السؤال:
بالنسبه لواقعة غدير خم ماهو المغزى لتأخر الرسول (ص) بابلاغ الناس عن ولاية الامام علي (ع) ؟ لماذا لم يخطب بالناس في الحج مع أن الناس هناك كانوا أكثر ؟ أفيدوني .
الجواب:
إن الوحي الالهي لا يخضع في أصل وجوده وكيفية نزوله للعقل البشري , لأن دوره هو هداية الانسان , فلا يقع تحت شمول القواعد والتحليلات العقلية .
وفي المقام لا يسعنا التكهن بمصلحة مكان وزمان واقعة الغدير , بل وحتى النبي (ص) كان قد تعبّد فيهما , فعندما نزل الوحي وقرأ جبرئيل (ع) آية التبليغ , انصدع الرسول الاكرم (ص) لأمر السماء وبلّغ ما أمر به , ولم يتقدم أو يتأخر في تنفيذه .
فالمهم في الموضوع : أن نرى تواتر حديث وواقعة الغدير , فانها ـ بحمدالله تبارك وتعالى ـ مسجلة في أمهات مصادر الفريقين , ولم ولن يتسطيع المناوئون لفضائل أهل البيت (ع) اخفاؤها أو تضييعها , فأصل الحادث أمر مسلم , وأما حكمةإبدائه في ذلك المقطع من الزمان والمكان فيه شيء آخر قد يذكر له وجوه استحسانية , فلا يهمنا معرفتها بعد أن تيقنّا أصل الواقعة .ثم إن مدلول حديث الغدير هو إمامة أمير المؤمنين علي (ع) , وهذا المعنى جاء في حديث الثقلين , ثم إن حديث الثقلين قد ورد في عدة أمكنة , منها :
في حجة الوداع عند زمزم (تاريخ اليعقوبي 2/99).
وفي عرفات (الجامع الصحيح للترمذي 5 /621 ح 3786 ـ جواهر العقدين للسمهودي : 234 ـ استجلاب ارتقاء الغرف : 21 ـ سبل الهدى والرشاد للصالحي الشافي 11/6 ـ ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 30 و 34 ـ المعجم الكبير للطبراني 3/63 ح 2680).
وفي مسجد الخيف (ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 34).
فترى أن النبي (ص) فد بلّغ في أزمنة وأمكنة متعددة ـ قبل وبعد الغدير ـ ولاية الامام علي (ع) , وأما خصوصية الغدير فتكمن في نزول آية التبليغ والاكمال فيها وبيعة المسلمين الذين حضروا المشهد بأجمعهم مع أمير المؤمنين (ع) , وهذه المسألة فريدة في نوعها في تثبيت امامة الامام علي (ع) والتأكيد عليها .
مركز الابحاث العقائدية