بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابا صالح التماس دعا
وَأَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ وَالاجْتِهادِ فِي طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ وَهَبْ لَنا رَأفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدَعائَهُ وَخَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ
يا لثارات الحسين
ابا صالح التماس دعا
أن الكافرين - بشكل خاص - والذين هم في النار خالدون ، لا تنالهم الشفاعة مطلقا بدلالة الخلود في النار أبدا . إذن فمن هم أولئك الذين تنالهم الشفاعة ؟ ومن هم الذين لا تنالهم ؟
أ - المؤمنون المذنبون : السؤال الذي يطرح هنا هو أن مفهوم الشفاعة يعني غفران الذنب ورفع العقاب المستتبع له ، فكيف يمكن الجمع إذن بين صفة الإيمان بالله واليوم الآخر وبين صفة ارتكاب الذنب ومقارفة المعصية ؟
وللجواب على ذلك نقول : إن للمؤمنين درجات بما امتلك كل مؤمن من الصفات ، وقد أشار القرآن الكريم في مواضع عديدة إلى حقيقة التفاوت والدرجات بين المؤمنين ، مثل قوله تعالى : * ( . . لا يستوي لقاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) * .
والتأمل في الآية الشريفة الآنفة يكشف عن عدة أمور مهمة ، منها أن القاعدين عن الجهاد بأموالهم وأنفسهم مع عدم وجود ما يمنعهم من عذر شرعي من نقص في الأعضاء أو فقر لا يتساوون مع المجاهدين ، لكن الله وعد كليهما الحسنى في الآخرة ، لكن الله سبحانه وتعالى فضل المجاهدين على القاعدين من ناحية الأجر والثواب ، ووصفه بأنه أجر عظيم .
إن المؤمن يذنب لكنه يستغفر الله ويتوب ، وهو أيضا يحتاج إلى الشفاعة ، فقد سئل الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) عن : المؤمن هل له شفاعة ؟ قال : ( نعم ) ، فقال رجل من القوم : هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : ( نعم ، إن للمؤمنين خطايا وذنوبا وما من أحد إلا يحتاج إلى شفاعة محمد يومئذ )
ولا محل هنا بعد ما تقدم للاعتراض : بأن المؤمنين لا يكونون مؤمنين حتى يتحركوا بنفس المستوى من الفعل عند اتحاد الداعي للفعل ، لأن هذا الاعتراض تغافل عن مقتضيات الطبيعة البشرية ، والله أعلم بعباده وقوله عز شأنه يوضح قانونا من قوانين الخلقة وبعد هذا . . فالتفاوت بين البشر حقيقة ثابتة لا يمكن نكرانها وإن كان بين المؤمنين .
ويتضح إن عدم الإصرار على الذنب ومن ثم الاستغفار والتوبة هي من صفات المؤمنين ، لأن الله لا يعد أحدا بالجنة والنعيم إن لم يكن مؤمنا مرضيا عند الله سبحانه وتعالى .
ب - المؤمنون الذين يدخلون النار : وكما تنفع الشفاعة المؤمنين في القيامة ليغفر لهم الله ذنوبهم فيدخلون الجنة كذلك تنفعهم الشفاعة حتى بعد الدخول في النار فيخرجون منها ، وهذا ما تفيده الأحاديث النبوية الشريفة المروية عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته المعصومين ( عليهم السلام ) التي تتحدث عن أن هناك من المؤمنين من يتم إخراجهم من النار بشفاعة الرسول والمؤمنين الصالحين .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يشفع الأنبياء في كل من يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا ، فيخرجونهم منها . . )
يقول العلامة الطباطبائي : " فتحصل أن المتحصل من أمر الشفاعة وقوعها في آخر موقف من مواقف القيامة باستيهاب المغفرة بالمنع عن دخول النار ، أو إخراج بعض من كان داخلا فيها باتساع الرحمة أو ظهور الكرامة "
وقد اتضح من الروايات أن الشفاعة إنما تكون بعد الفراغ من الحساب فإما تنفع للحيلولة دون دخول النار وإما تنفع للحيلولة دون البقاء فيها .
وفقنا الله واياكم لخدمة ونصرة بقية الله الاعظم الامام الهمام المنتظر المهدي الحجة بن الحسن (ع) (عج)
نسألكم براءة الذمة والدعاء
في هذه الايام الفضيلة
الشفاعة حقيقة اسلامية.مركز الرسالةاللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابا صالح التماس دعا
وَأَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ وَالاجْتِهادِ فِي طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ وَهَبْ لَنا رَأفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدَعائَهُ وَخَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ
يا لثارات الحسين
ابا صالح التماس دعا
أن الكافرين - بشكل خاص - والذين هم في النار خالدون ، لا تنالهم الشفاعة مطلقا بدلالة الخلود في النار أبدا . إذن فمن هم أولئك الذين تنالهم الشفاعة ؟ ومن هم الذين لا تنالهم ؟
أ - المؤمنون المذنبون : السؤال الذي يطرح هنا هو أن مفهوم الشفاعة يعني غفران الذنب ورفع العقاب المستتبع له ، فكيف يمكن الجمع إذن بين صفة الإيمان بالله واليوم الآخر وبين صفة ارتكاب الذنب ومقارفة المعصية ؟
وللجواب على ذلك نقول : إن للمؤمنين درجات بما امتلك كل مؤمن من الصفات ، وقد أشار القرآن الكريم في مواضع عديدة إلى حقيقة التفاوت والدرجات بين المؤمنين ، مثل قوله تعالى : * ( . . لا يستوي لقاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) * .
والتأمل في الآية الشريفة الآنفة يكشف عن عدة أمور مهمة ، منها أن القاعدين عن الجهاد بأموالهم وأنفسهم مع عدم وجود ما يمنعهم من عذر شرعي من نقص في الأعضاء أو فقر لا يتساوون مع المجاهدين ، لكن الله وعد كليهما الحسنى في الآخرة ، لكن الله سبحانه وتعالى فضل المجاهدين على القاعدين من ناحية الأجر والثواب ، ووصفه بأنه أجر عظيم .
إن المؤمن يذنب لكنه يستغفر الله ويتوب ، وهو أيضا يحتاج إلى الشفاعة ، فقد سئل الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) عن : المؤمن هل له شفاعة ؟ قال : ( نعم ) ، فقال رجل من القوم : هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : ( نعم ، إن للمؤمنين خطايا وذنوبا وما من أحد إلا يحتاج إلى شفاعة محمد يومئذ )
ولا محل هنا بعد ما تقدم للاعتراض : بأن المؤمنين لا يكونون مؤمنين حتى يتحركوا بنفس المستوى من الفعل عند اتحاد الداعي للفعل ، لأن هذا الاعتراض تغافل عن مقتضيات الطبيعة البشرية ، والله أعلم بعباده وقوله عز شأنه يوضح قانونا من قوانين الخلقة وبعد هذا . . فالتفاوت بين البشر حقيقة ثابتة لا يمكن نكرانها وإن كان بين المؤمنين .
ويتضح إن عدم الإصرار على الذنب ومن ثم الاستغفار والتوبة هي من صفات المؤمنين ، لأن الله لا يعد أحدا بالجنة والنعيم إن لم يكن مؤمنا مرضيا عند الله سبحانه وتعالى .
ب - المؤمنون الذين يدخلون النار : وكما تنفع الشفاعة المؤمنين في القيامة ليغفر لهم الله ذنوبهم فيدخلون الجنة كذلك تنفعهم الشفاعة حتى بعد الدخول في النار فيخرجون منها ، وهذا ما تفيده الأحاديث النبوية الشريفة المروية عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته المعصومين ( عليهم السلام ) التي تتحدث عن أن هناك من المؤمنين من يتم إخراجهم من النار بشفاعة الرسول والمؤمنين الصالحين .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يشفع الأنبياء في كل من يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا ، فيخرجونهم منها . . )
يقول العلامة الطباطبائي : " فتحصل أن المتحصل من أمر الشفاعة وقوعها في آخر موقف من مواقف القيامة باستيهاب المغفرة بالمنع عن دخول النار ، أو إخراج بعض من كان داخلا فيها باتساع الرحمة أو ظهور الكرامة "
وقد اتضح من الروايات أن الشفاعة إنما تكون بعد الفراغ من الحساب فإما تنفع للحيلولة دون دخول النار وإما تنفع للحيلولة دون البقاء فيها .
وفقنا الله واياكم لخدمة ونصرة بقية الله الاعظم الامام الهمام المنتظر المهدي الحجة بن الحسن (ع) (عج)
نسألكم براءة الذمة والدعاء
في هذه الايام الفضيلة