بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
والعن عدوهم والمتراضين على عدوهم ومنكري فضائلهم من الاولين والاخرين
السلام على شيعة علي عليه السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله تعالى رب العالمين ان جعلنا من خدام شيعة علي عليه السلام
ياغياث المستغيثين اغثني بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ادركني
آل محمد مظهر السفارة الإلهية
خلاصة القول:
إن الله سبحانه وتعالى جعل تلكما الدرتين الوضاءتين , وذانكما الضياءين المنيرين المتلألئين ... سلاطين الدارين في جميع عوالم الإمكان ومراتب الأكوان , وكذلك الأمر بالنسبة لأئمة الهدى ومصابيح الدجى ( عليهم السلام ) فهم على كل ما سواه تعالى مظهر جلاله وجماله ومصادر أفعاله وإراداته , وأمناء وحيه وأولياء الله على عباده , بأمرهم يجري القضاء وبقولهم يصدر القدر ... ومع هذه الدرجات العظيمة والمنح الربانية لهم في القدرة والعظمة , فهم غير شركاء الله في أمره ونهيه , وغير مستقلين عنه في شيء , بل فوضت لهم الأمور من قبله.
وما بلغوا هذه المراتب السامية إلا بالاستمداد من وجود الله الجواد فهم ليسوا بشركائه في تدبير أمور العباد , ولم يكن الله سبحانه قد فوض إليهم الأمور وابتعد – معاذ الله – عن امور عباده فأوكل إليهم أمر الخلق والرزق والموت والحياة .. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ومن يعتقد بذلك فهو الكفر بعينه والزندقة بعينها , وهو مخالف لعقائد الفرقة المحقة , ومناف لأدلة التوحيد لله الحميد المجيد المتفرد المتوحد في الذات والصفات والأفعال والعبادة.
بل إن هؤلاء عباد مكرمون مرزوقون , وأنوار متلألئة , ومخلوقون من سائر خلق الله , فهم في جانب حبه , وفي مقام افتقارهم له وفنائهم في ذاته لا شيء يذكر ولا أثر يؤثر , أفنوا أنفسهم في حب ذاته , وأذابوا أجسادهم في عشق صفاته , ووضعوا تاج الفقر على رؤوسهم , وقالوا بذلك نفتخر وغاصوا في عباب بحر التوحيد فاستقر بهم الأمر على مطارف التجريد , كانوا أذناً سامعة لما يتلى عليهم من الأمر العلي الأعلى فهم منتظرون متلهفون مشتاقون لأمره يعملون بما يريد ( بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون )
وبالجملة:
فإنهم في مقام العبادة والعبودية , ليست لهم آية وإرادة أمام إرادة الله تعالى أصلاً , بل كل ما يفعلونه فهو بأمر من الله – جلا وعلا – وبإذنه وإرادته , وفي كل آن يصلهم المدد الإلهي المتواصل , فإذا انقطع عنهم لحظة ما ... فإنهم يتلاشون ويفنون ويضمحلون , كأن لم يكونوا شيئاً مذكوراً.
الكاتب: آية الله المعظم الميرزا محمد حسين الممقاني
نسالكم الدعاء
دمتم برعاية بقية الله
الهي ان لم تبدئني الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي اليك بواضح