بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
والعن عدوهم والمتراضين على عدوهم ومنكري فضائلهم من الاولين والاخرين
السلام على شيعة علي عليه السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله تعالى رب العالمين ان جعلنا من خدام شيعة علي عليه السلام
ياغياث المستيغيثين اغثني بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ادركني
*(قصة الياس واليا واليسع عليهم السلام)*
الانعام « » وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * و إسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين
الصافات « » وإن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الاولين * فكذبوه فإنهم لمحضرون * إلا عباد الله المخلصين * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إلياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين ـ .
ص « » واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الاخيار .
تفسير :
قيل : البعل : اسم صنم كان لاهل بك من الشام ، وهو البلد الذي يقال له الآن بعلبك ، وقيل : البعل : الرب بلغة اليمن.
والمعنى : أتدعون بعض البعول « فإنهم لمحضرون » أي في العذاب
« وإلياسين » قيل : لغة في إلياس ، وقيل : جمع له يراد به هو وأتباعه ، وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب على إضافة آل إلى ياسين ، فيكون ياسين أبا إلياس ، أو محمدا صلى الله عليه وآله ، عن مفضل بن عمر قال : أتينا باب أبي عبدالله عليهالسلام ونحن نريد الاذن عليه فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية ، فتوهمنا أنه بالسريانية ، ثم بكا فبكينا لبكائه ، ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه ، فقلت : أصلحك الله أتيناك نريد الاذن عليك فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكيت فبكينا
لبكائك ، فقال : نعم ذكرت إلياس النبي عليهالسلام وكان من عباد أنبياء بني إسرائيل ، فقلت كما كان يقول في سجوده ، ثم اندفع فيه بالسريانية فما رأينا والله قسا ولا جاثليقا أفصح لهجة منه به ، ثم فسره لنا بالعربية فقال : كان يقول في سجوده : « أتراك معذبي وقد أظمأت لك هو اجري؟ أتراك معذبي وقد عفرت لك في التراب وجهي؟ أتراك معذبي وقد اجتنبت لك المعاصي؟ أتراك معذبي وقد أسهرت لك ليلي؟ » قال : فأوحى الله إليه : أن ارفع رأسك فإني غير معذبك قال : فقال : إن قلت : لا اعذبك ثم عذبتني ماذا؟ ألست عبدك وأنت ربي؟ فأوحى الله إليه : أن ارفع رأسك فإني غير معذبك ، فإني إذا وعدت وعدا وفيت به.
٢ ـ : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس رضياللهعنه قال : إن يوشع بن نون بوأ بني إسرائيل الشام بعد موسى عليهالسلام وقسمها بينهم فسار منهم سبط ببعلبك بأرضها ، وهو السبط الذي منه إلياس النبي ، فبعثه الله إليهم وعليهم يومئذ ملك فتنهم بعبادة صنم يقال له بعل ،
وذلك قوله : « وإن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الاولين * فكذبوه »
وكان للملك زوجة فاجرة يستخلفها إذا غاب فتقضي بين الناس ، وكان لها كاتب حكيم قد خلص من يدها ثلاث مائة مؤمن كانت تريد قتلهم ، ولم يعلم على وجه الارض انثى أزنى منها ، وقد تزوجت سبعة ملوك من بني إسرائيل حتى ولدت تسعين ولدا سوى ولد ولدها ، وكان لزوجها جار صالح من بني إسرائيل ، وكان له بستان يعيش به إلى جانب قصر الملك ، وكان الملك يكرمه ، فسافر مرة فاغتنمت امرأته وقتلت العبد الصالح وأخذت بستانه غصبا من أهله وولده ، وكان ذلك سبب سخط الله عليهم ، فلما قدم زوجها أخبرته الخبر فقال لها : ما أصبت ، فبعث الله إلياس النبي يدعوهم إلى عبادة الله فكذبوه وطردوه وأهانوه وأخافوه ، وصبر عليهم واحتمل أذاهم و دعاهم إلى الله تعالى فلم يزدهم إلا طغيانا ، فآلى الله على نفسه أن يهلك الملك والزانية إن لم يتوبوا إليه ، وأخبرهما بذلك ، فاشتد غضبهم عليه وهموا بتعذيبه وقتله ، فهرب ، منهم فلحق بأصعب جبل فبقي فيه وحده سبع سنين ، يأكل من نبات الارض وثمار الشجر والله يخفي مكانه ، فأمرض الله ابنا للملك مرضا شديدا حتى يئس منه ، وكان أعز ولده إليه ، فاستشفعوا إلى عبدة الصنم ليستشفعوا له فلم ينفع ، فبعثوا الناس إلى حد الجبل الذي فيه إلياس عليهالسلام فكانوا يقولون : اهبط إلينا واشفع لنا ، فنزل إلياس من الجبل و قال : إن الله أرسلني إليكم وإلى من ورائكم ، فاسمعوا رسالة ربكم ، يقول الله : ارجعوا إلى الملك فقولوا له : إني أنا الله لا إله إلا أنا إله بني إسرائيل الذي خلقهم ، وأنا الذي أرزقهم واحييهم واميتهم وأضرهم وأنفعهم ، وتطلب الشفاء لابنك من غيري؟ فلما صاروا إلى الملك وقصوا عليه القصة امتلا غيظا فقال : ما الذي منعكم أن تبطشوا به حين لقيتموه وتوثقوه وتأتوني به فإنه عدوي ، قالوا : لما صار معنا قذف في قلوبنا الرعب عنه ، فندب خمسين من قومه من ذوي البطش و أوصاهم بالاحتيال له وإطماعه في أنهم آمنوا به ليغتر بهم فيمكنهم من نفسه ، فانطلقوا حتى ارتقوا ذلك الجبل الذي فيه إلياس عليهالسلام ثم تفرقوا فيه وهم ينادونه بأعلى صوتهم ويقولون : يا نبي الله ابرز لنا فإنا آمنا بك ، فلما سمع إلياس مقالتهم طمع في إيمانهم فكان في مغازة فقال : اللهم إن كانوا صادقين فيما يقولون فأذن لي في النزول إليهم ، وإن كانوا كاذبين فاكفنيهم وارمهم بنار تحرقهم ، فما استتم قوله حتى حصبوا بالنار من فوقهم فاحترقوا ، فبلغ الملك خبرهم فاشتد غيظه فانتدب كاتب امرأته المؤمن وبعث معه جماعة إلى الجبل وقال له : قد آن أن أتوب ، فانطلق لنا إليه حتى يرجع إلينا يأمرنا
_________________
(٢) في العرائس ما حاصله : فلما طال عليه المرض قالوا : إن في ناحية الشام آلهة اخرى فابعث اليها ولعلها أن تشفع لك إلى بعل فانه غضبان عليك ، ولولا غضبه عليك لكان قد أجابك وشفى مرض ابنك ، فقال لاجب : لاى شئ غضب على؟ قالوا : من أجل أنك لم تقتل الياس حتى نجا سالما وهو كافر بالهك.
وينهانا بما يرضى ربنا ، وأمر قومه فاعتزلوا الاصنام ، ( فانطلق كاتبها والفئة الذين أنفذهم معه حتى علا الجبل الذي فيه إلياس ، ثم ناداه فعرف إلياس صوته فأوحى الله تعالى إليه : أن ابرز إلى أخيك الصالح وصافحه وحيه. فقال المؤمن : بعثني إليك هذا الطاغي وقومه ، وقص عليه ما قالوا ، ثم قال : وإني لخائف إن رجعت إليه ولست معي أن يقتلني ، فأوحى الله تعالى عزوجل إلى إلياس : إن كل شئ جاءك منهم خداع ليظفروا بك ، وإني أشغله عن هذا المؤمن بأن اميت ابنه ، فلما قدموا عليه شد الله الوجع على ابنه وأخذ الموت بكظمه ورجع إلياس سالما إلى مكانه ، فلما ذهب الجزع عن الملك بعد مدة سأل الكاتب على الذي جاء به ، فقال : ليس لي به علم. ثم إن إلياس عليهالسلام نزل واستخفى عند ام يونس بن متى ستة أشهر ويونس مولود ، ثم عاد إلى مكانه فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات ابنها حين فطمته فعظمت مصيبتها فخرجت في طلب إلياس ورقت الجبال حتى وجدت إلياس فقالت : إني فجعت بموت ابني وألهمني الله تعالى عز وعلا الاستشفاع بك إليه ليحيي لي ابني فإني تركته بحاله ولم أدفنه وأخفيت مكانه ، فقال لها : ومتى مات ابنك؟ قالت : اليوم سبعة أيام ، فانطلق إلياس وسار سبعة أيام اخرى حتى انتهى إلى منزلها ، فرفع يديه بالدعاء واجتهد حتى أحيا الله تعالى جلت عظمته بقدرته يونس عليهالسلام فلما عاش انصرف إلياس ، ولما صار ابن أربعين سنة أرسله الله إلى قومه كما قال : « وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ».
_________________
ثم أوحى الله تعالى جل وعلا إلى إلياس بعد سبع سنين من يوم أحيا الله يونس سلني اعطك ، فقال : تميتني فتلحقني بآبائي فإني قد مللت بني إسرائيل وأبغضتهم فيك ، فقال تعالى جلت قدرته : ما هذا باليوم الذي اعري منك الارض وأهلها ، و إنما قوامها بك ، ولكن سلني اعطك ، فقال إلياس : فأعطني ثاري من الذين أبغضوني فيك ، فلا تمطر عليهم سبع سنين قطرة إلا بشفاعتي ، فاشتد على بني إسرائيل الجوع وألح عليهم البلاء ، وأسرع الموت فيهم ، وعلموا أن ذلك من دعوة إلياس ، ففزعوا إليه وقالوا : نحن طوع يدك ، فهبط إلياس معهم ومعه تلميذ له اليسع وجاء إلى الملك فقال : أفنيت بني إسرائيل بالقحط ، فقال : قتلهم الذي أغواهم ، فقال : ادع ربك يسقيهم ، فلما جن الليل قام إلياس عليهالسلام ودعا الله ، ثم قال لليسع : انظر في أكناف السماء ماذا ترى؟ فنظر فقال : أرى سحابة ، فقال : ابشروا بالسقاء ، فليحرزوا أنفسهم وأمتعتهم من الغرق ، فأمطر الله عليهم السماء وأنبتت لهم الارض ، فقام إلياس بين أطهرهم وهم صالحون ، ثم أدركهم الطغيان والبطر فجهدوا حقه وتمردوا ، فسلط الله عليهم عدوا قصدهم ولم يشعروا به حتى رهقهم ، فقتل الملك وزوجته وألقاهما في بستان الذي قتلته زوجة الملك ، ثم وصى إلياس إلى اليسع وأنبت الله لالياس الريش وألبسه النور ورفعه إلى السماء ، وقذف بكسائه من الجو على اليسع ، فنبأه الله على بني إسرائيل وأوحى إليه و أيده ، فكان بنو إسرائيل يعظمونه ويهتدون بهداه.
في إلياس فقيل : هو إدريس ، عن ابن مسعود وقتادة ، وقيل : هو من أنبياء بني إسرائيل من ولد هارون بن عمران ابن عم اليسع ، وهو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران ، عن ابن عباس ومحمد بن إسحاق وغيرهما ، قالوا : إنه بعث بعد حزقيل لما عظمت الاحداث في بني إسرائيل ، وكان يوشع لما فتح الشام بوأها بني إسرائيل وقسمها بينهم ، فأحل سبطا منهم ببعلبك وهم سبط إلياس بعث فيهم نبيا إليهم فأجابه الملك ، ثم إن امرأته حملته على أن ارتد وخالف إلياس وطلبه ليقتله فهرب إلى الجبال والبراري ، وقيل : إنه استخلف اليسع على بني إسرائيل ورفعه الله تعالى من بين أظهرهم ، وقطع عنه لذة الطعام والشراب ، وكساه الريش فصار إنسيا ملكيا أرضيا سماويا ، وسلط الله على الملك وقومه عدوا لهم ، فقتل الملك وامرأته ، وبعث الله اليسع رسولا فآمنت به بنو إسرائيل وعظموه وانتهوا إلى أمره ، عن ابن عباس ، وقيل : إن إلياس صاحب البراري ، والخضر صاحب الجزائر ، ويجتمعان في كل يوم عرفة بعرفات ، وذكر وهب أنه ذو الكفل ، وقيل : هو الخضر عليهالسلام ، وقال : اليسع هو ابن اخطوب بن العجوز.
٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن عيسى أو غيره ، عن قتيبة بن مهران ، عن حماد بن زكريا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عليكم بالكرفس ، فإنه طعام إلياس واليسع ويوشع بن نون.
٤ ـ محمد بن أبي عبدالله ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثاني قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : بينا أبي يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر قد قيض له فقطع عليه
_________________
اسبوعه حتى أدخله إلى دار جنب الصفا ، فأرسل إلي فكنا ثلاثة ، فقال : مرحبا يا ابن رسول الله ، ثم وضع يده على رأسي وقال : بارك الله فيك يا أمين الله بعد آبائه يا أبا جعفر. إن شئت فأخبرني وإن شئت فأخبرتك ، وإن شئت سلني وإن شئت سألتك ، وإن شئت فاصدقني وإن شئت صدقتك ، قال : كل ذلك أشاء ، قال : فإياك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره ، قال : إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه ، وإن الله عزوجل أبى أن يكون له علم فيه اختلاف ، قال : هذه مسألتي وقد فسرت طرفا منها ، أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف من يعلمه؟ قال : أما جملة العلم فعند الله جل ذكره ، وأما ما لابد للعباد منه فعند الاوصياء ، قال : ففتح الرجل عجرته( واستوى جالسا وتهلل وجهه ، وقال : هذه أردت ولها أتيت ، زعمت أن علم مالا اختلاف فيه من العلم عند الاوصياء ، فكيف يعلمونه؟ قال : كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمه إلا أنهم لا يرون ما كان رسول الله يرى ، لانه كان نبيا وهم محدثون ، وإنه كان يفد إلى الله جل جلاله فيسمع الوحي وهم لا يسمعون ، فقال : صدقت يا ابن رسول الله سآتيك بمسألة صعبة ، أخبرني عن هذا العلم ماله لا يظهر كما كان يظهر مع رسول الله (ص)؟ قال : فضحك أبي عليهالسلام وقال : أبى الله أن يطلع على علمه إلا ممتحنا للايمان به ، كما قضى على رسول الله صلى الله عليه وآله أن يصبر على أذى قومه ولا يجاهدهم إلا بأمره ، فكم من اكتتام قد اكتتم به حتى قيل له : « اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين » وأيم الله أن لو صدع قبل ذلك لكان آمنا ، ولكنه إنما نظر في الطاعة وخاف الخلاف ، فلذلك كف ، فوددت أن عينيك تكون مع مهدي هذه الامة والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والارض يعذب أرواح الكفرة من الاموات ، ويلحق بهم أرواح أشباههم من الاحياء ، ثم أخرج سيفا ثم قال : ها إن هذا منها؟ قال : فقال أبي : إي والذي اصطفى محمدا على البشر ، قال : فرد الرجل اعتجاره وقال : أنا إلياس ما سألتك عن أمرك ولي منه جهالة ، غير أني أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لاصحابك. وساق الحديث بطوله إلى أن قال : ثم قام الرجل وذهب فلم أره.
٥ : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لزيد بن أرقم : إذا أردت أن يؤمنك الله من الغرق والحرق والشرق فقل إذا أصبحت : « بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ، بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله ، بسم الله ما شاء الله ما يكون من نعمة فمن الله ، بسم الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، بسم الله ما شاء الله صلى الله على محمد وآله الطيبين » فإن من قالها ثلاثا إذا أصبح أمن من الحرق والغرق والشرق حتى يمسي ، و من قالها ثلاثا إذا أمسى أمن من الحرق والغرق والشرق حتى يصبح ، وإن الخضر و إلياس عليهماالسلام يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا عن هذه الكلمات.
٦ ـ : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق ، عن عمار ، عن الصادق عليهالسلام قال : كان في زمان بني إسرائيل رجل يسمى إليا
رئيس على أربع مائة من بني إسرائيل ، وكان ملك بني إسرائيل هوي امرأة من قوم يعبدون الاصنام من غير بني إسرائيل فخطبها ، فقالت : على أن أحمل الصنم فأعبده في بلدتك ، فأبى عليها ثم عاودها مرة بعد مرة حتى صار إلى ما أرادت فحولها إليه ومعها صنم ، وجاء معها ثمان مائة رجل يعبدونه ، فجاء إليا إلى الملك فقال : ملكك الله ومد لك في العمر فطغيت وبغيت! فلم يلتفت إليه فدعا الله إليا أن لا يسقيهم قطرة ، فنالهم قحط شديد ثاث سنين حتى ذبحوا دوابهم فلم يبق لهم من الدواب إلا برذون يركبه الملك ، وآخر يركبه الوزير ، وكان قد استتر عند الوزير أصحاب إليا يطعمهم في سرب ، فأوحى الله تعالى جل ذكره إلى إليا : تعرض للملك فإني اريد أن أتوب عليه ، فأتاه فقال : يا إليا ما صنعت بنا؟ قتلت بني إسرائيل ، فقال إليا : تطيعني فيما آمرك به؟ فأخذ عليه العهد ، فأخرج أصحابه وتقربوا إلى الله تعالى بثورين ، ثم دعا بالمرأة فذبحها وأحرق الصنم وتاب الملك توبة حسنة حتى لبس الشعر وارسل إليه المطر والخصب.
٧ ـ عن موسى النميري قال : جئت إلى باب أبي جعفر عليهالسلام لاستأذن عليه ، فسمعنا صوتا حزينا يقرء بالعبرانية ، فبكينا حيث سمعنا الصوت ، وظننا أنه بعث إلى رجل من أهل الكتاب يستقرئه ، فأذن لنا فدخلنا عليه فلم نر عنده أحدا ، فقلنا : أصلحك الله سمعنا صوتا بالعبرانية فظننا أنك بعثت إلى رجل من أهل الكتاب تستقرئه ، قال : لا ، ولكن ذكرت مناجاة إليا لربه فبكيت من ذلك ، قال : قلنا : وما كان مناجاته جعلني الله فداك؟ قال : جعل يقول : يا رب أتراك معذبي بعد طول قيامي لك؟ أتراك معذبي بعد طول صلاتي لك » وجعل يعدد أعماله ، فأوحى الله إليه : إني لست اعذبك ، قال : فقال : يا رب وما يمنعك أن تقول لا بعد نعم وأنا عبدك وفي قبضتك؟ قال : فأوحى الله إليه : إني إذا قلت قولا وفيت به.
بيان : لا يبعد اتحاد إلياس وإليا لتشابه الاسمين والقصص المشتملة عليهما.
_________________
٨ ـ عن الرضا عليهالسلام فيما احتج به على جاثليق النصارى أن قال عليهالسلام : إن اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى عليهالسلام : مشى على الماء وأحيا الموتى وأبرأ الاكمه والابرص فلم تتخذه امته ربا. الخبر.
٩ ـ : روي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله سمع صوتا من قلة جبل : اللهم اجعلني من الامة المرحومة المغفورة ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا بشيخ أشيب ، قامته ثلاث مائة ذراع ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله عانقه ، ثم قال : إنني آكل في كل سنة مرة واحدة وهذا أوانه ، فإذا هو بمائدة انزل من السماء فأكلا ، وكان إلياس عليهالسلام.
١٠ : قوله : « أتدعون بعلا » قال : كان لهم صنم يسمونه بعلا ، وسأل رجل أعرابيا عن ناقة واقفة فقال : لمن هذه الناقة؟ فقال الاعرابي : أنا بعلها ، وسمي الرب بعلا. ثم ذكر عزوجل آل محمد عليهمالسلام فقال : « وتركنا عليه في الآخرين * سلام على آل سين » فقال : ياسين : محمد ، وآل محمد الائمة صلوات الله وسلامه عليهم.
أقول : روى الثعلبي بإسناده عن رجل من أهل عسقلان أنه كان يمشي بالاردن عند نصف النهار ، فرأى رجلا فقال : يا عبدالله من أنت؟ فجعل لا يكلمني ، فقلت : يا عبدالله من أنت؟ قال : أنا إلياس ، قال : فوقعت علي رعدة فقلت : ادع الله أن يرفع عني ما أجد حتى أفهم حديثك وأعقل عنك ، قال : فدعا لي بثمان دعوات( « يا بر يا رحيم يا حنان يا منان يا حي يا قيوم » ودعوتين بالسريانية فلم أفهمهما (٢)، فرفع الله عني ما كنت أجد ، فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي ، فقلت له : يوحى إليك اليوم؟ قال : منذ بعث محمد رسولا فإنه ليس يوحى إلي ، قال : قلت له : فكم من الانبياء اليوم أحياء؟ قال : أربعة : اثنان في الارض واثنان في السماء ، ففي السماء عيسى و إدريس عليهماالسلام وفي الارض إلياس والخضر عليهماالسلام ، قلت : كم الابدال؟ قال : ستون رجلا : خمسون منهم من لدن عريش المصر إلى شاطئ الفرات ، ورجلان بالمصيصة ، و رجل بعسقلان ، وسبعة في سائر البلاد ، وكلما أذهب الله تعالى بواحد منهم جاء سبحانه بآخر ، بهم يدفع الله عن الناس البلاء ، وبهم يمطرون ، قلت : فالخضر أنى يكون؟ قال. في جزائر البحر ، قلت : فهل تلقاه؟ قال : نعم ، قلت : أين؟ قال : بالموسم ، قلت : فما يكون من حديثكما؟ قال : يأخذ من شعري وآخذ من شعره ، قال : وذاك حين كان بين مروان ابن الحكم وبين أهل الشام القتال ، فقلت : فما تقول في مروان بن الحكم؟ قال : ما تصنع به؟ رجل جبار عات على الله عزوجل ، القاتل والمقتول والشاهد في النار ، قلت : فإني شهدت فلم أطعن برمح ولم أرم بسهم ولم أضرب بسيف وأنا أستغفر الله تعالى من ذلك المقام لن أعود إلى مثله أبدا ، قال : أحسنت ، هكذا فكن ، فإني وإياه قاعدان إذ وضع بين يديه رغيفان أشد بياضا من الثلج فأكلت أنا وهو رغيفا وبعض آخر ، ثم رفع فما رأيت أحدا وضعه ولا أحدا رفعه ، وله ناقة ترعى في واد الاردن ، فرفع رأسه إليها فما دعاها حتى جاءت فبركت بين يديه فركبها ، قلت : اريد أن أصحبك ، قال : إنك لا تقدر على صحبتي ، قال : قلت : إني خلق مالي زوجة ولا عيال ، فقال : تزوج و إياك والنساء الاربع : إياك والناشزة والمختلعة والملاعنة والمبارئة ، وتزوج ما بدا لك من النساء ، قال : قلت : إني احب لقاءك ، قال : إذا رأيتني فقد رأيتني ، ثم قال لي : إني اريد أن أعتكف في بيت المقدس في شهر رمضان ، ثم حالت بيني وبينه شجرة فو الله ما أدري كيف ذهب
_________________
(٢) في المصدر زيادة وهى : وقيل : هما « باهيا شراهيا » ولعل الصحيح « آهية اشراهية »
والاول بمعنى واجب الوجود.
المصدر بحار الانوار
نسالكم الدعاء
دمتم برعاية بقية الله
الهي ان لم تبدئني الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي اليك بواضح الطريق