اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسرار و اداب سجدة الشکر
عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، عن احمد ابن محمد بن سعيد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن ابيه ، عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال : السجدة بعد الفريضة شكر لله تعالى على ما وفق له العبد من أداء فرضه ، وأدنى ما يجرئ فيها من القول أن يقول شكرا لله ، شكرا لله ، شكرا لله ، ثلاث مرات .
قلت : فما معنى قوله ( شكرا لله ) قال : يقول هذه السجدة مني شكر لله عز وجل على ماوفقني به من خدمته وأداء فرضه ، الشكر موجب للزيادة ، فان كان في الصلاة تقصير لم يتم يالنوافل ثم بهذه السجدة
مجالس ابن الشيخ : عن أبيه ، عن المفيد ، عن المظفر بن محمد الخراساني عن محمد بن جعفر العلوي ، عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي ، عن ابيه ، عن ابن ابي عمير ، عن جميل ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : اوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران عليه السلام : أتدري يا موسى لم انتجبتك من خلقي ، واصطفيتك لكلامي ؟ فقال : لا يارب فأوحى الله إليه أني اطلعت إلى الارض فلم اجد عليها أشد تواضعا لي منك ، فخر موسى عليه السلام ساجدا وعفر خديه في التراب تذللا منه لربه عزوجل ، فأوحى الله إليه : ارفع رأسك يا موسى ، وأمرر يدك في موضع سجودك ، وامسح بها وجهك ومانالته من بدنك ، فانه أمان من كل سقم وداء وعاهة .
بيان : يدل على استحباب التعفير في سجود الشكر ، وبه يصير اثنين وعلى استحباب الامرار المذكور ، قال في المعتبر يستحب فيها التعفير ، وهو أن يلصق خده الايمن بالارض ثم خده الايسر وهو مذهب علمائنا ، وقال في الذكرى : يستحب فيها تعفير الجبينين بين السجدتين ، وكذا تعفير الخدين ، وهو ماخوذ من العفر بفتح العين والفاء وهو التراب ، وهو اشارة إلى استحباب وضع ذلك على التراب ، والظاهر تأدي السنة يوضعها على ما اتفق وان كان الوضع على التراب إفضل .
العلل : عن إبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن يقطين ، عن رجل ، عن ابي جعفر عليه السلام قال : اوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام اتدري لما اسطفيتك لكلامي دون خلقي ؟ فقال موسى عليه السلام : لا يارب فقال : ياموسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن ، فلم أجد فيهم احدا أذل لي منك نفسا.
علل الشرايع ج 1 ص 53 ، ورواه في الفقيه ياموسى ! إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب.
المكارم : عنه عليه السلام مثله.
بيان : لعل اللازم في قوله ( لبطن ) يمعنى مع أو يعد أو إلى ، وظهرا تميز .
علل الشرايع ج 1 ص 53 و 54 ، وروى ذيله في الفقيه ج 1 ص 219 مرسلا ورواه الشيخ في التهذيب ج 1 ص 165 .عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول إن موسى عليه السلام احتبس عنه الوحي أربعين أو ثلاثين صباحا قال : فصعد على جبل بالشام يقال له اريحا ، فقال : يارب إن كنت إنما حبست عني وحيك وكلامك لدنوب بني إسرائيل فغفرانك القديم ، قال : فاوحى الله عزوجل إليه : ياموسى بن عمران أتدري لما اصطفيتك إلى خلقي اطلاعه فلم اجد في خلقي أشد تواضعالي منك ، فمن ثم خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي ، قال : وكان موسى عليه السلام اذا صلى لم ينفتل حتى يلثق خده الايمن بالارض والايسر.
10 كتاب الزهد : للحسين بن سعيد : عن محمد بن سنان عمن أخبره ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
مشكاة الانوار : نقلا من كتاب المحاسن عن ابي عبدالله عليه السلام مثله.
المكارم : عن اسحاق مثله.
وعن مرازم عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها صلاتك ، وترضى بها ربك وتعجب الملائكة منك وإن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الكشر ، فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة ، فيقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدى فرضي وأثم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما انعمت به عليه .
ملائكتي ! ماذاله ؟ قال : فتقول الملائكة : يارينا رحمتك ، ثم يقول الرب تبارك وتعالى : ثم ما ذاله ؟ فنقول الملائكة : ياربنا جنتك ، فيقول الرب تبارك وتعالى : ثم ماذا ؟ فتقول الملائكة : ياربنا كفاية مهمه ، فيقول الرب تبارك وتعالى : ثم ماذا ؟ قال : فلا يبقى شئ من الخير الا قالته الملائكة ، فيقول الله تبارك وتعالى : يا ملائكتي ثم ما ذاله ؟ فتقول الملائكة : ياربنا لا علم لنا ، قال : فيقول الله تبارك وتعالى : أشكرك له كما شكر لي ، وأقبل إليه بفضلي واريه وجهي ( 2 ) .علل الشرائع، ج1، ص: 35... لِمَ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا قَالَ لِكَثْرَةِ سُجُودِهِ عَلَى الْأَرْض .
وفي رواية إبراهيم بن عبدالحميد أن الصادق عليه السلام قال لرجل : إذا أصابك هم فامسح يدك على موضع سجودك ، ثم أمر يدك على وجهك من جانب خدك الايسر ، وعلى جبهتك إلى جانب خدك الايمن ، ثم قل : بسم الله الذي لا اله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهم والحزن ثلاثا ( 2 ) .
وروي أن من قال وهو ساجد : ( يارباه ياسيداه ) حتى ينقطع نفسه اجيب : سل حاجتك ( 3 ) .
وكان بعض الصادقين يقول في سجوده : سجد لك يا رب طالب من ثوابك ، سجد لك يارب هارب من عقابك ، سجد لك يارب خائف من سخطك ، ثم يقول : ياالله يارباه يا الله يارباه يا الله يارباه ينقطع النفس ، ثم يدعو ( 4 ) .
-بحار الانوار مجلد: 79 من ص 206 سطر 19 الى ص 214 سطر 18 وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : مر رسول الله صلى الله عليه واله برجل وهو ساجد وهو يقول : يارب ماذا عليك أن ترضى كل من كان له عندي تبعه ، وأن تغفر لي ذنوبي ، وأن تدخلني الجنة برحمتك ، فانما عفوك عن الظالمين ، وأنا من الظالمين ، فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين ، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله : ارفع رأسك فقد استجيب لك.
اختيار ابن الباقى : عن خديجة الكبرى قالت : كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وآله فاذا أنابه ساجد كالثوب الطريح فسمعته يقول : ( سجد لك سوادي و آمن به فۆادي ، رب هذه يداي وما جنيت على نفسي ، ياعظيما يرجى لكل عظيم ، اغفرلي الذنوب العظيمة ) ثم قال : إن جبرئيل عليه السلام علمني ذلك وأمرني أن أقول هذه الكلمات التي سمعتها ، فقوليها في سجودك ، فمن قالها في سجوده لم يرفع رأسه حتى يغفرله .