بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)سورة النساء
قد اقترن ذكر "الخطيئة" و "الإثم" فما الفرق بينهما ؟
الخطيئة : من الخطأ ، وهو عدم الإصابة ، وقد تكون عن عمد ، وقد تكون عن غير عمد ؛ إلا أن غير العمد أكثر .. والجمع : الخطيئات والخطايا ...
والمستقرئ للفظ "الخطيئة " واستقاقاتها في القرآن الكريم يتأكد له
قال تعالى : (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) (البقرة / 286 )
قال تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ) (النساء / 92 )
قال تعالى وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ) (الأحزاب / 5 )
قال تعالى : (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا) (الشعراء / 51 )
قال تعالى : (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) (الشعراء / 82 )
قال تعالى : (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ) الأعراف / 161
فهذه الآيات وغيرها تدل على أن لفظ "الخطيئة" أكثر ما تستعمل في غير العمد
أما الإثم : فهو اسم للأفعال المبطئة عن الثواب ، وجمعة آثام ، قال تعالى : (فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) يعنى في تناولهما إبطاء عن الخيرات .
والإثم لا يكون إلا عن عمد ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ )
فهذا دليل بيِّن أن الإثم هو ما يكون سبباً لاستحقاق العقوبة.
قال الطبري : " وإنما فرق – سبحانه – بين الخطيئة والإثم ، لأن الخطيئة قد تكون من قبل العمد وغير العمد ، والإثم لا يكون إلا من العمد ، ففصل جل ثناؤه لذلك بينهما ".
ومعنى الآية : ومن يكسب خطيئة من غير عمد ، أو إثماً متعمداً ، ثم يرم به بريئاً ، بأن ينسبه إليه ويحتال لترويج ذلك ، فقد احتمل (بهتاناً) وهو الكذب الفاحش على البريء بما ينبهت له ويتحير منه عند سماعه لفظاعته و (إثماً مبيناً ) أي ظاهراً لا خفاء فيه والإثم المبين هو الذي يستوجب العقاب والجزاء .
فالسّر البلاغي في الجمع بين "الخطيئة" و "الإثم" وعطف الثانية على الأولى ،هو الاحتراس ، حتى لا يتوهم متوهم أن من يكسب خطيئة من غير عمد لا يستوجب العقاب والجزاء .
وأفرد الضمير في قوله : ( ثم يرم به بريئاً) : لدلالة على أنه عائد على أحد الأمرين – الخطيئة أو الإثم – دون تعيين لأحدهما _ كأنه قيل : ثم يرم بأحد الأمرين . وقيل الضمير عائد إلى الكسب ، والتقدير : ثم يرم بكذبه بريئاً على حد قوله تعالى : (أعدلوا هو أقرب للتقوى ) أي : العدل .
والتعبير بلفظ "احتمل " دون " حمل " تؤكد أن هناك معالجة ومكابدة بشدة في حمل الإنسان هذا الشيء الثقيل ، فالجريمة جريمتان وليست واحدة لقد فعل الخطيئة ورمى بها بريئاً ، وفاعل الخطيئة يندم على فعلها مرة ويندم علي إلصاقها بالبريء مرة ثانية .
والله هو العالم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والعن من آذى فاطمة عليها السلام من الأولين والآخرين
يارب الزهراء بحق الزهراء إشف صدر الزهراء بظهور الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا وإياكم من خلص أعوانه وأنصاره المقربين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرعلى الطرح القيم أختي الكريمة يامولاتي ياأم البنين
حفظكم الله ورعاكم وقضى حوائجكم ويسر أموركم
موفقين لكل خير
يقول الامام علي (عليه السلام) :
' إني أدعو الله في حاجة فإذا أعطاني إياها فرحتُ مره وإذا
لم يعطيني إياها فرحتُ عشر مرات ، لأن الأولى إختياري والثانية اختيار الله "
﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .. ولا حَولْ ولاقُوة الا بالله العلي العظيم )