيدة أُم العسكري على الإمام الهادي قال في حقّها
: « سليل ، مسلولة من الآفات والعاهات والأرجاس والأنجاس ». ثمّ بشّرها بولادة حفيدها الحجّة المنتظر عجل اللّه تعالى فرجه الشريف قائلاً لها :
« سيهب اللّه حجّته على خلقه يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جورا » .
وفي الخبر الوارد عن أحمد بن إبراهيم
حينما سأل السيدة حكيمة خاتون بنت الإمام الجواد عليهالسلام قال : قلت لها : أين الولد؟ فقالت : مستور. قلت : إلى من تفزع الشيعة؟ قالت : إلى الجَدَّة أُم أبي محمّد .
وجاء في رواية أحمد بن عبيداللّه بن يحيى بن خاقان ، وهو من رجال البلاط : أنّ أمّ العسكري عليهالسلام ادّعت وصيته ، فقسم ميراثه بينها وبين أخيه جعفر ، وثبت ذلك عند القاض
وأخبر الإمام العسكري عليهالسلام والدته بوقت وفاته ، وقد أوصاها بوصايا عدّة ،
وقد بقيت هذه المرأة حيّة بعد وفاته عليهالسلام تدير شؤون شيعة أهل البيت عليهمالسلام ثمّ ماتت بعده ودفنت بجنب ولدها العسكري عليهالسلام .
عن محمّد بن صالح قال : لمّا ماتت الجدَّة ـ أم الحسن العسكري ـ أمرت أن تُدفن في الدار؟
فنازعهم جعفر وقال : لي الدار لا تُدفن فيها! فخرج الحجّة المنتظر عليهالسلام فقال : « يا جعفر أدارك هي؟ » ثمّ غاب عنه ولم يره بعد ذلك.
تلك إذن كرامات تدلُّ على عظمة تلك السيدة الجليلة بما تمتاز به من غاية الشرف ومنتهى الفضل ، وهي إحدى الأبواب الواسطة بين الإمام الحجّة المنتظر عليهالسلام وقواعده الشعبية.
وفاتها عليهاالسلام :
بعد عودتها من المدينة المنورة إلى سامراء وحضورها شهادة ولدها الإمام العسكري عليهالسلام ، ساءت صحّتها رضي اللّه عنها ، كما تظهر وصيتها بأن تُدفن بالدار ، أي دار زوجها وابنها العسكريين عليهماالسلام! (٣)
وأما تحديد تاريخ وفاتها بالضبط فلا سبيل إليه ، ولكن من الثابت أنه كان في أوائل الغيبة الصغرى لإمام العصر والزمان أرواحنا فداه ، أي بعد وفاة ولدها الإمام العسكري عليهالسلام بقليل ، كما يفهم من الرواية المتقدّمة بخصوص معارضة جعفر في دفنها رضي اللّه عنها في دار الإمامين الهادي والعسكري عليهماالسلام طمعاً منه بها.
ومهما يكن فإن لأُم أبي محمّد عليهالسلام دورا عظيما قبل وفاتها رضي اللّه عنها ، إذ كانت الواسطة بين حفيدها العظيم المنقذ وشيعته بعد وفاة زوجها الإمام العسكري عليهالسلام.
فسلام عليكِ يا زوجة الهادي ، ويا أُم العسكري ، ويا جدّة من سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً ، وطبتم وطابت الأرض التي فيها دُفنتم ورزقنا اللّه شفاعتكم يوم الورود.
نسالكم الدعاء
دمتم برعاية بقية الله
اِلـهي اِنْ لَمْ تَبْتَدِئنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفيقِ فَمَنِ السّالِكُ بي اِلَيْكَ في واضِحِ الطَّريقِ