اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
81- العبودية الانسيابية!..
إن الحاجة التي يريد الإمام الحسين (ع) أن يوجهنا إليها، هي أن يصل الإنسان إلى مستوى العبودية الانسيابية.. إن كل ما في هذا الوجود يسبح بحمد الله عز وجل، ومنزه لله عز وجل.. فالنحلة –مثلاً- من المستحيل أن تعمل خلاف ما أوحى الله عز وجل إليها: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا}.. وكذلك الإنسان فهو ببدنه عابدٌ لله -عز وجل- تكويناً، إذ كل أعضائه تجري في ذلك الاتجاه الذي رسمه الله تعالى.. فإذن، هذه عبودية تكوينية.
وهنالك عبودية ثانية، هي عبودية تشريعية.. بمعنى أن الإنسان عبد مطيع لله -عز وجل- بالإرادة.. ولكن قد تكون هذه العبودية خوفاً من العقاب، أو رجاءً في الثواب.. أي خلاف لمقتضى ميل الإنسان، فهو يطيع الله -عز وجل- على مضض بدون أي انسجام أو عاطفة.. إذ أن هناك فرقا بين امتثال الموظف لأوامر المدير، وبين امتثال الزوجة لأوامر لزوجها؛ فكلاهما امتثال، ولكن الثاني محفوف بهالة من المحبة والرغبة.. بينما المطلوب أن يصل الإنسان إلى هذه العبودية الثالثة: لا طمعاً ولا خوفاً، وإنما أن يرى أن هذه العبودية ثمرة الوجود، ولا يمن على الله -عز وجل- بذلك، وإنما هو عبد مخلوق، خلق لمهمة، وهو منسجم مع هذه المهمة التي أرادها الله عز وجل.
82- الفرصة الذهبية!..
إن هنالك تفضلا إلهيا في هذه المواسم المباركة، وهناك تصرف في القلوب.. وإلا فلو نظر الإنسان إلى نفسه، فإنه لا يرى ذلك الاستحقاق أبداً.. ولهذا فمن المناسب استثمار حالة الإقبال بعد ختام المجلس، بأن تحول دموع الولاء إلى دموع المناجاة مع رب الأرباب، فإنه من صور الخسران أن لا يستثمر الإنسان الحسيني، هذه الرقة في مصالحة مع رب العالمين، وإنها لفرصة ذهبية أن يتحول إلى إنسان مناج ربه –عز وجل- بعد ختام المجلس.
83- الانكسار الباطني!..
إن من السمات الغالبة هذه الأيام والليالي؛ هي البكاء.. وعندما نقول: البكاء؛ فإننا نعني به التفاعل القلبي، وليس الدمع المجرد.. إذ أنه فرق بين الدموع، وبين حرقة الفؤاد.. فقد تكون هنالك حرقة، ولا تكون هنالك دمعة، والمهم هو أن يعيش الإنسان حالة من حالات الانكسار الباطني.. إن هذا البكاء هو مناخ مناسب، لأمر ما وراء البكاء والعاطفة.
84- البلوغ الفكري!..
إن الإنسان كلما زاد معرفةً، ووصل إلى البلوغ الفكري، كلما زاد تفاعله.. لأن عدم التفاعل بمصائب أهل البيت، هو بسبب جهلنا بمنزلتهم.. ولهذا يقال: إنَّ الإنسان إذا قرأ دورة من حياة الحسين الشهيد -عليه السلام- أو أحد ذريته، وكلما زاد اطلاعاً على تاريخهم، وعلى سيرتهم، وعلى حسن مكارم أخلاقهم؛ كلما زاد تفاعله، عندما يستمع إلى شيء من مصائبهم صلوات الله وسلامه عليهم.
85- الإتباع!..
إن الإنسان عليه أن يعدّي آثار عاشوراء من عالم العاطفة إلى عالم الفكر.. فالعمل، والهتافات، والمواكب، والبكاء، واللطم على الصدور؛ كل ذلك يصب في دائرة واحدة ألا وهي العاطفة، وإبراز المحبة.. ولكن هنالك حقولا أخرى في المقام، فقد قال الله –تعالى- في كتابه الحكيم: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.. ولم يقل: إن كنتم تحبون الله، يحببكم الله.. إذ أن بين (تحبون الله) و(بين يحببكم الله) هنالك الإتباع.
والإتباع له مظاهر في حياة الإنسان، فمن مظاهر الإتباع ترجمة هذه التبعية في مقام العمل.. فثمرة عاشوراء وثمرة إحياء ذكر الحسين (ع) هي الصلاة، لأن علاقتنا بالله -عز وجل- منحصرة في هذه الصلوات اليومية.. حيث أن معظم العبادات الأخرى موسمية، بينما الحركة التي نمارسها يومياً، كقالب وكشكل هي الصلاة.. فالإنسان المؤمن يستخسر أن لا ينفخ الروح في هذا الأمر الموجود.
86- خصوصية التربة الحسينية!..
إن السجود على التربة الحسينية: هذه التربة قبل يوم عاشوراء، لم تكن فيها قداسة؛ لأنها لم تُضمّخ بدم الحسين عليه السلام.. نقول في الزيارة: طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم!.. إن الذي يستنكر مبدأ التشرف، ومبدأ المباركة، والذين ينكرون أن تربة الحسين لا خصوصية فيها.. كيف يفسرون السكينة والطمأنينة التي وضعت في تابوت موسى {يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}.. هذا التابوت لم يُدفن فيه موسى، وإنما كان طفلاً صغيراً رضيعاً وضع في التابوت، وأُلقي في اليم بأمر الله عز وجل، فهي خشبة لامست بدن موسى وهو طفل، ولم يكن نبياً ولا شهيدا، وإذا القرآن الكريم يقول: {يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}؛ كرامةً لهذا البدن الذي لامسه.. ويعقوب (عليه السلام) {..ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}، فلا أمل في عودة عينيه، فهو لم يصب بالرمد ليشفى من ذلك، ولكن العين فقدت القابلية، وإذا بقميص يوسف (ع) يلقى على وجه أبيه فيرتد بصيراً.. هذا القميص من القطن أو الكتان لا خصوصية فيه، ولكن لامس جسد نبي من أنبياء الله عز وجل.
87- التمحيص!..
إن الإنسان المؤمن لا يبلغ الدرجات الكمالية إلا بالتمحيص، فالإنسان الذي لا يتحمل أي بلية في حياته، لا يصل إلى درجة.. الدنيا دار ابتلاء -الناس يطلبون الراحة في الدنيا، وقد جعلتها في الآخرة- الحسين -عليه السلام- كانت لديه منزلة عند الله، لا يبلغها إلا بالشهادة.. وزينب -عليها السلام- عالمة غير معلمّة، ولكن لها منزلة عند الله لم تبلغها إلا بالسبي.. وكذلك العباس -عليه السلام- له منزلة، يقول الإمام الصادق (ع): (إن لعمي العباس بن علي منزلة، يغبطها عليه جميع الشهداء يوم القيامة).
88- الجمال الإلهي!..
إن الذين يستذوقون هذا الجمال الإلهي، هؤلاء لا يقر لهم قرار، فليلهم غير ليل الآخرين، ونهارهم نهار متميز.. بالليل صافون أقدامهم، وبالنهار حكماء علماء كالجبل الراسخ، لا تزعزعه العواصف، عَظُم الخالق في أنفسهم؛ فصغر ما دونه في أعينهم.. وأصحاب الحسين -عليه السلام- يوم عاشوراء تجلى في صدورهم الحب الإلهي، فزهدوا حتى في الجنة.. إن هؤلاء وصلوا إلى هذه الدرجات، بعملهم المسبق.
89- المثلث المبارك!..
إن ظاهر أيام محرم ظاهر ولائي، ولكن باطنه باطن توحيدي.. فالإنسان في هذه الليالي والأيام، قد يعيش مشاعر عاطفية تجاه أهل البيت، ولكن هناك قاعدة تقول: أنه لا اثنينية أبداً بين الطريق الإلهي، وبين طريق النبي وأهل البيت.. فذكرنا ذكر الله، وبتعبير آخر: هما وجهان لعملة واحدة.. أي أننا تارةً نصل إلى الله -عز وجل- عن طريق الولاية، وتارة نتعرف على الولاية من خلال التوحيد.. كما أن الله -عز وجل- ما عرفه حق المعرفة إلا النبي وعلي، ولم يعرف النبي إلا الله وعلي، ولم يعرف عليا إلا الله ورسوله.. وبالتالي، فإن هذا المثلث المبارك -التوحيد، والنبوة، والإمامة- كل ما فيه يعضد بعضه بعضا.
90- النهاية السعيدة!..
إن الحسين (ع) ختم حياته بالشهادة بل بالسعادة، والذي ميز أصحاب الحسين (ع) هي هذه اللحظات الأخيرة.. وإلا فإن الحر إلى ليلة العاشر، بل إلى يوم العاشر، كان عمره في الطاعة قصيرا، ولكن الفخر كل الفخر أنه ختم الحياة بنهاية سعيدة.. إن المؤمن عليه أن يسأل الله -تعالى- في ساعة الخلوات، أن يجعل ساعة قبض روحه وهو في أحسن حالة.
91- فلسفة الموت!..
إن أصحاب الحسين (ع) فهموا فلسفة الموت، وفهموا فلسفة الحياة.. فجعلوا الساعة الأخيرة من حياتهم، مساوية لأفضل حالة هم عليها.. إن الموت السعيد أو الموتة الحميدة، غير مبتورة الصلة بعمل الإنسان في اليوم الأول من البلوغ.. فاليوم الأول بعد تمام التاسعة للبنت، واليوم الأول بعد إكمال الخامسة عشر للصبي؛ مرتبط بساعة الاحتضار.. نعم، إن القضايا مرتبطة بعضها ببعض، إن ذكر الموت ليس عبارة عن ذكر للفواتح.. فنحن نحتاج إلى ذكر الموت والبرزخ في حركة حياتنا.
92- الجمع بين العالمين!..
إن الحسين (ع) في يوم عاشوراء كان على بدنه أثران: أثر يبكي، وأثر يفرح.. الأثر الذي يبكي آثار السنان والرماح، والأثر الثاني آثار الجراب على بدنه الطاهر، حيث كان يتفقد الفقراء في المدينة.. هذا سلوك أهل البيت (ع): الجمع بين الانشغال بالله عز وجل، في سفرة، أو في تألق روحي.. وفي التنزل إلى مستوى عامة الناس، قضاءً الحاجة، وأمراً بمعروف، ونهياً عن منكر.
93- معرفة الإمام!..
إن الموت عبارة عن لقاء مع رب كريم!.. فلماذا لا نحول الطاعة، إلى طاعة من نحب؟.. ولماذا نعمل بالفرائض الإلهية على أنها أوامر إلزامية، وخوفا من النار؟.. ولماذا نحضر هذه المجالس، طلباً لبعض المزايا، وقضاء الحوائج؟.. فالحسين (ع) من أحب العباد إلى الله عز وجل، فهو صاحب دعاء عرفة، الذي كان يناجي الله -عز وجل- ويقول: (إلهي!.. عميت عين لا تراك.. ألغيرك من الظهور ما ليس لك)!.. هذه العبارات التي أطلقها الحسين (ع) في يوم عرفة، وعيونه تجري كأفواه القرب، كان يستطعم كما يستطعم المسكين.. وإذا به يعامل هذه المعاملة.. نعم، عندما نزداد معرفة بالإمام، يزداد تفاعلنا مع ذكره.
94- روح الحسين(ع)!..
إن سورة الفجر هي سورة الحسين (ع).. {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}.. وكأن الله -عز وجل- أعارنا روح الحسين، وبعثه للدنيا.. كانوا أنوارا في العرش محدقين، فمنّ الله علينا وأنزلهم إلى الأرض، أهل الأرض ما عرفوا قيمتهم، لا المحبون ولا الأعداء.
95- الضريبة والمزية!..
إن حضور المجالس الحسينية، والاستفادة من المذكرات المأخوذة من القرآن الكريم والسنة، له مزية وضريبة.. المزية: هي أن الإنسان يتعلم، ويزداد فهماً لمقاصد الشريعة.. ولكن في نفس الوقت هنالك ضريبة: وهي أن الإنسان عندما يتعرض لهذا الإشعاع النوري، وثم -لا قدر الله- يخالف.. فإن رب العالمين قد يتأخر في مسألة العفو عنه والمغفرة له.. عن الإمام الصادق (ع): (يا حفص!.. إنه يُغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يُغفر للعالم ذنبٌ واحدٌ).. فالمراد بالعالم ليس المعمم أو إمام المسجد، وإنما العالم الذي علم الشيء.
96- الحركة الشعارية!..
إن بعض العلماء يعتقد بأن الإحياء الشعوري والفكري والتربوي، أقرب إلى خط الأئمة -عليهم السلام- من الإحياء الشعاري والعاطفي.. كلاهما يصب في هذا الطريق، ولكن تأثير الشعاري قد يكون تأثيراً مؤقتاً.. إن الالتفات حول الدين، ورموز الدين، وحول مفاهيم عاشوراء، في العشرة الأولى من المحرم.. هي حركة شعارية مباركة، ولكن مشكلة الحركة الشعارية، أنها منبسطة أفقاً وقليلة العمق!..
97- العقاب مضاعف!..
إن سلوك أصحاب الحسين (ع) ليلة العاشر، سلوك إنسان مقدم على ساعات مؤنسة ولذيذة، فهذا يقينهم.. لذا علينا أن نرفع من مستوى الوعي الفكري، ومن مستوى الالتزام الخُلقي.. فالذي يرتكب معصية هذه الأيام، فإنها لا تمر بسلام.. كما أن المعاصي مضاعفة في الأشهر الحرم، فمثلا: في شهر رمضان الإنسان يُحاسَب أشد من الأيام الأخرى.. وإذا ارتكبَ الإنسان معصيةً -نظرةً مُحرمة- في حال الطواف، فإن هذه النظرة لا تقاس بالنظرة في شوارع باريس مثلاً.. وكذلك هذه الليالي والأيام، فإن الإنسان الذي يلبس السواد؛ أي أنه يقول للناس أنه حسيني، وأنه مصاب، ومعزى، وأنه فقد عزيزاً.. فهل الذي يفقد عزيزا، يرتكب المعصية، ويتكلم بالكلام المضحك، والذي لا معنى له!.. أما أن سيماء الحزن تظهر عليه؟!..
98- الصفقة!..
إن هذه الليالي والأيام، هي ليالي الصفقة مع الإمام الشهيد (ع).. وهذان الشهران محرم وصفر، نِعْمَ الفرصة للالتزام بالاستغفار، الذي يوجب العلم الكثير، أو المال الكثير.. حيث بإمكان الإنسان أن يلتزم بهذا الاستغفار أثناء ذهابه وإيابه.. عن الصادق (عليه السلام) قال: من قال كل يوم أربعمائة مرة، مدة شهرين متتابعين؛ رزق كنزا من علم أو كنزا من مال: (أستغفر الله الذي لا اله إلا هو، الرحمن الرحيم، الحي القيوم، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، من جميع ظلمي وجرمي وإسرافي نفسي وأتوب إليه).
99- درجة اليقين!..
إن البُكاء الذي يصدر من عقل واعٍ، ومن إنسان يمتلك جوارح مطيعة، هذا البكاء لا يُقدّر بثمن.. فأصحاب الحسين (ع) استشهدوا، وأيضاً أصحاب الأخدود قتلوا في سبيل الله، بنص القرآن الكريم: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ}، أي قتلوا استشهاداً، فأحرقوا وعُذِبوا في الله عز وجل.. وسحرة فرعون على رأس الشهداء، هؤلاء الذين آمنوا بموسى، فعذبهم فرعون وقتلهم بأفجعِ قتلة.. فإذن، لماذا هذا الخلود لأصحاب الحسين (ع)؟.. إنهم أيضاً شهداء، وعُذبوا في طاعة الله عز وجل، وقد قال فيهم الإمام الحسين (ع) ليلة عاشوراء: (فإني لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي).
الجواب هو: أن هؤلاء الشهداء كانت أنفسهم متميزة: فحبيب وزهير ومن كان معهم من الأصحاب، وصلوا إلى درجة اليقين، واليقين في القلب يعطي الشهادة معنى.. والذي يسأل الله -عز وجل- الشهادة، عليه أن يهذب نفسه قبل ذلك، فيقدم لله -عز وجل- نفساً جميلة ونفساً مهذبة.
100- التعرف على منهجهم (ع)!..
إن من أهم الدروس العاشورائية، ومن أهم دروس كربلاء، أن نتعرف على منهج أهل البيت (ع) في الحياة.. إذ أن ولايتهم مسلًّمة، فنحن قوم -بحمد الله- آمنا بهم منذ نعومة أظفارنا، وأول ما لهجنا بهِ ذكر النبي وعلي وفاطمة.. والكثيرون قد بدأت علاقتهم بالمآتم منذ أن كانوا أطفالا رضعا.. فإذن، جانب الولاية والتولي مفروغ منه، وكذلك سيرتهم، وتأريخهم.. إن التأريخ أمر جيد، ولكن التأريخ قد لا يحتوي على الشحنة العاطفية المؤثرة في مقام العمل الخارجي.. فالحسين (ع) يريد منا أن نكون متأدبين بآدابه قبل أن نكون من الباكين عليه.