بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الليلة الماضية سألتِ عن أسماء الكتب العرفانية.. ابنتي اهتمي برفع الحجب لا جمع الكتب ...
(قولي لي) إذا نقلتِ الكتب العرفانية والفلسفية من السوق إلى المنزل
من مكان إلى مكان أو جعلتِ نفسك مخزناً للألفاظ والاصطلاحات..
وعرضت في المجالس والمحافل ما في جرابك
وخدعت الحضّار بمعلوماتك
وزدتِ ثقل حملك بخداع الشيطان والنفس الأمارة الأخبث من الشيطان،
وأصبحت بلعبة إبليس زينة المجالس وتبعكِ لا سمح الله غرور العلم والعرفان وسيفعل. فهل بهذه المحمولات الكثيرة زدت الحجب أم خففتها؟!!
أورد الله عز وجل لإيقاظ العلماء الآية
الشريفة: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ..}
(الجمعة/ 5). ليعلموا أن اختزان العلوم حتى إذا كان علم الشرائع والتوحيد لايخفف الحجب بل يزيدها
وينقل (صاحبه) من الحجب الصغار إلى الحجب الكبار.
لا أقول اهربي من العلم والعرفان والفلسفة واقضي عمرك بالجهل
فإن هذا انحراف.
أقول: إسعي وجاهدي
كي يكون الدافع إلهيا ومن أجل المحبوب..
واذا عرضت(شيئاً من العلم) فليكن لله ولتربية عباده
لا للرياء والتظاهر فتصبحي لا سمح الله من علماء السوء الذين يتأذى أهل النار برائحتهم
-إشارة إلى رواية عن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم جاء فيها
( وإن أهل النار ليتأذون بريح العالم التارك لعلمه )
أولئك الذين وجدوه وعشقوه ليس لهم دافع سواه..
وبهذا الدافع أصبحت كل أعمالهم إلهيةً
-الحرب، والصلح، والضرب بالسيف، والكر.. وكل ما تتصورين..
( ضربة على يوم خندق أفضل من عباده الثقلين )
لولا الدافع الإلهي لما كانت تعادل فلساً
حتى إذا كانت سبباً لفتح كبير..
لا يظن أن مقام الأولياء خصوصا ولي الله الأعظم عليه وعلى أولاده الصلوات والسلام ينتهي هنا .
القلم لا جرأة له على المضي والبيان ولا طاقة له ليشرح..
وماذا نقول للمحجوبين
نحن المحجوبون..
وماذا نعلم نحن لنقول..
ما هو موجود ليس مما يحكى وهو أعلى من أفق وجودنا.
ولكن لا بأس، فإ ن ذكر الحبيب يؤثر في القلب والروح حتى إذا لم يفهم من ذكره شيء
كالعاشق الأمي الذي ينظر إلى كتابة رسالة المحبوب فيأنس لأن هذه رسالة المحبوب
وكالفارسي المضطرب لعدم معرفته العربية
ليقرأ القرآن الكريم ويأنس به لأنه منه (تعالى)
وتعتريه حالٌة هي أفضل آلاف المرات من (حالة) الأديب العالم الذي شغل نفسه بإعراب القرآن ومزاياه الأدبية وبلاغته وفصاحته
أوالفيلسوف العارف الذي يفكر بمسائله العقلية والذوقية
ويغفل عن المحبوب وكمطالعة الكتب الفلسفية والعرفانية التي تهتم بمستوى الكتاب ولا اهتمام لها بالكاتب.
ابنتي
موضوع الفلسفة مطلق الوجود، من الحق تعالى
إلى آخر مراتب الوجود.
وموضوع علم العرفان والعرفان العلمي الوجود المطلق
أو فقولي الحق تعالى
ولابحث له غير الحق ومظهره ولا سواه..
إذا بحث كتاب أو عار ف عن شيء غير الحق
فلا الكتاب عرفان ولا القائل عارف..
وإذا نظر فيلسوف إلى الوجود كما هو،
وبحث فنظره إلهي وبحثه عرفاني.
وكل هذه هي غير الذوق العرفاني الذي هو بعيد عن البحث وغير ذلك المهجور
فضلاًعن الشهود الوجداني وبعده العدم في عين الغرق في الوجود
إطفىء السراج فقد طلع الصبح
-روي أن كميل بن زياد سأل أمير المؤمنين عن
"الحقيقة" وبعد عدة إجابات وأسئلة قال لكميل:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
ربي يعطيكِ العافية وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على الطرح القيم
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام