بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على أشرف خلق الله محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكريهم ومنكري فضائلهم إلى قيام يوم الدين آمين رب العالمين.
السلام على شيعة علي ع ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ (إِنَّ اللَّهَ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وآله بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ فَامْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ فَإِنْ كَانَتْ فِيكُمْ فَاحْمَدُوا اللَّهَ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ فِي الزِّيَادَةِ مِنْهَا فَذَكَرَهَا عَشَرَةً الْيَقِينَ وَالْقَنَاعَةَ وَالصَّبْرَ وَالشُّكْرَ وَالْحِلْمَ وَحُسْنَ الْخُلُقِ وَالسَّخَاءَ وَالْغَيْرَةَ وَالشَّجَاعَةَ وَالْمُرُوءَةَ) (وسائل الشيعة 15/ 180).
وعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أَنَّهُ قَالَ (إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ)(مستدرك الوسائل 11/187).
فتأمل في هذين الحديثين مع النظر والبحث في كتب السيرة تجد أن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطيبين الطاهرين وجميع الأنبياء والمرسلين والعارفين عليهم سلام الله أجمعين كانوا ذوا أخلاق حسنة عالية عجز عن وصفها الواصفون، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله قبل بعثته الظاهرية يعرف بالصادق الأمين ذو الخلق الحميدة حتى قال الله تعالى في شأنه (إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(القلم 4)،فكل خلق حسن ظهر به النبي فهو من الله كما قال النبي صلى الله عليه وآله (أدبني ربي فأحسن تأديبي)(بحار الأنوار 68/382).
فهذا يبين لنا أن الأخلاق الحميدة أصل كل خير وهي من آداب الله تعالى وقد وصف الله نفسه بأحسن الأوصاف والأسماء وهي (الرؤوف الرحيم المحسن والودود ..إلخ ) فقد كرم الله تعالى أنبياءه ورسله بأن جعلهم ظهورا له وحملة لأوصافه بعد ما أدبهم بتأديبه وخصهم بأوصافه كما قال عليه السلام (إِنَّ اللَّهَ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وآله بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ) فقد ظهر الله بالرحمانيته لخلقه بنبيه حينما قال عز وجل (وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ)(الأنبياء 107)، قال (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(التوبة 128) إلى آخره من جملة الصفات والأسماء والتجليات .
فحسن الخلق مفتاح لكل شيء وخاصة لمن يطلب العلم فمن تخلق بأخلاق الله فتح الله له كل شيء كما روي عن أحد الأئمة عليهم السلام ما معناه أنه (ليس العلم بالسماء فينزل لكم ولا في الأرض فيخرج لكم بل العلم فيكم مجبول في صدوركم تخلقوا بأخلاق الروحانيين يظهر لكم ) فقد وضح لنا النبي وآله عليهم الصلاة والسلام كيفية طلب العلم حينما قال أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام( يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ وَعَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ وَأُذُنُهُ الْفَهْمُ وَلِسَانُهُ الصِّدْقُ وَحِفْظُهُ الْفَحْصُ وَقَلْبُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ وَعَقْلُهُ مَعْرِفَةُ الأَشْيَاءِ وَالأُمُورِ وَيَدُهُ الرَّحْمَةُ وَرِجْلُهُ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ وَهِمَّتُهُ السَّلامَةُ وَحِكْمَتُهُ الْوَرَعُ وَمُسْتَقَرُّهُ النَّجَاةُ وَقَائِدُهُ الْعَافِيَةُ وَمَرْكَبُهُ الْوَفَاءُ وَسِلاحُهُ لِينُ الْكَلِمَةِ وَسَيْفُهُ الرِّضَا وَقَوْسُهُ الْمُدَارَاةُ وَجَيْشُهُ مُحَاوَرَةُ الْعُلَمَاءِ وَمَالُهُ الأَدَبُ وَذَخِيرَتُهُ اجْتِنَابُ الذُّنُوبِ وَزَادُهُ الْمَعْرُوفُ وَمَاؤُهُ الْمُوَادَعَةُ وَدَلِيلُهُ الْهُدَى وَرَفِيقُهُ مَحَبَّةُ الأَخْيَارِ) (الكافي1/ 48) وأيضا قال عليه السلام (يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِنَّ لِلْعَالِمِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ الْعِلْمَ وَالْحِلْمَ وَالصَّمْتَ)(الكافي1/37) وقال النبي صلى الله عليه وآله(نِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ وَنِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ وَنِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الصَّبْرُ) (الكافي1/ 48).
فالعلم إذا امتزج بالتقوى رقى بصاحبه إلى أعالي الدرجات قال تعالى ( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(المائدة 27) والتقوى كما وصفها أمير المؤمنين عليه السلام حين قال (التُّقَى رَئِيسُ الأَخْلاقِ)(نهج البلاغة 548).
فالعلم بلا حسن خلق وتقوى لا خير فيه بل هو حجة على صاحبه كعلم إبليس لعنه الله لا خير فيه ولا في علمه ونعم ما قال الشاعر :
لو كان للعلم من غير التقى شرف *** لكان أشرف خلق الله إبليس
والصلاة على أشرف خلق الله محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكريهم ومنكري فضائلهم إلى قيام يوم الدين آمين رب العالمين.
السلام على شيعة علي ع ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ (إِنَّ اللَّهَ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وآله بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ فَامْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ فَإِنْ كَانَتْ فِيكُمْ فَاحْمَدُوا اللَّهَ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ فِي الزِّيَادَةِ مِنْهَا فَذَكَرَهَا عَشَرَةً الْيَقِينَ وَالْقَنَاعَةَ وَالصَّبْرَ وَالشُّكْرَ وَالْحِلْمَ وَحُسْنَ الْخُلُقِ وَالسَّخَاءَ وَالْغَيْرَةَ وَالشَّجَاعَةَ وَالْمُرُوءَةَ) (وسائل الشيعة 15/ 180).
وعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أَنَّهُ قَالَ (إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ)(مستدرك الوسائل 11/187).
فتأمل في هذين الحديثين مع النظر والبحث في كتب السيرة تجد أن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطيبين الطاهرين وجميع الأنبياء والمرسلين والعارفين عليهم سلام الله أجمعين كانوا ذوا أخلاق حسنة عالية عجز عن وصفها الواصفون، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله قبل بعثته الظاهرية يعرف بالصادق الأمين ذو الخلق الحميدة حتى قال الله تعالى في شأنه (إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(القلم 4)،فكل خلق حسن ظهر به النبي فهو من الله كما قال النبي صلى الله عليه وآله (أدبني ربي فأحسن تأديبي)(بحار الأنوار 68/382).
فهذا يبين لنا أن الأخلاق الحميدة أصل كل خير وهي من آداب الله تعالى وقد وصف الله نفسه بأحسن الأوصاف والأسماء وهي (الرؤوف الرحيم المحسن والودود ..إلخ ) فقد كرم الله تعالى أنبياءه ورسله بأن جعلهم ظهورا له وحملة لأوصافه بعد ما أدبهم بتأديبه وخصهم بأوصافه كما قال عليه السلام (إِنَّ اللَّهَ خَصَّ رَسُولَهُ صلى الله عليه وآله بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ) فقد ظهر الله بالرحمانيته لخلقه بنبيه حينما قال عز وجل (وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ)(الأنبياء 107)، قال (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(التوبة 128) إلى آخره من جملة الصفات والأسماء والتجليات .
فحسن الخلق مفتاح لكل شيء وخاصة لمن يطلب العلم فمن تخلق بأخلاق الله فتح الله له كل شيء كما روي عن أحد الأئمة عليهم السلام ما معناه أنه (ليس العلم بالسماء فينزل لكم ولا في الأرض فيخرج لكم بل العلم فيكم مجبول في صدوركم تخلقوا بأخلاق الروحانيين يظهر لكم ) فقد وضح لنا النبي وآله عليهم الصلاة والسلام كيفية طلب العلم حينما قال أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام( يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ وَعَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ وَأُذُنُهُ الْفَهْمُ وَلِسَانُهُ الصِّدْقُ وَحِفْظُهُ الْفَحْصُ وَقَلْبُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ وَعَقْلُهُ مَعْرِفَةُ الأَشْيَاءِ وَالأُمُورِ وَيَدُهُ الرَّحْمَةُ وَرِجْلُهُ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ وَهِمَّتُهُ السَّلامَةُ وَحِكْمَتُهُ الْوَرَعُ وَمُسْتَقَرُّهُ النَّجَاةُ وَقَائِدُهُ الْعَافِيَةُ وَمَرْكَبُهُ الْوَفَاءُ وَسِلاحُهُ لِينُ الْكَلِمَةِ وَسَيْفُهُ الرِّضَا وَقَوْسُهُ الْمُدَارَاةُ وَجَيْشُهُ مُحَاوَرَةُ الْعُلَمَاءِ وَمَالُهُ الأَدَبُ وَذَخِيرَتُهُ اجْتِنَابُ الذُّنُوبِ وَزَادُهُ الْمَعْرُوفُ وَمَاؤُهُ الْمُوَادَعَةُ وَدَلِيلُهُ الْهُدَى وَرَفِيقُهُ مَحَبَّةُ الأَخْيَارِ) (الكافي1/ 48) وأيضا قال عليه السلام (يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِنَّ لِلْعَالِمِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ الْعِلْمَ وَالْحِلْمَ وَالصَّمْتَ)(الكافي1/37) وقال النبي صلى الله عليه وآله(نِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ وَنِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ وَنِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الصَّبْرُ) (الكافي1/ 48).
فالعلم إذا امتزج بالتقوى رقى بصاحبه إلى أعالي الدرجات قال تعالى ( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(المائدة 27) والتقوى كما وصفها أمير المؤمنين عليه السلام حين قال (التُّقَى رَئِيسُ الأَخْلاقِ)(نهج البلاغة 548).
فالعلم بلا حسن خلق وتقوى لا خير فيه بل هو حجة على صاحبه كعلم إبليس لعنه الله لا خير فيه ولا في علمه ونعم ما قال الشاعر :
لو كان للعلم من غير التقى شرف *** لكان أشرف خلق الله إبليس
