اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
61- الحسين سفينة النجاة!..
إن الذين يحضرون مجالس أهل البيت (ع) ترق قلوبهم، وذلك لأنه من أعظم النعم علينا، هذه الأنوار المباركة (خلقكم الله أنواراً، فجعلكم بعرشه محدقين، حتى منَّ علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه).. فنور سيد الشهداء (ع) كان في العرش، وهذه الأنوار القدسية كانت في العرش، ورب العالمين أنزلها للأرض، وإذا بهذا الحسين -صلوات الله عليه- يُفعل به يوم عاشوراء ما فُعل، حتى نرتقي عند الله عز وجل.. الحسين -عليه السلام- تحمل القتل، والسيدة زينب (ع) تحملت الأسر، وإمامنا زين العابدين (ع) تحمل الأغلال الجامعة؛ لأجلنا نحن.. ببركة هذا العذاب الذي نزل عليهم، ندخل الجنة إن شاء الله بغير حساب.. وبهذا الواقع ينبغي أن نشكر أصحاب هذه المصائب، لأن الله -عز وجل- جعلهم سببا لنجاتنا.. الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة، الحسين -صلوات الله عليه- بما جرى عليه، تحول إلى سفينة يركبها الكثيرون.. فالكل سفينة نجاة، لكن سفينة الحسين (ع) أسرع؛ لأنه وقع عليه ما لم يقع على أئمة الهدى (ع).
62- استغلال الرقة!..
إذا جاءت الرقة، خاصة بعد مجالس أهل البيت (ع) اغتنموا الفرصة، وحاولوا أن لا تقطعوا الجو الحسيني فجأة.. بل اخرج من المجلس وأنت في طريق العودة إلى المنزل، عش جو التفاعل.. وهذه أغنى فرصة للمناجاة مع رب العالمين، وكلنا يعرف حديث الإمام الرضا (ع): (فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحط الذنوب العظام).. هنالك ترابط بين الإمام الحسين (ع) وبين الرحمة الإلهية، بين البكاء عليه وبين غفران الذنوب؛ لأن الله شاء أن يراه قتيلا.
63- العبودية المطلقة!..
إن مأساة الحسين (ع) بدءً من خروجه من المدينة، إلى عودة سباياه إلى المدينة مرة أخرى، وما بينهما من الأحداث الجسام، رغم تعدد ألوانها المأساوية، إلا أنها مصطبغة بلون واحد، وهو العنصر المميز لكل حركته.. ألا وهي العبودية المطلقة لله رب العالمين، وهي تتجلى تارة: في مناجاته مع رب العالمين في مقتله.. وتارة في صلاة أخته زينب (ع) في جوف ليلة الحادي عشر من محرم.. وتارة في مناجاة السجاد (ع) مع ربه والأغلال الجامعة في عنقه الشريف.
64- أبدية الحياة!..
إن من موجبات توسعة أفق النفس، والتي تستتبع بدورها قدرة مضاعفة للصمود أمام مختلف التقلبات هو: الاعتقاد بأبدية الحياة الإنسانية.. فإن البلاء المحدود في أيام محدودة، له من التعويض ما يتمنى العبد معه يوم القيامة، أن لو كان البلاء غير مرتحل عنه، بل يتمنى -كما في الروايات- أنه لم تستجب له دعوة واحدة.. وهاهم أصحاب الإمام الحسين (ع) تحملوا الكثير من الآلام العاجلة، طلبا لثمار لذيذة آجلة!..
65- الصبر!..
إن العبد يكتشف درجة عبوديته لربه من خلال: الصبر على مكروه القضاء، وخير من يمثل الصبر هم أصحاب الطف.. فإذا اعتقد العبد أن هنالك من هو أولى بتولي زمامه من نفسه، فهل يعيش حالة التبرم من تدبير الحكيم لأموره؟!.. والحال أنه لا موجود أرأف بالإنسان ممن خلقه، إلا أن يرتكب ما يخرجه من دائرة الالتفاتة الشفيقة، وذلك عندما يتمادى في تحدي من بيده سلطان السماوات والأرض.
66- محبة البلاء!..
إن العبد يترقى في درجات العبودية إلى أن يصل إلى درجة، هي أرقى من صبر العوام من أهل البلاء.. الكثيرون من متوسطي الإيمان، يصبرون على البلاء من منطلق: أنه لا حيلة لهم سوى الصبر، وأن الواقع المحتوم لا يتغير.. إلا أن هناك قوما بلغوا درجة من الإيمان، جعلتهم يرضون، بل يحبون ما أجرى له ربهم من البلاء، الذي لم يكونوا هم سببا فيه، إذ أن البلاء المتسبب من فعل العبد لا يؤجر عليه صاحبه، إلا أن يتغمده الله -تعالى- برحمة منه وفضل.. فها هي السيدة زينب (ع) عندما سئلت: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك؟.. فقالت: ما رأيت إلا جميلا!..
67- الفكرة والعاطفة والعمل!..
إن هناك تفاعلات غير مرئية بين عالم الفكر، وبين عالم العاطفة، وبين عالم العمل.. فالفكر والعاطفة كالزوجين؛ إذا تزوجا فإن الولد الناتج من هذا الزواج؛ هو العمل.. إذا كان الإنسان لا يعتقد بالدين، ولا يعتقد بأهل البيت (ع)؛ هل يرجى منه الاستقامة؟.. وإذا كان يعتقد بهم اعتقادا نظريا، فلا يتفاعل مع ذكرياتهم: لا يفرح لفرحهم، ولا يحزن لحزنهم؛ فإنه لا يرجى من هذه العقيدة، أن تكون دافعا له في الحياة.. فالفكرة الصائبة، بالإضافة إلى العاطفة الجياشة، إذا اجتمعا في إنسان؛ نتج منه العمل بشكل طبيعي.. إن المحب لمن يحب مطيع!..
68- أساليب عملية للتفاعل!..
هنالك أساليب عدة عملية للتفاعل مع ذكر سيد الشهداء (ع)، خارج مجالس العزاء الحسيني، منها: استغلال الساعات الضائعة في السيارة، في الاستماع إلى شيء من عبرهم (ع).. وأيضاً التدبر في كلماتهم الجميلة، فمثلاً هذه الكلمة للإمام (ع): (إني لا أرى الموت إلا سعادة).. إن الموت في نظر الناس عبارة عن فناء وحرمان من متع الحياة الدنيا، ولكن هنا الإمام (ع) جعل السعادة مرتبطة بالموت في سبيل الله؛ وهذا مفهوم جديد للسعادة.. وكذلك التدبر في المضامين التوحيدية لدعاء الحسين (ع) يوم عرفة، وقراءة كل ما كتب عن الحسين (ع) في هذا المجال.
69- الحومان حول الحسين (ع)!..
ورد في رواية: (الظالم يحوم حوم نفسه، والمقتصد يحوم حوم قلبه، والسابق بالخيرات يحوم حوم ربه).. المؤمن يحوم حول الحسين (ع)، لاستمداد الفيض الإلهي في تربية النفس، وبناء الشخصية والأجيال.. والحومان حول الحسين (ع)، بمعنى الحومان حول شخصية الإمام (ع)، وحول مبادئه، وفكره.. لا بمعنى الحومان حول الذات بما هي ذات، أو الجسد بما هو جسد وقعت عليه الجراحات.. فالإمام (ع) حتى وهو في لحظاته الأخيرة، لم يذهل عن ذكر الله عز وجل، بل كان يلهج: (رضاً بقضائك، وتسليماً لأمرك، لا معبود سواك).
70- ترقب دخول وقت الصلاة!..
إن مما يؤسف حقاً ما يُرى عند البعض، من الانشغال ببعض الأمور عن أداء الصلاة، بعذر أنهم يقيمون عزاء الحسين (ع).. والحال بأن صاحب المناسبة (ع) كان يترقب دخول وقت الصلاة، وقد دعا (ع) لذلك المقاتل الذي ذكّره بالصلاة يوم العاشر، بأن يجعله الله من الذاكرين.. وعليه، فإنه ينبغي الاهتمام بموضوع الصلاة خصوصاً في أيام عاشوراء، وفي الأزمات.. فالإمام (ع) له مقام الجامعية، أي أنه مأمور بتفقد أحوال أهله وأصحابه، ولكن عندما يقف بين يدي الله -عز وجل- ينقطع عن كل شيء، كجده المصطفى (ص).. إن أم المؤمنين عائشة تنقل عن النبي (ص) فتقول: (بأنه كان يحدثنا ونحدثه، فإذا دخل وقت الصلاة؛ فكأننا لا نعرفه ولا يعرفنا).. وكذلك كانت مولاتنا زينب (ع) ليلة الحادي عشر من شهر محرم، وهي مثخنة بهذه الجراح الباطنية، وفي تلك الليلة الموحشة بجوار الجثث، صلت صلاتها من جلوس.
71- مصاديق العزاء!..
إن الشارع المقدس في طريقته، يعطي العموميات والكليات.. فهو قد طلب منا المودة في القربى، والحزن لحزنهم، والفرح لفرحهم.. ولا شك في أن إبداء هذه المعاني، ليس حكراً على البكاء فقط، فلكل زمان وعصر ولكل بيئة طريقتها.. ولا يعني ذلك أن هذه المظاهر تعد بدعة، بل إنه ينبغي الابتكار في الأساليب المؤثرة، مع الاحتفاظ ببعض الأمور التقليدية.. ومن مصاديق العزاء الحسيني: الأفلام، والتمثيليات، والمواكب العزائية.. فهذه الأساليب كانت مؤثرة في الوجدان الشيعي طوال التأريخ.
72- استثمار العطاءات الإلهية!..
يمكن للإنسان أن يستثمر العطاءات الإلهية في هذا الموسم المبارك والاستفادة منها، بحيث تكون عاملاً للاستقامة طوال العام، وذلك من خلال: قراءة سيرة الحسين (ع) العملية، فإن ذلك يكشف بعداً لم يكن يراه من قبل.. وكذلك عليه أن يصطحب أهله وأولاده وأصدقاءه لمجالس الحسين (ع)؛ فإنها في مظان التحول الجوهري حتى للنفوس العاصية، ولا شك أنه يترك أثراً لا شعورياً في نفوس الأحداث؛ وذلك لأن للمعصوم (ع) عنايته وإشرافه بعد وفاته، كما أن الأمر كذلك في حياته.. فإذا كان الشهيد حياً مرزوقاً، فكيف بإمام الشهداء؟!.. وعليه محاولة تغيير جوهري للملكات الفاسدة في أعماق النفس؛ كرامة لهذه الدموع التي يقول عنها الإمام الرضا (ع): (فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام)!.. فالإنسان في مثل هذه المواسم المباركة يخرج بهذه الطهارة، فلماذا يفقد هذه النورانية ببساطة؟!..
73- مراعاة الظروف!..
إن من سيرة الأئمة (ع) مسألة مراعاة الظروف، وعدم نقض الغرض.. فينبغي مراعاة ذلك، وخاصة مع كثرة الذين يتحينون الفرص، ويتصيدون المناظر التي يريدونها؛ لتحقيق أغراضهم الدنيئة!..
74- المتسلل!..
إن الإنسان إذا لم يكن عبداً للرحمن، فهو عبد للشيطان.. وماذا بعد الحق إلا الضلال!.. فالإنسان: إما رحماني، أو شيطاني.. هل الذي يعتقد بالقيامة وبعذاب القبر، يرتكب المخالفات الأخلاقية، وهو في موكب عزاء الإمام الحسين (ع)، أو في المأتم وبثياب ترمز إلى الحداد؟.. فالذي يتجاوز حدود الدولة إلى دولة أخرى، يعتبر متسللا.. والمتسلل يطلق عليه طلقة أولى لتخويفه، وإذا لم يستجب واقتحم البلد فإنه يُردى قتيلاً.. هذا عُرف الدول، والذي يهين علم دولة محترمة يعاقب؛ لأنه يعتبر أنه هتك حرمة تلك الدولة.. فالقضية ليست قضية اعتداء على قماش لا قيمة له في السوق!.. والأخت المؤمنة التي تظهر قليلا من شعرها، هي تعدت حدود الله.. فالمرأة التي تكشف كل شعرها سافرة، والتي تكشف بعض شعرها سافرة أيضا، فهذه سافرة أسفرت عن الكل، وهذه أسفرت عن البعض.. فمن يصلي صبحاً وظهراً ولا يصلي ليلاً، يسمى تارك الصلاة، سواء ترك الفرائض كلها أو ترك بعضها.
75- الوجود الإلهي!..
إن الذي يسلم ملفه القضائي إلى محام قدير وخبير، يرجع إلى المنزل وينام تلك الليلة مرتاح البال، لأن المحامي ملم بقوانين المحاماة وبتفريعات القانون.. وإذا كان هذا المحامي له صلة وثيقة بالقاضي، فإن باله يرتاح تماماً.. لماذا؟.. لأنه فوض الأمر إلى عليم وقدير.. انظروا إلى الصفتين: عليم بمهنته، وقدير له وساطة في الجهاز القضائي مثلاً.. هذا الإنسان يقال: إنسان فوض أمره للمحامي، لأنه على علم بمهارته وقدرته.. والذي يريد أن يفوض أمره إلى الله عز وجل، لابد وأن يكون على هذا المستوى من اليقين.. ونحن طالما صلينا، وطالما حججنا واعتمرنا وصمنا، امتثلنا أوامر الله عز وجل.. ولكن هل استشعرنا الوجود الإلهي في يوم من الأيام، كاستشعارنا لوجود الزوجة والأولاد والمنزل والأرض والسماء؟.. هل استشعرنا بهذا الوجود الذي هو مصدر الوجود؟.. نحن أنسنا بآثاره، ونسينا المؤثر صاحب الأثر.. كما يقول الحسين (ع) في يوم عرفة، هذا الإمام الذي بكته ملائكة السماء يوم العاشر من محرم: (ألغيرك من الظهور ما ليس لك، حتّى يكون هو المظهِر لك؟!.. متى غبت حتّى تحتاج إلى دليلٍ يدلُّ عليك؟!.. أو متى بَعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟!.. عميت عين لا تراك ولا تزال عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبدٍ لم تجعل له من حبك نصيبا)!.. الإنسان يحتاج إلى دليل العلة والمعلول.. والمؤمن يحتاج إلى دليل آخر، إلى مرحلة أخرى من المشاهدة الباطنية: (لا تدركه العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان)!..
76- خير موسم!..
أن المؤمن طموح، وهذا الطموح يتمثل في العمل من أجل جعل الموسم الذي هو فيه، خير موسم مر عليه، فيكون شعاره -سواءً كان موسم الحج، أو موسم شهر رمضان المبارك، أو شهر محرم، أو زيارة الحسين (ع) في كربلاء- دائما وأبدا: اللهم اجعله خير موسم مرّ عليَّ إلى الآن!.. هذا الطموح يجب أن يكون في قلب كل مؤمن، لذا عليه أن يكثر من الدعاء في أن يجعل الله –عز وجل- موسمه هذا موسماً متميزاً.
77- كلام غير مقبول!..
نعم، هذا الموجود الخبير من الممكن أن يستغل البكاء على سيد الشهداء، ويسول للبعض ليعولوا على روايات البكاء، كما في قول إمامنا الرضا (ع): (فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام)، بأن يقول: أنه يا لها من فرصة جيدة!.. ليحرق بالبكاء على سيد الشهداء كل ما كسبه من المعاصي طوال العام، وليجعل همته إلى انتهاء العشرة أو إلى بعد الشهرين، ثم يرجع إلى ما كان عليه لينتظر محرم القادم، ليتطهر من جديد!.. أهذا كلام يقبله الله ورسوله؟!.. أهذا منطق أمير المؤمنين وأئمة أهل البيت (ع)؟.. أن يجعل الإنسان فترة مصالحة مع الله عز وجل، ليريح بها ضميره، ويسكن بها هذا العتاب الباطني!.. إن هذا كلام لا يمكن أن يُقبل.
78- الالتحاق بالركب الحسيني!..
إن الغرض من حضور المجالس المباركة المقامة لعزاء سيد الشهداء (ع)، هو أن يخرج الإنسان بثمرة، وإلا فإن الآثار من الأجر والمغفرة وغير ذلك مترتبة بلا شك، وهذه الثمرة هي أن نحاول أن نكون في زمرة الحسين (ع).. وقد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة، أن نكون تحت لوائه (ع) يوم القيامة.. ولكن ذلك مترتب على أن نكون تحت لوائه في الدنيا أيضا.. بمعنى أن نكون على خطه، وأن نكون في زمرة أصحابه.. فالالتحاق بأصحاب الحسين (ع) بابه لا زال مفتوحاً، وما أغلق في يوم عاشوراء.. وأصحاب الحسين (ع) متعددون في كل عصر وفي كل طبقة، فإن كانت الطبقة الأولى في يوم عاشوراء، ففي كل عصر وفي كل قرن هنالك أصحاب للحسين (ع).. لماذا لا نلتحق بهذه الجامعة؟.. لماذا لا نلتحق بهذا الركب الحسيني؟.. وهذه المسيرة بدأت وتستمر ولن تتوقف، إلا عندما تعطي هذه الثورة ثمارها الكاملة، وهذه الثمار لا تؤتى إلا مع ظهور ولده المهدي (عج).
79- ظلامة الحسين (ع)!..
إن من موارد ظلامة الحسين (ع) -غير ذلك الظلم الذي وقع على بدنه الشريف، وعلى خيامه، وعلى عائلته- هو ظلمه من قبل شيعته ومحبيه، بعدم معرفتهم إياه حق المعرفة.. هذه المعرفة المتجلية من خلال مناجاته مع الله –عز وجل- في يوم عرفة.. ولو تأمل الإنسان في مضامين دعاء عرفة، ليعرف أن الذي قتل في يوم عاشوراء، هو هذا الولي الذي كان يتكلم مع الله –عز وجل- بمناجاة قل نظيرها في مناجاة الداعين.
80- تحقيق الهدف!..
إن الإمام (ع) في دعاء عرفة يقول: (أَسأَلُكَ اللّهُمَّ حاجَتِي!.. الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي، وَإِنْ مَنَعْتَنِيها لَمْ يَنْفَعْنِي ما أَعْطَيْتَنِي).. فهو (ع) يريد أن يفهمنا أن هنالك مستوى من التكامل لابد أن نسعى إليه، وإذا لم نصل إلى هذه الدرجة فقد فشلنا في حركة الحياة.. إن لكل إنسان هدفا وهما يحمله في حركته الدائبة في هذا الوجود، وهنا سيد الشهداء (ع) يوجهنا إلى أن نبحث عن هذه الحاجة، وهو لم يسميها في دعاء عرفة، بل جعلها مبهمة؛ حتى نفكر نحن في المصداق.. فما هي هذه الحاجة، التي إن وصلنا إليها ، فقد حققنا هدف الوجود؟..